كتب الاقتصادي فاليري كورنيتشوك، في “إزفيستيا”، حول ما إذا كان ممكنا قطع موسكو العلاقات التجارية مع الغرب ردا على الخطاب المعادي لروسيا.
وجاء في المقال:
طالما ركزت روسيا حصريا على أسواق رأس المال الغربية، ما أضر بالاقتصاد بشدة، نتيجة العقوبات. وأدى ذلك إلى تراجع كبير في هذا التوجه. اليوم، لاتجاه الشرق الأوسط للنشاط الاقتصادي الخارجي أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا. فللدول العربية أهمية، بالنسبة لنا، من ناحية، كمستهلكة للمنتجات الصناعية الروسية والتقنيات والمنتجات المعدنية وبعض أنواع المواد الخام؛ ومن ناحية أخرى، كمصدر للاستثمار. وقد أصبحت الزراعة من أولويات هذا التعاون.
هناك اتجاه آخر، هو إفريقيا. إنما تحتاج روسيا إلى توسيع تفاعلها مع دول القارة السمراء من خلال الاستثمارات المباشرة، حيث ستنمو حصتها في الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة؛
وأخيرا، الأمل الروسي في الصين. فوفقا للأمم المتحدة، أصبحت الصين في العام 2020 رائدة على مستوى العالم في ضخ الاستثمار. وعلى مدى السنوات العشر الماضية أصبحت واحدة من أكبر ثلاثة مصدّرين للاستثمارات المباشرة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإن جمهورية الصين الشعبية لا تحتل المرتبة الأولى في حصة عمليات الضخ في الاقتصاد الروسي. كان من المخطط زيادة الحجم الإجمالي للاستثمارات الصينية إلى 12 مليار دولار بحلول العام 2020، ولكن منذ العام 2019، لم تزد حصة بلادنا من الاستثمارات الصينية عن 2.4 مليار دولار. لذلك، فلا معنى لمحاولات إعادة توجيه تنمية الاقتصاد الروسي نحو الشرق على أمل جذب استثمارات من الصين.
إلى جانب ذلك، فإن الغرب ليس كتلة صماء. أولا، هناك الولايات المتحدة التي بادرت بالعقوبات في الواقع؛ وهناك الغرب الآخر، أي دول الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وهكذا، فليس هناك فرصة لقطع العلاقات التي نشأت منذ قرون مع الغرب، ولن تتوافر مثل هذه الفرصة. فهذا مؤلم للغاية لهذا الجانب وذاك.
(روسيا اليوم)