2024-11-28 10:49 م

بين "ملتقى" القدوة و"رسالة" حامد

2021-03-06
بقلم: حمدي فراج
سرعان ما بدأ نهر الانتخابات برمي بطميه على الجانبين، قبل ان ينفجر مَدّه بعد جَزْر طال واستطال، ليجرف المد الطمي الى ابعد بكثير مما قسّم له جبريل الرجوب / صالح العاروري، ويعم خيره على كل الفلاحين.

لقد ظن البعض ان الاتفاق بين الحركتين الحاكمتين في كل من الضفة والقطاع، سيفجر خلافات داخلية في هذه الحركة دون تلك، بدأت من عند الاسير مروان البرغوثي المعفر بخمسة مؤبدات ، أمضى منها نحو عقدين ، ووصلت الى ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي اعلن عن عبوره النهر و"ان فتح لم تعد قادرة وحدها على مواجهة كل ما يحدث حولها" .

ليس بعيدا عن "برش" مروان ، هرّب الاسير ابراهيم حامد رسالة الى قيادته في حماس ، تضاهي في نزاهتها وبلاغتها وخلقيتها ما يحمله القدوة ، تجاهلتها حماس تجاهلا مطبقا ، وكأن كاتبها عابر سبيل في معمعان الكفاح والجهاد ، كأنه لا يتعفر بـ 54 مؤبدا لمسؤوليته عن قتل 46 أسرائيليا، أكثر مما فعله جيش عربي من الجيوش التي قاتلت في "انقاذ" فلسطين عام 48.

 
عارض القدوة منذ البدء صيغة الشراكة بين الحركتين من ناحية منطقية حين رأى ان الذهاب إلى الانتخابات دون حل المشاكل، سيؤدي إلى بروز عشرات العقبات على الطريق.  لكنه عارض المشروع من ناحية مبدئية، مرة اسماها "تقاسم الكيكة" ومرة "صفقة للحفاظ على بعض المصالح الفردية على حساب المصالح الوطنية"

حامد في رسالته لم يكن اقل مبدئية عن القدوة حيث طرح عدة اسئلة استنكارية ، ابرزها " لماذا تم التغاضي عن انتخابات متزامنة وعدم اشتراط وقف التنسيق الامني ؟ أم انكم وافقتكم على التنسيق ضمنيا".

"لا نريد برنامجا يمحي رايتنا وروايتنا، اي منظمة تحرير نريد ؟ ما حاجتنا لعبئها ؟ وهل نريد ان نحكم ام نحرر ".

أما من الناحية الاخلاقية ، رغم الايمان العميق ان الخلق والصدق صفة المناضلين ، والتدليس والكذب صنيعة السياسيين ، فقد أجاب القدوة على سؤال لماذا لم تحضر جلسات اللجنة المركزية الاخيرة: لم أحضر بسبب إحساسي بأنني لن أستطيع التأثير، لذلك لا فائدة من الحضور، وبما أنني بدأت أُفكر بشكل مختلف أخلاقياً أنه ليس من المناسب أن أحضر اجتماعات اللجنة المركزية، وأستمع لخططهم وأفكارهم احتراماً لزملائي.

اما أخلاقية ابراهيم حامد في رسالته فقد جاءت على شكل الجملة التقريرية التالية : "لم تقدم حماس اعترافا بأخطائها" ، وكأنه يقول كيف يمكن ان نمضي قدما و نمهر اتفاق انتخابي في قائمة موحدة دون ان نعتذر عما اقترفت ايدينا بحق شعبنا وارضنا وقضيتنا 15 سنة ، دون ان يربط اعتذار حماس باعتذار فتح ، بل دون ان يطلب من فتح اعتذارا مشابها او موازيا، متزامنا ام متباعدا.