2024-11-24 05:35 م

البادية السورية... داعش يتعافى سراً والجيش له بالمرصاد

2021-01-16
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
بعد إجراء مراجعة سريعة لمجريات الأحداث في سورية، نجد أن هناك فعلاً مساع كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار فيها، ولکن وفي نفس الوقت هناك نوايا خبيثة ومساع مضادة من بعض الدول التي تبذل قصارى جهدها من أجل تأخير وعرقلة هذه المساعي لإنهاك سورية وتدمير مقدراتها وزعزعة استقرارها، لتحقيق أهدافها وأطماعها الاستعمارية وفق المنطق الغربي. اليوم ... لم يعد هناك مكاناً للشك في أن الطرف الأساسي الذي يقف کحجر عثرة وکمعرقل رئيسي للسلام في المنطقة هي "أمريكا" تحت إشراف ومتابعة الإستخبارات الغربية، خصوصاً وأن العالم يعلم جيداً بمدى تورطها في المسائل المتعلقة بالتدخلات السافرة في شؤون المنطقة، والذي نراه واضحاً هنا هو أن إستراتيجية واشنطن ومصالحها تقتضي عدم القضاء على تنظيم داعش وأخواته وذلك لتحقيق أهدافها في المنطقة. على خط مواز، يقوم الاحتلال الأميركي بنقل دفعات من معتقلي "داعش" من سجني غويران والصناعة في مدينة الحسكة، باتجاه قواعدها في العراق تحت إدارة وإشراف اميركي، مع إطلاق سراحهم بعد تسليحهم لشن هجمات على مواقع الجيش السوري والحلفاء في البادية السورية والمعابر الحدودية مع العراق، وبذلك يعود من جديد استمرار ذريعة بقاء القوات الأمريكية في سورية بحجة محاربة التنظيم. إن استهداف الحافلات العسكرية والمدنية وكذلك القاعدة الروسية في الرقة هو إشعار بعودة داعش، ومقدمات لظهوره من جديد، وهي رسالة أميركية واضحة أنها غير راضية عن الوجود السوري- الروسي –الإيراني شرقاً، في سياق ذلك يستغل داعش البادية السورية، مستفيداً من العامل الجغرافي والتضاريس وامتداد الصحراء (80 ألف كيلومتر)، بصفتها تربط بين سبع محافظات وتصلها ببعضها، وهي دير الزور وحماة والرقة وحمص وحلب وريف دمشق والسويداء.بالإضافة إلى اعتماده على الخلايا النائمة التي يؤمن له تشكيلاً جديداً لصفوفه القتالية، فضلاً عن استخدام "داعش" لحرب العصابات، وهي الضربات الموزعة والمتفرقة ضد الجيش السوري وحلفائه هناك. تزامناً مع تنفيذ الجيش السوري هجوم هو الأكبر على الجماعات المسلحة والقوى المتطرفة الأخرى، وتقدمه في أكثر من جبهة بينها ادلب وحماه ودير الزور، يبدو أن هذا التقدم لم يرضِ أمريكا، الأمر الذي دفعها لتكثيف جهودها من أجل إحباط العمليات العسكرية في هذه المدن ووقف تقدم قوات الجيش السوري، حيث وصلت هذه المحاولات الأمريكية لحد استهداف هذه القوات في عدد من المناطق، فضلاً عن قيام طائرات أمريكية بإلقاء مساعدات لعناصر داعش وأخواته في بعض المواقع والمناطق السورية. مما لا شك فيه، أن بعض الرهان الآن على تنظيم داعش هو لعب في الوقت الضائع، ولم تعد تخبّطاته وسلوكياته لتجدي نفعاً، ولا لتحقق هدفاً، فصمود هذا التنظيم لن يستمر طويلاً، كما سقوطه لم يأخذ كثيرا من الوقت، لأن سورية أوشكت أن تطوي صفحة داعش وإرهابه، لذلك هو يترنح ويرقص رقصة الموت بعد أن بلغ به اليأس من الاستمرار في مواجهة الجيش السوري، فهو أصبح يدرك أن نهايته وشيكة لا محالةً بعد التقدم الكبير للجيش في مختلف الجبهات، وهو الانتصار الذي تحاول واشنطن وتركيا وتل أبيب وحلفاؤهما عرقلته دون جدوى. مجملاً.... إن القتل والترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الوطنية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع أي قوة أو إرهاب أن تكسرها. وأن مكاسب الجيش السوري التي تحققت في مختلف المناطق هي مؤشر واضح بأن داعش قد بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية جراء شدة الضربات الموجعة التي يتلقاها هذا التنظيم في مختلف المناطق. باختصار شديد: ستزول داعش والإرهاب من سورية لكونها آداة مأجورة للضغط والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية، انتهى مفعولها بعد تثبيت أساس وحدة سورية عن طريق الحوارات واللقاءات الوطنية بين أبناء شعبها، كما أثبتت دمشق للعالم أجمع بأنها الأقدر على لجم أمريكا ومن يلتف معها خلف الكواليس. khaym1979@yahoo.com