2024-11-30 02:50 ص

هل تتغير «اسرائيل» ؟!

2020-11-14
بقلم: نبيه البرجي
اذا تسنى لكم أن تتابعوا ما يكتبه، وما يقوله، عشاق «اسرائيل» من بني قومنا. أكثر بكثير مما قاله قيس بليلى وهو يحمل الجمر في يديه...
رهانهم اذا ما أقفل الصراع، وعقدت المصالحة التي ينتظرها الله بين اسحق واسماعيل، لا بد أن يتغير العقل «الاسرائيلي». قد نجد الذئب يتناول العشاء بالشوكة والسكين.

التعليق لشموئيل صاند، صاحب كتاب «كيف تم اختراع شعب «اسرائيل»؟». قال «أعتقد أن عمر العقل التوراتي لا يقل عن ثلاثة آلاف سنة. كل هذه المدة وهو يحفر في ما وراء الزمن. هذا العقل قد يحتاج الى ثلاثة آلاف عام آخر، أو أكثر، لكي يحفر في الزمن».

 عشاق «اسرائيل» الذين يزدادون يوماً بعد يوم، ويزداد عشقهم يوماً بعد يوم، يرون أن الزواج بين المال العربي والدماغ اليهودي، وان أتى متأخراً، لا بد أن يؤدي الى حدوث انقلاب الهي في مسار المنطقة. ولقد آن الأوان لكي نبدل طريقنا. الطريق الى الدم بالطريق الى الذهب...

  المعادلة الجهنمية أطلقها شمعون بيريس. لا أحد سأل لماذا الدماغ الاسرائيلي لا الدماغ العربي الذي وضعته الأنظمة   في الثلاجة. لتقل لنا تلك الأنظمة الغراء أين هو المعهد التكنولوجي في هذا الأوقيانوس العربي بمساحة 14 مليون كيلومتر مربع وبـما يناهز الـ 500 مليون نسمة؟

اليهود أنشأوا التخنيون (معهد التكنولوجيا) على أرض فلسطين عام 1924. لا ننفي أنهم تفاعلوا، الى أقصى الحدود، مع الحضارات التي عاشوا فيها. هذا حين كنا نحن لا نزال نتغزل بشفتي الناقة. ولكن على مدى مائة عام من الاستقلال، ومن النفط، أين هي الدولة العربية التي تصنع الأحذية لرعاياها؟

هكذا نضع المال العربي في خدمة الدماغ الاسرائيلي. استطراداً، وكما يقول عشاق «اسرائيل»، «الحروب أودت بنا الى الخراب. جعلت الأكثرية الاسرائيلية تجنح نحو اليمين، اي نحو ثقافة الكراهية، وثقافة الغيتو. اذا فتحت الأبواب  لا بد أن يتنشق هؤلاء هواء آخر، ولا بد أن يتغيروا، ويتخلوا عن هواجسهم اللاهوتية، ويدخلوا في منطق المنطقة. هل من منطق، ومنذ آدم، لهذه المنطقة؟

اسألوا وزير اعلام سوري سابق، وغبي، وهو يتحدث الى قناة تلفزيونية سورية بلغة عشاق «اسرائيل» اياهم. أيها الرئيس بشار الأسد ندرك ما هي الأثقال التي على كتفيك، نأمل أن يضعوا الكلام بين يديك لتلقي بالرجل في صندوق القمامة.

ناعوم تشومسكي قال «ان الخطيئة الأصلية لدى اليهودي التلمودي شعوره أنه «حوذي الأزمنة». هذا اليهودي يفاخر بأن ثلاثة يهود هم كارل ماركس، وألبرت اينشتاين، وسيغمند فرويد، أداروا القرن العشرين، مع أن الثلاثة، كل على طريقته، غسلوا أيديهم من تلك الايديولوجيا التي لا يمكن أن تليق بالكائن البشري.

لا يمكن أن نكون ضد اليهودي كيهودي. لكننا على دراية بمدى حنكة اليهودي في ادارة الثروات، وفي ادارة الثقافات، وحتى في صناعة الايديولوجيات. حتى الآن لم ينفض العرب غبار داحس والغبراء. هذا نحن: براميل النفط على أرصفة روتردام وصناديق المال في  أروقة وول ستريت!

الأدمغة «الاسرائيلية» لن تقود فقط مال العرب. رؤوس العرب أيضاً. مجتمعات هشة، ومبعثرة، دون أن نتمكن من استثمار عشرات آلاف الشباب الذي تخرجوا من جامعات غربية كبرى. الذي عاد بدكتوراه في الفيزياء النووية تم تعيينه مديراً لمصنع الألبان. الأمثلة لا تحصى...

لنعد الى أرقام معهد ستوكهولم للدراسات الاستراتيجية. «حروب العرب ضد العرب، بأشكالها كافة، ناهزت كلفتها على مدى العقود الثلاثة المنصرمة  1.1 تريليون دولار. لو أنفق المبلغ على أي مشروع تكنولوجي مشترك، ألا يحدث ثقباً في جدار القرن، بدل أن نبحث عن الفانوس السحري لدى بنيامين نتنياهو؟

رانيا لافايس، الناشطة في الحركة الاستيطانية «نحلاه»، سبق وقالت «لسوف نبني الهيكل بجماجم العرب». فاتها القول «...بالجماجم المرصعة بالذهب»!!
(الديار)