القدس/المنـار/ لكل نظام مرتد في الساحة العربية دور خياني حلقاته مرسومة بيد امريكية صهيونية.. والخلافات بين هذه الأنظمة ليست على الاهداف والأدوار والمشغل والقضايا والملفات المستهدفة وحجم الجرائم المرتكبة.. الخلافات بينها هو تنافس على من يتصدر المشهد الخياني، وتسلم قيادة هذا القطيع والفوز بكامل رعاية السيد الامر ورضاه.
فالخلافات بين السعودية وأدواتها وشريكها العراب وبين قطر نشأ بعد سنوات من بدء مؤامرة الربيع الارهابية، حيث التنافس الشديد على من يتصدر رعاية العصابات الارهابية، وكانت النتيى تلك القطيعة بين المشيخة ودول الخليج بزعامة السعودية، فالمشيخة ارتكبت الجرائم البشعة في سوريا والعراق وليبيا وساندت الارهابيين في صحراء سيناء، وانفقت من المال الكثير على رعاية الفصائل الارهابية، وبدت في نظر الأسياد وكأنها أكثر العملاء والخونة نشاطا وتفانيا في تدمير الساحات العربية، وهذا أغضب الحكم السعودي الساعي منذ سنوات طويلة وبكل الوسائل لتزعم العالم العربي.
مشيخة قطر لها من العلاقات المثبتة مع اسرائيل تفوق على غيرها من أنظمة الردة، ولم تستطع حتى المحافظة على سريتها، واخضعت هذه العلاقات المتميزة مع تل أبيب ليافطة وجهود الوساطة، وانسانية التعاطي مع الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو دور يحظى بمباركة ورضى امريكا واسرائيل، ما دام الهدف مرسوما لها.. يتمثل في تعطيل المصالحة، وان رعت ملفها.. والدفع بالمقاومة الى التهدئة مع اسرائيل لغايات اسرائيلية، وضخت الأموال دعما للاسر الفقيرة بترتيب مع اسرائيل، ودخلت مع مع مصر في منافسة تشتد وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
تقيم المشيخة علاقات مزدهرة مع نظام حماس في قطاع غزة، وعلاقات مثبتة مع الحكم في رام الله، وتلعب على وتر الانقسام الذي لا تريد له أن ينتي، وبالنسبة لهذا الملف، تنافس في رعايته مع القاهرة.. لا لانجاز المصالحة، وانما لتعميق الانقسام، حيث ترى الدوحة ان الدولة الفلسطينية هي على أرض غزة، لذلك نرى قيادة حماس ضيوفا دائمين في عاصمة المشيخة، والقيادة في رام الله، ترى في المشيخة سندا، متمنية لهذا السند الازدهار وتجنب المخاطر.. بمعنى أوضح، المصالح تتلاقى بين الجهات الثلاث المشيخة القطرية والقيادتان في غزة ورام الله اللتان تدركان جيدا حقيقة دور هذه المشيخة، فهي ليست أقل سوءا وخيانة من السعودية ومشيخة أبناء زايد في أبوظبي.
مشيخة قطر سفكت دماء عشرات الاف الضحايا من أبناء الشعب السوري، وانفقت دعما للعصابات الارهابية مليارات الدولارات ومضت في سباق وحشي خياني مع السعودية والامارات.. وهي مع أنظمة الردة جندت الجامعة العربية في خدمة الارهاب، فأعطت الضوء الاخضر لدول الغرب لشن حرب قذرة على الشعب الليبي.
في مشيخة قطر القاعدة العسكرية الاضخم في المنطقة قاعدة "عيديد" وفيها كافة انواع الاسلحة، وفي الدوحة مستشارون عسكريون وأمنيون اسرائيليون ومن جنسيات عربية متعددة، وفي المشيخة ممثلات اسرائيلية في ميادين مختلفة، والتنسيق والتعاون الاستخباري مع اسرائيل على اشدهما.. ومهمة المشيخة فلسطينيا دعم الحكم في غزة، والسعي لفصل القطاع عن الضفة، وفي ذات الوقت تشد على يد القيادة الفلسطينية لتبقى على موقفها من المصالحة.. عارضة النصائح الملغومة ومحذرة في حالة التراجع من الاسقاط والاقصاء، وتعمل على ادخالها محور المشيخة، تشفيا في محور الرياض وأبوظبي، ولهذا نرى التخبط في سياسات الحكمين المتصارعين في غزة ورام الله.
العلاقات بين الدوحة وتل أبيب أبعد بكثير من التطبيع، وما تقوم به المشيخة ازاء ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أمر مخطط له امريكيا واسرائيليا، وفي اللحظة المناسبة ستوسع الدوحة دائرة التطبيع مع اسرائيل واشهار العلاقات التي لم تعد سرية مع تل أبيب، فلا خلاف في السياسات والاهداف والمصالح والادوار بين المشيخة وكل من الامارات والسعودية، وفي اللحظة المناسبة ستقدم الدوحة على فتح سفارتها في اسرائيل، هي تنتظر وبتوافق امريكي اسرائيلي ان يستكمل فصل التطبيع بين الرياض وتل أبيب، لتحتفل بتطبيعها مع الاحتلال.