دوما منطقة هامة استراتيجية في الريف الدمشقي أُريد لها أن تكون عاصمةً للحى والنقاب ترفع شعارات الذبح وحروب ردة جديدة، حتى أتى الوعد فكانت صواريخ الجيش كحجارة من سجّيل، وأصبح أمر الله مفعولاً.
ابتلع الإرهابيون شعاراتهم واحتفظوا بها عند ركوبهم للباصات الخضر باتجاه ادلب، وهناك تقيأت حناجرهم وقلوبهم ما ابتلعوه ، ليعيدوا اجتراره من جديد " شعارات تهديد ووعيد " طوت تلك المدينة سنوات حرب ودمار، وعادت الحياة لتنبض في حجارة الأبنية قبل ساكنيها رغم الواقع الاقتصادي المرير الذي تعيشه البلاد والعباد.
توجه الرئيس الأسد إلى دوما للادلاء بصوته برفقة السيدة الأولى، هي رسالة نفسية ومعنوية للغرب والعرب قبل السوريين أنفسهم، احتشد الناس، ألقى الأسد بصوته في صندوق الاقتراع وكأنه يلقي قنبلة هيدروجينية بمفعولها ، بالأمس أُريد للمدينة أن تكون عاصمة للتطرف والإرهاب، واليوم أعود لأنتخب من وسطها.
تزامن ذلك مع بيان لوزراء خارجية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا المندد بالانتخابات، حيث وصفها هؤلاء بغير النزيهة، مؤكدين على دعهم أصوات المعارضة وأهالي ادلب والشمال في مقاطعتها ورفضها، فيما أُعدت ساحات ادلب وقراها لتكون منابر ترويج في وسائل إعلام إقليمية ودولية مناوئة للانتخابات، دفع خزمتشية التركي في تلك المناطق بالناس للتجمع وسط التهديدات، لا سيما من قبل هيئة تحرير الشام وما يُسمى بجيش سورية الوطني المدعوم تركياً، وُزعت أعلام الانتداب وأعلام تركيا، وأُقحمت صور أردوغان بين بعض المتجمعين وكأنها نطفة حرام سكنت رحم ثورتهم فأنتجت وليداً بصورة مسخ نصروي.
قبل الانتخابات بيومين توجه وزير السياحة السوري محمد رامي رضوان مارتيني إلى السعودية بدعوة من الرياض للمشاركة في إحدى الفعاليات الهامة، ثم بعدها بيوم خرجت تصريحات لوزير الخارجية فيصل المقداد قال فيها أن السماء العربية لم تعد ملبدة بالغيوم كما قبل، ملوحاً بوجود اتصالات عربية وأن القادم سيحمل أحداثاً جديدة.
التركي يقوم حالياً بمحاولة لتشكيل كيان عسكري موحد يشمل ادلب وريف حلب الشمالي ويضم كلاً من هيئة تحرير الشام وما يُسمى بالجيش الوطني، أتى ذلك تزامناً مع قيامه برعاية مؤتمر لتجمع قبائل وعشائر عربية أيضاً من أجل تشكيل كيان عسكري وسياسي لها في المستقبل، كل تلك المحاولات أيقظتها المخاوف التركية من انفتاح عربي جديد نحو دمشق سيتحول قطعاً لمشروع مواجهة امام المشروع التركي ، مشروع لن تكون بداية مواجهته سوى في ادلب وريف حلب الشمالي والقادم ستقوله الأيام بلغة السياسة والنار.
مفاجآت ما بعد الانتخابات الرئاسية من دوما إلى ادلب
2021-05-28
بقلم: علي مخلوف