2024-11-27 03:00 م

أزمة جديدة على مسار متوتر.. ما دلالات منع الأردن طائرة نتنياهو من عبور أجوائه؟

2021-03-11
شهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية، اليوم الخميس، أزمة جديدة على مسارها المتوتر أساسًا والذي شهد عدة أزمات سابقة، منذ وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل.

والأزمة الجديدة تمثلت بقيام الأردن بمنع طائرة نتنياهو من عبور الأجواء الأردنية للقيام بزيارة مقررة مسبقًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تأجيل زيارته.

وجاء الإجراء الأردني ردًا على معيقات أمنية وضعتها إسرائيل أدت إلى إلغاء زيارة مقررة لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله إلى الحرم القدسي الشريف في القدس.

ويؤكد سياسيون أردنيون أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية تمر بمرحلة سيئة منذ وصول نتنياهو للحكم، بسبب خلافات حادة بين البلدين حول الموقف من عملية السلام، والقضية الفلسطينية، ومدينة القدس المحتلة، معتبرين أن رد الفعل الأردني بمنع طائرة نتنياهو من عبور الأجواء الأردنية هو إجراء طبيعي ومناسب أمام ممارسات نتنياهو السلبية.
إجراء غير مستغرب

وقال نائب رئيس الوزراء الأردني السابق، ممدوح العبادي، إن الإجراء الإسرائيلي بخصوص زيارة ولي العهد غير مستغرب من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهذا هو نهجه وطريقة حكمه القائمة على الاستفزاز، مشيرًا إلى أن نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وهو ما يجعله في صدام تام مع الموقف السياسي الأردني بهذا الشأن.

ويضيف العبادي، في حديث مع ”إرم نيوز“، أنه سعيد بالإجراء الأردني الشجاع عبر منع طائرة نتنياهو من المرور بالأجواء الأردنية.

وقال إن نتنياهو لا يفهم إلا لغة القوة عبر الرد السريع، وهذا درس يجب أن يتعلمه للتعامل مع الأردن، وكافة الدول العربية.

وتابع العبادي أن موقف ”بيني غانتس“ السياسي من القضية الفلسطينية يختلف عن موقف نتنياهو، ومن الممكن أن يكون الإجراء الإسرائيلي له علاقة بزيارة ”غانتس“ السرية إلى الأردن، والتنافس الانتخابي بينهما.

وقالت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية، في الـ 28 من شباط/ فبراير الماضي، إن وزير الدفاع الإسرائيلي ”بيني غانتس“ التقى الملك الأردني عبدالله الثاني سرًا قبل ذلك التاريخ بيومين.

وأضاف العبادي أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية في ثلاجة منذ سنوات، وهي علاقة شكلية غير جوهرية، والسفارة الإسرائيلية في عمان محاصرة شعبيًا، وكذلك السفير الإسرائيلي.

رسالة للأردن

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني السابق، جواد العناني، إن إسرائيل أرادت من وراء الإجراء المتعلق بزيارة ولي العهد أن ترسل رسالة للأردن مفادها ”أننا نحن أصحاب السلطة في القدس“.

وأضاف العناني، في حديث مع ”إرم نيوز“، أن هذه الرسالة الإسرائيلية تخالف معاهدة السلام بين البلدين التي نصت على دور أردني في القدس، وعلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وتابع العناني أن نتنياهو ارتكب حماقة كبيرة عبر هذا الإجراء، ولابد من تذكيره بسلوكه السلبي تجاه الأردن منذ وصوله للسلطة عبر هذا الرد.

وأشار العناني إلى أن علاقة الملك عبدالله الثاني سيئة مع نتنياهو منذ فترة طويلة، ولا يوجد أفق للعلاقة بين البلدين في ظل استمراره في الحكم، لذا من المهم للأردن سقوطه في الانتخابات المقبلة.

وشدد العناني على أن دولة الإمارات العربية غير مستهدفة بهذا الإجراء، مشيًرا إلى العلاقات المميزة التي تربط البلدين والقيادتين.

كما أكد العناني أن نتنياهو يريد أن يبني أمجادًا شخصية في إسرائيل على حساب الأردن للفوز في الانتخابات المقبلة.

علاقة سيئة

أما الكاتب والمحلل السياسي، ووزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق في الأردن، سميح المعايطة، فيرى أنه  يمكن فهم التعامل الإسرائيلي مع زيارة ولي العهد إلى المسجد الأقصى على أنه استمرار للموقف السلبي من نتنياهو تجاه الأردن، وردًا على مقاطعه القيادة الأردنية لأي تعامل سياسي معه، وهو جزء من تعامل عدواني يقوم به نتنياهو تجاه الأردن خلال السنوات الأخيرة.

وحول الموقف الأردني الذي أدى إلى تأجيل زيارة نتنياهو إلى الإمارات، يقول المعايطة في حديث مع ”إرم نيوز“  إنه ذات النهج من الندية التي يتعامل بها الأردن مع كل السياسات الصهيونية، وهي نديه لم تعجب الإسرائيليين الذين يريدون من الأردن تعاملًا يقوم على تمرير التجاوزات الإسرائيلية.

وأضاف المعايطة أن تواصل الأردن مع قيادات من غير حزب الليكود جزء من الرد على نتنياهو، وهذا الأمر يزعج نتنياهو الذي ترفض القيادة الأردنية التواصل معه منذ سنوات، بينما تتعامل مع خصومه، خاصة في مرحلة الانتخابات التي ستجرى في إسرائيل خلال هذا الشهر.

وقال المعايطة:“ما هو مؤكد أن الأردن ليس معنيًا ببعث الحياة في العلاقة مع نتنياهو وفريقه في ظل استمرار سياسته التي قتلت عملية السلام، وأدارت الظهر لحقوق الفلسطينيين، ورسالة الأردن في تعامله أنه لا مستقبل لعلاقة سياسية حقيقية مع نتنياهو ما دام يمارس ذات السياسة، وذات القناعات في السلطه“.

مكتب نتنياهو يوضح

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الخميس، في بيان صادر عنه إنه تم تأجيل زيارة مقررة لنتنياهو لدولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب“صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية“.

وأشار البيان إلى أن هذه الصعوبات نبعت،كما يبدو، من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي الشريف جراء اختلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي تتخذ في هذا المكان المقدس.

وبحسب البيان، أعلن الأردن خلال الساعة الأخيرة أنه يسمح بمرور طائرة رئيس الوزراء عبر الأجواء الأردنية، ولكن بسبب التأخير في تلقي هذا الإعلان، اتفق رئيس الوزراء نتنياهو، وولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، على تنسيق موعد آخر لزيارة رئيس الوزراء.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إن ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ألغى زيارة دينية له للمسجد الأقصى ليل الأربعاء، لأداء الصلاة فيه ليلة الإسراء والمعراج.

وأضاف أنه جرى الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على ترتيبات معينة“وفوجئنا أنها فرضت ترتيبات جديدة ما سيضيّق على المقدسيين في ليلة عبادة“.

وأكد الصفدي أن الحرم القدسي بمساحته كله هو مكان عبادة خالص للمسلمين لا سيادة لإسرائيل عليه، وبالتالي لا نقبل بأي تدخل إسرائيلي بشؤونه.

وتابع وزير الخارجية الأردني:“تراجع إسرائيل عن الترتيبات المتفق عليها، ومحاولة فرض ترتيبات جديدة أدَّيا إلى إلغاء الزيارة“. 
المصدر: ارم