في إطار ما يظهر يومياً من تقارير حول تنظيم "داعش" الإرهابي من حيث التمويل والتدريب والإعداد وتكوين الصفوف، نتذكر المواجهة الخطيرة بين "داعش" ودولة الكويت حين استهدف هذا التنظيم مسجد "الإمام الصادق" عام 2015، الذي يرتاده شيعة الكويت، مخلفاً عدد من الشهداء والجرحى.، وكان تنظيم الدولة آنذاك في أوج صعوده وانطلاقته على كافة الأصعدة والمستويات، منذ إعلان خلافته في 2014، إذ كان يطمح لمزيد من التمدد وكانت دولة الكويت من بين أهدافه التوسعية لموقعها الاستراتيجي وغناها بالنفط وحقوله.
ونتيجة ذلك رغب تنظيم "داعش" بالانتقام من الانتكاسات التي تعرض لها في الكويت من خلال قيامه بتجنيد عدد من الشبان الكويتيين لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد. و تعد دولة الكويت من أنشط الدول في محاربة تنظيم "داعش"، مالياً وعسكرياً وسياسياً، منذ ظهوره وهو ما ساعد في حمايتها بشكل كبير من الهجمات الإرهابية.
وبموازاة ذلك، تمكنت الأجهزة الأمنية الكويتية من توجيه ضربات استباقية داخل البلاد بضبط عناصر إرهابية تنتمي لهذا التنظيم الإرهابي، بذلك تمكنت قبضتها الأمنية من وأد أي خطوات للإضرار بمصالح الكويت وأمنه الداخلي. من خلال إحباط محاولة التنظيم للعودة إلى ممارسة نشاطاته هناك. ووجه جهاز أمن الدولة في الكويت اتهاماً لـ6 أشخاص يافعين لقيامهم بالترويج لأفكار جماعات متطرفة و إرهابية، وحيازة أسلحة بقصد استخدامها بطريقة غير مشروعة ومحاولة الالتحاق بجماعات مسلحة تتبنى فكرا متطرفا، يعادى الأمم والشعوب، وتتذرع بفتاوى بعيدة عن شريعة الإسلام السمح.
على خط مواز، تشرت صحيفة "القبس" الكويتية على مدار الأيام السابقة أنباء بشأن ضبط مجموعة من الأحداث غرر بهم تنظيم "داعش"، وعثر بحوزتهم على أسلحة وذخائر كانوا ينوون استهداف دور العبادة والمجمعات التجارية ومنشآت أخرى خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة. لذلك إن ما شهدته الكويت خلال هذه الفترة من عمليات إرهابية، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الانتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يسعى إلى هدم المجتمعات، وضرب استقرار الشعوب في مختلف مناطق العالم.
فالذي يحدث هنا هو تهديد مباشر للأمن الخليجي بأكمله، وسيضرب السياحة في المنطقة وإباحة حدودها كما يضرب الاستثمارات الاقتصادية لهذه الدول، كما سيكون ذريعة لأمريكا لتتدخل في هذه المنطقة بدعوة محاربة داعش وأخواتها، وبعد استنزاف ثروات الخليج ستحط الرحال في شمال أفريقيا لاستنزاف ثروات بلدانها من النفط والغاز، سواء في البحر أو في الصحراء.
مجملاً...إن الإرهاب لن يفلح يوماً في إسقاط الدول، ولم يشهد العالم طوال تاريخه بلداً سقط جراء الإرهاب، فالقتل والترويع لن يغير حلم الكويتيين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب الكويتي قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية والالتفاف حول الأجهزة الأمنية وهي تخوض حرب حقيقية ضد الإرهاب الذي يهدد حياة ومستقبل الشعب الكويتي والمنطقة بأكملها، ومن هذه النقطة يجب عليه العمل المشترك لدحر قوى الإرهاب وهزيمة هذا التيار المتطرف ورد هجمته عن بلده..
باختصار شديد... إن المخرج لما نحن فيه يتطلب الاستعداد للتضحية وصحوة الضمير من قبل الشعوب العربية، والتصدي للآثار السلبية لما تقوم به داعش التي تدعمها قوى إقليمية عربية يقف من ورائها استخبارات وقوى أجنبية تدافع عن مصالحها ومصالح الصهيونية العالمية وإسرائيل، لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط من جديد.
khaym1979@yahoo.com