2024-11-29 12:47 ص

تركيا تواصل الغزو الناعم... لكن طريقها ليس مفروشاً بالورود

2020-12-06
بقلم: الدكتور خيام الزعبي 
من يراقب السياسة التركية يتوصل إلى استنتاج مفاده أن تركيا تتصرف بمفردها في طريقة إدارتها لعدد من الملفات الإقليمية والدولية وتتحرك بمنطق الغزو والقهر وفرض الأمر الواقع في أية ساحة تصلها القوات التركية، لكن في المقابل ولضمان أفضل النتائج من عملياتها فقد أصبح واضحا أن تركيا تعتمد عدداً من الأدوات التي تساعدها في الوصول إلى أهدافها بسرعة وبدون أي تعب. في هذا السياق تنوعت أساليب النظام التركي في غزو واختراق الدول مستغلاً الشعارات الدينية، وخاصة هيئة الشؤون الدينية التركية "ديانت" التي تلعب دوراً مهماً في خدمة أغراض النظام التركي ، والتي جعلها بعد عام 2010 أداة للأجندة السياسية والأيديولوجية للحزب، فأصبحت أكثر نشاطاً وتفاعلاً خارج البلاد، وانتشرت في كثير من دول العالم، من خلال تنظيم رحلات الحج وتوظيف الدعاة، و استقطاب الطلبة الأجانب بتسهيلات وتكاليف تكاد تكون رمزية، وذلك ضمن خططها لتوسيع النفوذ ونشر أيديولوجيا حزب العدالة والتنمية وفكره.من بوابة التعليم الديني. في سبيل ذلك خصصت الحكومة التركية 12.9 مليار ليرة كميزانية لـ "ديانت" خلال عام 2021، رغم تفاقم الأزمة الاقتصادية في ظل تفشي فيروس كورونا، وبالرغم من الظروف الوبائية الصعبة التي تمر بها البلاد ، والميزانية المتوقعة للمنظمة أعلى بنسبة 210% من وزارة الثقافة والسياحة وأعلى بـ171% من وزارة الصناعة والتكنولوجيا، ما يعكس أهميتها لدى النظام الحاكم، فهي تعد أداته الرئيسية للتحرك داخل مختلف دول العالم بطريقة غير مباشرة. على الرغم من أن خطة تركيا أصبحت مكشوفة للعلن، إلا أن الدول الأوروبية انتبهت لمخطط أردوغان وغرضه الأساس من التوسع في بناء المساجد وباتت تضيق الخناق على نشاط أنشطتها داخل أراضيها، ووفق معهد جاتستون لدراسة السياسات الدولية، فإن تركيا توظف ديانت، كما لو كانت وكالة استخبارات مسئولة، عن جمع المعلومات في الخارج، عبر الأئمة الموظفين في