2024-11-28 08:43 م

مفاعل إسرائيلي على الأرض الأردنية

2021-01-26
بقلم: د.م سفيان التل
يعود الحديث هذه الأيام في عمان الى موضوع المفاعل النووي، وينقل الاعلام الرسمي الأردني حوارات مبرمجة لتزيف الوعي الشعبي والتعتيم على الجزء الأهم في الموضوع وهو انه مفاعل إسرائيلي على الأرض الاردنية. وبما أنني غطيت ووثقت موضوع المفاعل فيما يقارب 27 صفحة في كتابي ” الهيمنة الصهيونية على الأردن” فأنني اري ان انقل لكم بعض الفقرات مما ورد في الكتاب علما ان بعضها يعود لعام 2007ولمن أراد مزيدا من التفاصيل فليعد الى الكتاب.
تكاليف المشروع
طور وزير الطاقة السابق ورئيس هيئة الطاقة الذرية حالياً تكاليف المفاعل (1100 واط) بتصريحاته المتوالية من 1 مليار في تصريحه ل CNN عام 2007 إلى 4.5 مليار دولار في تصريحات لاحقة، إلى 5 مليارات وفي كلمته الأخيرة أمام مجلس النواب الأردني بتاريخ 11/1/2012.
ونحن نقول إن هذه الأرقام كلها غير دقيقة للأسباب التالية:
منذ أن قررت معظم الدول الأوروبية وقف التعامل مع المفاعلات وتفكيكها، وقررت بيعها إلى الدول العربية، (السعودية وحدها قررت شراء 16 حبة (يعني 16 مفاعلاً) عدا عن بقية دول الخليج)، منذ ذلك التاريخ، حدث ارتفاع دراماتيكي على أسعار المفاعلات بما لا يقل عن 3 أضعاف السعر الحقيقي.
ولأسباب كثيرة غير شفافة، وللحصانة والخطوط الحمراء، التي يتمتع بها السماسرة والمشترون، سيصل سعر المفاعل إلى أكثر من عشرة مليارات دولار، يضاف إلى ذلك مبلغ 5- 8 مليارات تشغيل وصيانة وغيرها.
هنالك مبالغ غير منظورة، لأنهم لن يسمحوا للأردن بتخصيب اليورانيوم، ويجب شراؤه من الغرب. وإذا سمحوا فسيكون ذلك تحت إشرافهم وسيطرتهم وبالأسعار التي يحددونها هم.
وهناك مبالغ لم يتم الحديث عنها، وهي تكلفة إنشاء شبكات كهرباء جديدة، إذ إن الشبكات الحالية لا تتحمل الكهرباء الجديدة المنتجة، والتي تفوق حاجة الأردن عدة مرات، ولذلك أعلنوا أنهم سيصدِّرون الكهرباء إلى دول الجوار. ولا يخفي عليكم أن مصطلح دول الجوار يعني(إسرائيل). ولكنهم ما زالوا يخافون أن يقولوها صراحة. فمشاريع الربط الكهربائي مع العدو الصهيوني تسير على قدم وساق.
كما أعلن وزير الطاقة الأسبق خالد طوقان أن 70%من تكاليف المفاعل ستكون قروضاً، ولكنه لم يقل من أين سيأتي بالـ 30% الباقية، علماً أن رواتب الموظفين غير متوفرة وقتها. وهذا يعني أن هناك قروضاً جديدة ستترتب على الأردن من هذا المشروع، تتراوح في الحد الأدنى بين 13 – 15 مليار دولار، أي ما يقارب الديون الحالية على الأردن. ومثلها من قناة البحرين. وإذا أضفنا إلى ذلك تكاليف سكة حديد حيفا بغداد المعلن عنها، بأقل قليلاً من 3 مليار دولار، وشبكات الكهرباء، فهذا يعني أن ديوناً سوف تترتب على الأردن في حدود خمسين مليار دولار، وهذا رقم يستحيل على الشعب أن يقبله أو أن يسدده، لذا يتم التعتيم عليه في الإعلام الأردني، لأن الديون الحالية على الأردن قد تجاوزت (64%) من الناتج القومي الإجمالي حسب الأرقام الرسمية؛ أي إن ديوننا يمكن أن تصل إلى 200% من الناتج المحلي الإجمالي إذا نُفِّذت هذه المشاريع.
أكد الأردن الرسمي أن 2700 سلعة إسرائيلية دخلت الأردن معفاة من الجمارك ومعظمها سلع للمفاعل النووي. وهذه خسائر أخرى.
مقارنة التكاليف مع الطاقة الشمسية
ادعي خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الحالي، مراراً وتكراراً أن الطاقة الشمسية أغلى من الطاقة النووية، وأنا أريد أن أثبت له عكس ما يقول بوثيقتين هامتين:
الأولى: أعد جون بلاك أستاذ الاقتصاد في جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية دراسة بعنوان تكاليف الطاقة الشمسية والنووية – التحول التاريخي جاء فيها:
انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية حتى أصبحت أقل من تكاليف محطات الطاقة النووية بمقدار 16 سنتا / للكيلوواط الواحد/ الساعة.
تستمر تكاليف الطاقة الشمسية في الانخفاض وتستمر تكاليف الطاقة النووية في الارتفاع.
تكاليف المفاعل كانت 3 مليارات دولار عام 2002 وارتفعت إلى عشرة مليارات مع احتمال الاستمرار في الزيادة.
تتوقف أربعة (4) مشاريع من أصل (5) مشاريع مفاعلات بسبب التكاليف.
يتحمل الناس المخاطر والتكاليف، بينما تحصد الشركات الأرباح.
الطاقة المتجددة يمكن أن تلبي احتياجات الطاقة بكلفة 6 سنت للكيلو واط الواحد مقارنة مع 12- 20 سنتا للطاقة النووية.
(تطرح هذه الأيام مشاريع الطاقة الشمسية خارج الاردن ب 5 سنت 0للكيلو واط الواحد)
حاجة مشروع المفاعل الاردني للماء والتبريد
يقول بعض الخبراء إن المفاعل يحتاج إلى 60 مليون م3 من المياه لتبريده سنوياً. ولنقل إن هذه الأرقام مبالغ فيها. إذن فلنأخذ الأرقام من رسميين أردنيين يقولون إنَّ المفاعل (1000ميغاواط) يحتاج إلى 26 مليون م3 من المياه للتبريد. (أي ربع مياه الخربة السمرا البالغة 100 مليون م 3 /سنوياً). وللمقارنة ولتتمكنوا من تصور هذا الرقم أقول: سد الوحدة يجمع في المعدل 10 مليون م3 سنوياً؛ أي إن تبريد المفاعل في سنة واحدة، يحتاج إلى ما يجمعه سد الوحدة في سنتين ونصف. وهذه الكمية من المياه التي يتم تبريد المفاعل بها سنوياً تتبخر. وهذا يعني أننا سنحرم المزارعين في الأغوار، الذين يعتمدون على مياه سد 

الملك طلال، من 26 مليون م3 سنوياً من مياه الخربة السمرا التي تنساب إلى السد.

خسائر تبريد المفاعل
تنقل مياه مجاري عمان عبر أنبوب سيفون يمتد من عمان إلى محطة التنقية في الخربة السمرا.
يمكن أن ينفجر الأنبوب الذي ينقل مياه المجاري من عمان إلى الخربة السمرا لعدة أسباب، منها:
سوء الإدارة والصيانة.
أن يتم تفجيره بأصبع ديناميت، (لا تتجاوز تكلفته بضعة دولارات).
إمكانية قصف من الجو بطائرة أو صاروخ.
تكسُّر الأنبوب بفعل زلزال.
كل هذا يعني أن المفاعل لا يمكن تبريده أبداً… وما يترتب على ذلك سيكون وضعاً مأساوياً كارثياً لا يمكن تصوره، ويفوق قدرات الأردن الإدارية والمالية والفنية بعشرات المرات.
وقد قدمت مفاعلات فوكوشيما “وهي مقامة على ساحل البحر ” للعالم الدليل على ذلك. فقد عجز اليابانيون (وهم من أكثر دول العالم تطوراً، والتزاماً، وتفانياً بالعمل)، عن تبريدها حتى بمياه البحر. بينما ما يزال صاحب القرار يحشد المخاتير وشيوخ العشائر لتأييد اصراره على بناء المفاعل التي يرفضه العقل والمنطق والعلم).
من وثائق وكيليكس
“وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب جاء فيها أن رئيس لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية شاؤول غوريف تحدث عن تعاون مع الأردن بشأن مفاعله النووي. وقالت الوثيقة: إن غوريف أبلغ مسؤولين أميركيين، أن إسرائيل قررت ألا تعارض إنشاء المفاعل. وبحسب الوثيقة فإن غوريف كشف عن تشكيل 3 لجان ضمت خبراء أردنيين وإسرائيليين بحثت قضايا السلامة، والمسوحات الجيولوجية، وقضايا المياه، وأن أول هذه الاجتماعات عقدت في عمان في حزيران- يونيو 2009 (انتهى نص الوثيقة).
من الشاورما…إلى المناهل…إلى المفاعل النووي
1 – قدم المنخفض الجوي إثباتاً جديداً مؤكداً بأن نظام الحكم الأردني نظام فاشل في إدارة جميع قطاعات الدولة الأساسية.
2 – سبق أن فشل في إدارة محلات الشاورما، التي سممت معظم من تناولوها، فلم يعرفوا حلاً للمشكلة فعمدوا إلى إغلاقها مرة واحدة.
3 – اليوم يثبتون عجزهم عن إدارة المناهل أو حتى فتحها، نعم…نعم…
نظام الحكم الأردني يعجز عن إدارة المناهل أو حتى تنظيفها وفتحها امام تدفقات الامطار.
4 – بعد هذا كيف سيتصرف نظام الحكم الأردني تجاه المفاعل النووي (الذي ما زال يصر على إنشائه) إذا ما انفجر أو تعرض لكارثة نووية وتسربت إشعاعاته.
(رأي اليوم)