2024-11-24 08:30 م

ضغوط أمريكية لاعادة "جدولة" الانتخابات الفلسطينية

2021-05-18
إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" دخلت المكتب البيضاوي وهي عازمة على اتباع نهج يضع القضية الفلسطينية في مكان أقل أولوية مقارنة بالعديد من الإدارات السابقة.

بايدن الذي يبدو غير مرتاح من رئيس وزراء الكيان المتهور "بنيامين نتنياهو"، زعم أن "إسرائيل" لها الحق في الدفاع عن نفسها، وأنه يأمل أن ينتهي القتال "عاجلا وليس آجلا على حد تعبيره.

فيما اعلن بشكل منفصل، وزير خارجيته "أنتوني بلينكين" أنه كان أيضا على اتصال مع نظيره الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، وأشار إلى أنه بصدد التدخل بشكل جدي لانهاء الصراع.

الحراك الدبلوماسي غير الجدي ترافقه حربا طاحنه تشنها "اسرائيل" على غزة، فيما تقع المستوطنات تحت وطأة الهجمات الصاروخية الليلية للمقاومة، فضلا عن المواجهات العنيفة بين اليهود والعرب بشكل لم يشهده الكيان المحتل من قبل.

ويشير نهج إدارة "بايدن" حتى الآن إلى أن واشنطن ستكون مرتاحة لقبول هذه النهاية غير السعيدة، حيث أن لديها أولويات أخرى أكثر أهمية. ويكفي الحديث عن الوباء والانتعاش الاقتصادي وتغير المناخ وصعود الصين والملف النووي الإيراني، لتوضيح هذه النقطة.

ويعد احترام الرئيس الأمريكي للجدول الزمني لـ "نتنياهو" دليلا على هذا التغير في النهج، حيث تتحول الولايات المتحدة من دورها كمبادر لإنهائه إلى محاولة تهدئة مظاهره الأكثر عنفا.

المراقبون للشأن الاقليمي المتابعون بجدية لما يجري في الاراضي المحتلة يكشفون عن حقائق وليس أولويات، يقولون ان حماس اقدمت على خطوة كان من المستبعد حصولها في السابق وأطلقت صواريخ باتجاه القدس كرد على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى. وأثار ذلك بدوره غضب نتنياهو، الذي كان متأقلما مع سلطة حماس في غزة ولكن ليس في الضفة الغربية، والقدس الشرقية.

وتأمل حماس في رد الاحتلال ووقف انتهاكاته ضد الأقصى وحي الشيخ جراح، في حين تأمل "إسرائيل" في إعادة بناء جدار الردع ضد رد فصائل المقاومة على رأسها حماس.

ولا تزال "حماس" ملتزمة بحل الدولة الواحدة الذي لا وجود لإسرائيل فيه. ويلتزم "نتنياهو" بصفقة ترامب التي من خلالها تسلم فلسطين بطبق من ذهب لليهود. أما الطرف الثالث وهو "أبو مازن"، فيود أن يرى الولايات المتحدة تتدخل من جديد، لأن ذلك من شأنه أن يجعل له دور مرة أخرى. فقد انتظر مكالمة هاتفية من "بايدن" لمدة 4 أشهر، دون جدوى.

ولدى المفاوضين الأمريكيين خبرة كافية مع "عباس" ليعرفوا أنه ليس في وضع يسمح له بقبول التنازلات الضرورية لتحقيق حل الدولتين. وفي سن الـ 85، وفي العام الـ 17 من ولايته الرئاسية التي كان من المفترض أن تدوم فقط 4 أعوام، وفي حين يترأس اسميا نظاما حكوميا شديد الانقسام، وحيث سيتم إدانته كخائن من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته مع أي تنازل يقدمه لإسرائيل، يعتزم "عباس" دخول التاريخ كقائد رفض المساومة على الحقوق الفلسطينية.

وقبل العدوان الاسرائيلي الأخير على الاقصى وغزة، كان هناك أمل في تشكيل حكومة جديدة في الكيان تضع حدا لحكم "نتنياهو". وكان "يائير لابيد" رئيس حزب "هناك مستقبل" و"نفتالي بينيت" رئيس حزب "يمينا" على وشك تشكيل تحالف يعتمد على دعم الأحزاب العربية لكسب ثقة أصوات الأغلبية. ولكن اندلعت موجة من الصدامات بين اليهود والعرب، وامتدت من القدس إلى مدن أخرى داخل الأراضي المحتلة.

في المحصلة، يرى مراقبون ان تجميد بناء المستوطنات، والضغط على "إسرائيل" لتجنب عمليات الإخلاء القسري وهدم المنازل في القدس الشرقية أمرا مهما، وعلى الجانب الفلسطيني، يجب تشجيع "عباس" على إعادة جدولة الانتخابات، حيث كان الفلسطينيون متحمسين لفرصة التصويت لاختيار قيادتهم للمرة الأولى منذ 15 عاما. وقد ساهمت خيبة الأمل التي شعروا بها عند إلغاء الانتخابات في تفجر الانقسام والصراع الذي غاب موقتا لاسباب تتعلق بضرورة مواجهة المحتل في حربه الأخيرة.
(المصدر: العالم)