القدس/المنـار/ من جديد حط وفدا حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية، لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في العاصمة التركية انقرة، وبعد زيارة خاطفة لوفد فتح الى القاهرة قبل اسبوعين تقريبا.
في القاهرة، يبدو أن المصالحة باتت خطوة ملحة تسبق مراسيم الانتخابات، بمعنى اجراء مصالحة بين الفصائل، وفي القاهرة أعيد الاعتبار للحضن المصري، بعد غضب مصري من تجاوز المحطة المصرية، ونقل الملف الفلسطيني الى أنقرة وقطر وبيروت.
القيادة المصرية استغلت مجيء الوفدين الحمساوي والفتحاوي لطرح نقطتين اساسيتين، وتوقعات تداعيات هاتين النقطتين كثيرة، لكن، الملف عاد للتحرك مجددا بعد زيارتين منفصلتين سبقتا اللقاء الاخير لوفدين من فتح وحماس.
الانباء الواردة من القاهرة تفيد أن القيادة المصرية طلبت من الوفدين ان تسبق المصالحة الانتخابات الشاملة، وان توقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل، خشية الدخول في مواجهة عسكرية واسعة، بمعنى العودة الى التفاهمات المتعثرة واثمان التهدئة، في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أشكال حصار متعددة مزدوجة وأكثر.
تقول مصادر عليمة في العاصمة المصرية أن ما تم الاتفاق عليه بين فتح وحماس في القاهرة هو استكمال لاتفاق انقرة واجتماع الامناء العامين، وأن هذا الاتفاق يشكل منطلقا وقاعدة لعقد لقاء وطني تحضره الفصائل الفلسطينية كافة قريبا، والاتفاق بين الحركتين برعاية مصرية يشمل خارطة طريق وطنية شاملة لتحقيق النصالحة والمشاركة، كما سيتم الاعلان بشكل رسمي عن الاتفاق الذي ترعاه مصر خلال الايام المقبلة.
يذكر أن وفد حركة حماس برئاسة العاروري واعضاء من المكتب السياسي للحركة، أما وفد حركة فتح برئاسة جبريل الرجوب يضم روحي فتوح واحمد حلس عضوا مركزية فتح.
مراقبون يرون أن الاتفاق سيبقى حبيس الادراج، وداخل الملف الذي تزداد أوراقه، الى ما بعد تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة ومعرفة توجهاته ازاء ملفات المنطقة والملف الفلسطيني الاسرائيلي بشكل خاص، ولكل من حركتي فتح وحماس حساباتهما الخاصة، واهدافها المرسومة، وكلا الحركتين تتمسكان بهذه الحسابات لاكثر من 12 عاما، رغم تنقل ملف المصالحة وغيره من الملفات بين العواصم بعيدا عن ارض الوطن، وكثيرة هي الوعود والامال تبخرت دون ان تحقق الحركتان شيئا.