2024-11-24 11:23 م

أهداف خبيثة لمؤتمر وزراء الخارجية البائس في القاهرة

2021-02-08
القدس/المنـار/ في العاصمة المصرية عقد وزراء خارجية الدول العربية مؤتمرهم "البائس".. أعادوا فيه نفس العبارات وفقرات البيانات الختامية التي تخلو عنها سنوات طويلة، هذا "المؤتمر الوجاهي" ادعى منظموه والمشاركون فيه انه ينعقد لتأكيد دعم دولهم للشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته.
مؤتمر وزراء الخارجية انعقد تحت سقف "بيت العرب" يأتي غداة فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، اثبات وجود وتأكيد أدوار وتقديم حسن نوايا، في "عملية استبدال" واضحة، تعيشها دول الاعتدال، فرضها غياب دونالد ترامب ورحيله عن البيت الابيض، واستعداد اللاعبين الجدد لتنفيذ ما قد تفرضه عليهم الادارة الامريكية الجديدة كسبا للرضى والود وتفاديا للعقاب والتجاهل وحتى فرض الحصار.
المتحدثون في المؤتمر المذكور أكدوا "ادعاء" أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات دولهم.. وهذا افتراء واضح، وانهم متمسكون بمبادرة السلام العربية.. فلماذا، اذن قامت بعض الدول العربية بالتطبيع مع اسرائيل والتنسيق معها الى درجة التحالف، مع أن هذه المبادرة، نصت صراحة على أن التطبيع مع تل أبيب يجب أن يسبقه حلا عادلا للقضية الفلسطينية، ان غالبية الدول العربية التي اجتمع وزراء خارجيتها اما انها، عبرت بوابة التطبيع أو كانت عرابا لهذا المدخل، فأي حرص يدعيه وزراء مؤتمر بيت العرب على الشعب الفلسطيني الذي عانى من حصار مالي على أيدي دول لم تف بتعهداتها التي تضمنتها قرارات القمم العربية؟
وحسب دوائر متابعة، فان هذا اللقاء الوزاري له أهدافه، ليس من بينها الحرص على الشعب الفلسطيني، فهو أولا خطوة تقدم للرئيس الامريكي تجديد وتأكيد ولاء واسترضاء وبحثا عن دور في مراحل قادمة، وهربا من أدوات القصاص التي لوحت بها الادارة الديمقراطية قبل وبعد عملية الانتخاب. وثانيا، هذا المؤتمر الوزاري "الوجاهي" في القاهرة، شكل نقطة الانطلاق للاعبين جدد في الميدان ينتظرون موافقة واشنطن، بعد اقتراب أفول نجم أنظمة الردة في الخليج التي ذهبت مع دونالد ترامب الى آخر الدنيا تآمرا وتجسسا وتطبيعا وتمويلا وتآمرا.
والمؤتمر ثالثا، يهيء الاجواء للرئيس الامريكي، تفعيلا للجنة الرباعية، وشطبا لدعوات المؤتمر الدولي، والعودة الى المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وهذا أحد أهم أهداف عقد المؤتمر، تحت شعار حل الدولتين الذي لا امكانية لترجمته على الارض، بعد ان اقتربت اسرائيل من انهاء رسم خارطة مصالحها على أرض الواقع.
أما الهدف الرابع، فهو استعداء ايران والتحريض عليها، وعلى كل أشكال ومحور المقاومة بما يتوافق مع اسرائيل والنظام الوهابي السعودي، حيث يرى الداعون للمؤتمر أن هذا الهدف هو لفتة من جانبهم لمتزعم أنظمة الردة في الرياض.
وما يبعث على الاشمئزاز، ان يتحدث وزير الامارات والسعودية عن حرصهم على الشعب الفلسطيني، في وقت تفتح البلدان أجواءهما وأراضهما لالات الحرب، والقواعد العسكرية والتغني بالتطبيع والتحالف مع اسرائيل. ولم يتحدث الوزراء عن معاناة الشعب الفلسطيني هذه السنوات الطويلة من الاحتلال والقهر والظلم والاعتقال والقتل والحصار.
أما ما يبعث على القرف فهو ما تحدث به أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي يتحرك بتعليمات خليجية كسابقيه، ولم يتحدث يوما عن معاناة الشعبين السوري واليمني، ودعم التطبيع، فأعاد المواقف المخزية لمن سبقوه، نبيل العربي وعمرو موسى، وقبلا أن يكونا مجرد أدوات في اليد الخليجية وتحويل الجامعة العربية الى جهاز خليجي، باسمها ترتكب المذابح والمجازر، ويمول الارهاب، وتستدعي الجيوش لتدمير الساحات العربية، كما حدث وما يزال في سوريا واليمن وليبيا.
الجامعة العربية، فاقدة التأثير والدور والاهلية، والوزراء الذين التقوا في مبناها أعجز من أن يحققوا شيئا، أو أن يتحدثوا بصدق.. وهم غير قادرين على دعوة الدولة السورية ليتبوأ ممثلها مكانه، فسوريا هي من مؤسسي هذه المؤسسة، ومن يعجز عن المطالبة بعودة سوريا، ويخشى فك الحصار عنها، كيف له أن يكون حريصا على قضية الشعب الفلسطيني.
مؤتمر وزراء الخارجية حلقة من مسلسل استعدادات "الزفة" لاستقبال بايدن الذي يجلس في البيت الابيض، والثمن على حساب شعب فلسطين، الذي تدعى قيادته اليوم لاستئناف المفاوضات في لعبة ادارة الصراع الى ما لا نهاية، تفاوض بلا شروط وبلا جداول زمنية.
وللأسف، سنرى القيادة الفلسطينية تصفق وتهلل لما صدر عن هذا المؤتمر من بيانات تضليل وكذب وضحك على الذقون.