على الرغم من أن الأنظار تتجه إلى حركة فتح عند الحديث عن الانقسامات الحادة التي باتت تشهدها الحركة على مستوى تشكيل القوائم الانتخابية فيها.
إلا أن واقع اليسار الفلسطيني ليس بالواقع الأفضل فمسار تشكيل قائمة موحدة لليسار ما زال بعيدا.
ولا يخفي القيادي في حزب الشعب وجيه أبو ظريفة في تصريحات صحفية قبل أيام وجود عقبات خلال المشاورات التي تجري حاليا.
لكنه يؤكد أن المشاورات مستمرة وأن العمل على الكتلة الموحدة لم يفشل حتى الآن وأن كثيرا من القضايا المرتبطة بتشكيل القوائم ما زالت رهن اللقاءات الوطنية ولم تحسم بعد.
ولكن رغم أن قيادات قوى اليسار ما زالت تتعاطى بدبلوماسية شديدة في التصريحات الإعلامية للحفاظ على شعرة معاوية التي لا توصد الباب أمام التحالفات.
إلا أن الخلافات الحادة في تشكيل القوائم بدأت تطفو على السطح بشكل أكبر.
ويقول القيادي في المبادرة الوطنية عمر منصور "لو ترك الأمر لمناضلي اليسار في القواعد، والذين لا يحظون بامتيازات، ولا مصلحة لديهم إلا الوطن، لأعلنوا وحدتهم دون تردد، وسيلتفّ حولهم آلاف المناضلين الذين تنحوا جانبا، ولأعادوا القطارإلى سكتّه".
وأكد أن الفرصة ما زالت سانحة لكي يتجمع اليسار الفلسطيني في كتلة واحدة تستطيع الوقوف في وجه التيار السائد وتشكيل جبهة وطنية كبيرة تعمل على تصويب المسار، وإذا لم يحدث ذلك فستكون رصاصة الرحمة والتشظي الذي قد يقود للانهيار.
وشدد منصور على أن الخلافات التي تتم ليست مرتبطة بالبرنامج بقدر ما هي مرتبطة ب"حسابات مصالح"، واصفا هذا الأمر ب"خطير".
كما أكد أنه يتوجب تجاوز معادلة المصالح إلى معادلة المصالح الوطنية العليا.
مصادر متعددة أشارت لمراسل وكالة "صفا" إلى أن فرص تحالف اليسار في قائمة واحدة باتت تتضاءل وأصبحت شبه معدومة بسبب التنافس على ترتيب المقاعد.
ولفتت إلى أن التباين بالأساس بين الجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية من جهة والديمقراطية وحزب الشعب وفدا في الجهة المقابلة.
وأكدت المصادر أن الشعبية التي طالبت في البداية بأول ستة مقاعد في القائمة فيما السابع للمبادرة.
وتراجعت بعد ذلك ليكون الستة منها في أول عشرة أسماء في القائمة ما زالت بعيدة عن تلبية تطلعات الأحزاب اليسارية الأخرى التي تريد ترتيب المقاعد الأولى بالتساوي فيما بينها دون مراعاة لأي موازين على الأرض.
وبحسب المصادر فإن الخلافات بين قوى اليسار باتت أعمق من ذي قبل وأن فكرة التحالف الديمقراطي التي تحمس لها كثيرون في البداية باتت بعيدة المنال.
وقال الكاتب محمد النوباني في مقال له بصحيفة القدس بتاريخ (26-2-2021) " طالما أن اليسار الفلسطيني التقليدي هو جزء من منظمة التحرير الفلسطينية وبعض فصائله مشارك في السلطة وكله يتلقى مخصصاته من الصندوق القومي الفلسطيني أو من جهات تمويل غربية فهو جزء من منظومة أوسلو".
وأضاف "يتحمل قسطاً من المسؤولية عن حالة التردي والانهيار التي وصلنا إليها حتى لو ادعى بعض اقطابه بأنهم معارضة".
وأردف "أن اليسار بات مدجناً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا يستطيع أن يتخذ مواقف أو ينتهج سياسات تغضب أولي الأمر لأنه لو فعل ذلك سوف يفقد مصدر التمويل ويذهب بمتفرغيه إلى البيت ويحل نفسه".
وبحسب النوبابي "وبما أن الوزن الجماهيري لليسار بمختلف فصائله محدود جداً فإنه حتى لو شكل قائمة موحدة لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة فإنه لن يحصل سوى على عدد محدود جداً من المقاعد التي لن تؤهله للعب أي دور مؤثر في الحياة السياسية الفلسطينية ولكنها بالتأكيد سوف تساعد على شرعنة ما هو قائم."
المصدر: وكالة صفا نيوز