2024-11-25 06:45 م

كل فلسطين موحدة في وجه العدوان الإسرائيلي

2021-05-18
نائلة خليل

تطفو مشاهد الانتفاضة الموحدة التي عمّت كافة أنحاء فلسطين التاريخية، على ساحة النضال الفلسطيني، ولا سيما الفعل الشعبي والجماهيري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، وأبرز تلك الفعاليات الشعبية الإضراب الشامل، الذي يعود اليوم، بعدما كان أثبت أهميته في إطار مقاومة الفلسطينيين للاحتلال. الإضراب الشامل الذي أثبت فعاليته في وجه المحتل عبر تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، بدءاً من الإضراب الشامل الشهير بوجه الاحتلال البريطاني والذي قادته الثورة الفلسطينية عام 1936، وصولاً إلى سلسلة من الإضرابات التي وحدت الفلسطينيين في الانتفاضتين الأولى والثانية، يعود للواجهة اليوم الثلاثاء، في فلسطين التاريخية، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، إذ ينفذ فلسطينيو الداخل المحتل والضفة الغربية إضراباً عاماً.

ويرى أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة بيرزيت، علاء العزة، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "أهمية الإضراب تكمن في بعده الرمزي، عبر كسر الجغرافيا الاستعمارية التي فرضها المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، من خلال التقسيمات المكانية والزمانية بين الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 1948، وهذا الكسر هو المهم". ويضيف العزة: "هناك بعد آخر لأهمية الإضراب، وهو أننا لا نستطيع اليوم إلحاق هزيمة عسكرية بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ضمن السياق والظروف الحالية، وإنما نستطيع إفقادهم السلطة على الحكم والسيطرة علينا، ونقوم بفرض سيادتنا على ذاتنا، وهذا هو جوهر الرسالة التي يقدمها الفلسطينيون عبر هذا الإضراب". ويشير العزة إلى أنّ "الجماهير الفلسطينية تقول عبر هذا الإضراب، إن إسرائيل فاقدة للشرعية كدولة استعمارية، والإضراب يقوم بتحويل فقدان الشرعية هذا إلى ممارسة، بهدف إفقاد الاحتلال القدرة على السيطرة".


من جانبه، يقول القيادي في حركة "حماس" في الضفة الغربية، جمال الطويل، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الإضراب الشامل اليوم الثلاثاء، هو نشاط موحِّد ومن المرات القليلة التي تعم فيها فعالية وطنية رقعة فلسطين التاريخية كلها". ويرى الطويل، أن "هذا الإضراب يؤكد ما تؤكده الانتفاضة في هذه الأيام، من حيث اتساع رقعتها وامتدادها على مساحة فلسطين التاريخية، وبذلك تصل الرسالة إلى كل الذين حاولوا أن يمزقوا القضية الفلسطينية ويميّعوا ثوابتها. فالقضية تعود من جديد إلى عواملها الأولية، وتؤكد على فلسطين التي نعرفها؛ من رأس الناقورة شمالاً إلى رفح وأم الرشراش جنوباً".
ويضيف الطويل: "لا نريد أن يكون الإضراب اليوم تقليدياً، بل نريد لهذا اليوم أن يكون يوم تفرغ لمواجهة الاحتلال الذي يعتدي على مقدساتنا وأقصانا ويعتدي بشكل وحشي على قطاع غزة، لذلك ستنطلق مسيرة بعد مسيرة ظهر غد (اليوم)، من مسجد البيرة الكبير بمدينة البيرة، إلى ميدان المنارة وسط رام الله، ومنه إلى نقاط التماس ومواقع الاشتباك مع العدو الإسرائيلي حول المدينتين". وينوّه الطويل إلى أنّ القوى الوطنية والإسلامية، وفي مقدمتها حركة "حماس"، متفقة مع "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" في فلسطين المحتلة عام 1948، وكذلك كافة الفعاليات الفلسطينية، على الإضراب الشامل اليوم الثلاثاء، والمشاركة بكل فعالياته.
من جهته، يقول أمين سر نقابة العاملين في جامعة بيرزيت، سامح أبو عواد، في حديث مع "العربي الجديد" حول الإضراب: "هذا أول فعل قادر على توحيد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده على جغرافيا فلسطين التاريخية". ويضيف أبو عواد: "نطمح لأن يكون هذا الإضراب باكورة أعمال نضالية تؤدي إلى الحرية القريبة، لذلك من الضروري أن ينخرط الجميع في هذا الفعل المقاوم". ويرى أبو عواد أن "الإضراب يعني النزول إلى الساحات وخطوط التماس، والقيام بأي فعل مقاوم، وأن يقوم كل فرد بدوره في الإضراب بشكل إيجابي". ويتابع: "عندما نرى إخواننا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 بدأوا خطوة الإضراب، وأمام هبتهم المشرفة بعد 73 سنة من محاولات إسرائيل أسرلتهم ومحو هويتهم، يجب أن نقف معهم، هذه فرصة للتوحّد في كافة أماكن تواجدنا خلف قضيتنا الواحدة".

وعلى صعيد الجامعات، يوضح أبو عواد: "أطلقنا في جامعة بيرزيت بالتزامن مع هذا الإضراب، حملتين؛ الأولى لجمع تبرعات مالية وعينية وإغاثية لأهلنا في قطاع غزة، والثانية للتوعية في مجال مقاطعة البضائع الإسرائيلية، لتنضم إليها كل الجامعات المنضوية تحت اتحاد نقابات موظفي الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
بدوره، يشير رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح"، منير الجاغوب، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ "القوى والفصائل الوطنية والإسلامية اجتمعت في رام الله أمس، وتلقفت الدعوة للإضراب من لجنة المتابعة العربية بالداخل المحتل، ودعت إليه". ويؤكد الجاغوب على "أهمية الإضراب لناحية توحيد الحالة الفلسطينية بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ولا سيما لناحية التلاحم مع غزة ورفض المجازر فيها، ورفض انتهاك حرمة المسجد الأقصى، فالإضراب تعبير من الكل الفلسطيني ضد الانتهاكات الإسرائيلية". ووفق الجاغوب، فإن اليوم الثلاثاء "سيشهد مسيرات وتصعيدا في كل الضفة الغربية، على نقاط التماس، واللجنة المركزية لحركة فتح من الداعين لتفعيل هذا الإضراب في الضفة الغربية، عبر المسيرات، والتصعيد على جميع نقاط التماس والاشتباك مع الاحتلال".

العربي الجديد