2024-11-28 05:43 م

الركن الشديد و علامات "نصر الله"

2020-12-30
بقلم: سند الصيادي 
قبل ايام أجرت المقاومة الفلسطينية مناورة غير مسبوقة سميت بـ " الركن الشديد" , و في وضح النهار و نقل تلفزيوني مباشر اطلقت رشقات صاروخية باتجاه بحر غزة، كما حلق الطيران المسير في الأجواء وانتشرت عناصر المقاومة على الارض , فيما توازى مع هذا التهديد العملي للكيان الصهيوني رسائل شديدة اللهجة اطلقها قادة المقاومة باتجاه الكيان و من باتوا في ولايته من الأنظمة العربية. مشهد لم يسبقه نظير في إطار الصراع الفلسطيني الصهيوني , و تحولات مثيرة للدهشة في قدرة المقاومة الفلسطينية على الارض و لهجتها في الخطاب , و ما قد يكون مستغربا ان هذا الحدث ياتي مع أكبر انحدار تمر به مواقف الكثير من الانظمة العربية تجاه القضية , و هو واقع كان من المفترض ان ينعكس سلبا على حاضر المقاومة بكل التحليلات و الأماني الصهيوامريكية , غير ان الصورة مغايرة لهذه المقارنات , وما حدث ويحدث من انكشاف لما وراء الستار من مواقف يصب في صالح قضية فلسطين والمقاومة الفلسطينية. في حوار العام مع الميادين لخص السيد حسن نصر الله هذه الارتدادات المعاكسة بالقول ان الخذلان العربي ليس مستجد , وانما نعيشه اليوم هو ان سوق الكذب والنفاق استنفذت والاقنعة تساقطت والصفوف تمايزت , والمنافقون يخرجون من الصفوف , و ان هذه هي علامات النصر , وبأن سنن الله تفرض ان يعطى هذا النصر لاهله لا لما كان حادثا من ضبابية في المواقف و اختلاط في الصفوف. حقيقة تستحق التأمل , اذا ما اسقطناها على واقع غزة اليوم والتي تمثل " الركن الشديد" احدى علامات النصر التي بشر بها سيد المقاومة , و بها بينت انها باتت تتملك اليوم امكانات مادية و معنوية افضل رغم ظروف الحصار والعزلة , و بأن الاهتزاز الذي اراد ان يحدثه الكيان الصهيوني لهذه المقاومة من خلال موجة التطبيع انقلب على الضد تماما , و اثمر صلابة في الارادة و دفعة مضاعفة للعزائم , بناء على ما حدث من تمايز . فلسطين بمثابة عضو حيوي في جسد الأمة , تصاب مقاومتها و معنوياتها بالحمى والشلل متى ما كان هذا الجسد مثقلا بالأوبئة و الأورام , و التطبيع الذي حدث مثل عمليات استئصال ناجحة لهذه المشاكل , فعادت الدماء السليمة الى هذا العضو الحيوي ليؤدي وظائفه الطبيعية , و الاصطفاف الذي لطالما تمنينا ان يكون الى جانب فلسطين , بات اليوم حقيقة معاشة في ظل تنامي قوة المحور المقاوم , مع اختلاف ان الكثير من الانظمة حددت وجهتها السالبة وخرجت من الصف قبل ان يخرجوا فيه وقد حمى الوطيس و زادونا خبالا.