2024-11-30 08:38 ص

ماكرون الجاهل بالتاريخ..هل نذكره بإرهاب بلاده اتجاه العرب وبلادهم !؟

2020-11-09
بقلم : هشام الهبيشان
بات واضحاً ،أن هناك سياسة غربية تستهدف اسقاط ولصق كل مفاهيم الإرهاب "المصنع غربياً وفق عقائد تلموديه"،بالإسلام ،وهذا ما بات مؤكداً اليوم ، وهذا ما يخدم مشروع الغرب الساعي إلى وقف تمدد وانتشار الاسلام بالغرب ،وتشويه صورة الاسلام والمسلميين لدى شعوب الغرب ،وسط صمت وتغاضي"رسمي" عربي – اسلامي ، على هذا المشروع المعلن الهادف لتشويه صورة الاسلام والمسلميين ،ولكن وهنا بالتحديد وليس بعيداً عن هذا المشروع الغربي ،وعندما يتحدث ماكرون عن الاسلام والإرهاب ،هل يتناسى ماكرون تاريخ بلاده الحافل بالمجازر الدموية بحق الشعوب العربية والاسلامية!؟ ،وأن كان يتناسى سنذكره . هل قرأ ماكرون عن مجازر شارل مجالون وتاليران و نابليون بونابرت بحق العرب؟؟، ياترى هل محيت من ذاكرة ماكرون الحملات الفرنسية التي كانت تستهدف المسلمين والعرب ؟..هل محيت من ذاكرة ماكرون ولماذا لم يذكره الاشقاء في مصر "الرسمية " عندما تحدث عن "الإرهاب الاسلامي " بإرهاب ساسة فرنسا وبتوصيات القنصل الفرنسي بمصر" شارل مجالون"1798" والموصية بضرورة ان تقوم فرنسا باحتلال بلاد المشرق العربي وتحديداً "مصر "لنهب ثرواتها وتدمير حضارتها ،وما تبع كل ذلك من توصيات اعدت بنفس العام من الوزير والسياسي والقائد العسكري "الكهنوتي " الفرنسي "تاليران "والموصية ايضاً بنفس توصيات "شارل مجالون "وما تبع كل هذا من حملة فرنسية كبرى وعلى موجات متلاحقة على بلاد المشرق العربي وعلى مصر وفلسطين تحديداً " وعلى مدى ثلاث سنوات وبقيادة السفاح الفرنسي "نابليون بونابرت "والتي انتهت حينها بهزيمة كبرى للحملة الفرنسية ،ولكن بحجم خسائر كبيرة بين سكان بلاد المشرق العربي وتحديداً في فلسطين ومصر والتي ارتكب فيهما الفرنسيون مجازر ومذابح لاتعد ولاتحصى من مذبحة يافا إلى عكا إلى غيرها من المذابح بفلسطين ومصر تحديداً . ياترى هل محيت من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي ،"المأساة الجزائرية "والتي عنوانها وسببها فرنسا، تلك المجزرة الكبرى ضد الشعب الجزائري والتي راح ضحيتها مايزيد على 6مليون ونصف المليون شهيد 1830-1962وعلى مدى أكثر من 132عام من الاستعمار الفرنسي للجزائر . ياترى هل محيت أيضاً من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي ،وثائق القنصل الفرنسي"1916" ببيروت "بيكو "والذي اوصت بضرورة تقسيم الوطن العربي وخصوصاً بلاد الشام والعراق بين القوى الغربية الكبرى والتي انتجت الآن حدود مصطنعة قسمت الكيان الواحد والأمة الواحدة إلى اجزاء وقوميات وعرقيات وكل ذلك لخدمة مشروع قيام دولة الكيان "اسرائيل الكبرى "،وهل ياترى محيت أيضاً من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي مأساة الشعب الفلسطيني وتهجير وقتل وجرح وتشريد أكثر من 3مليون من سكان فلسطين العرب على يد العدو الصهيوني المسخ ومنذ ما يقارب القرن وربع القرن 1895-2015 وبدعم وتمويل من حكومات فرنسية وغربية عدة؟؟،ومنح فلسطين للصهاينة لم يبدأ عام 1948بل كان منذ عام 1895وكل ذلك بمؤمرات فرنسية –بريطانية ،وهل ياترى محيت أيضاً من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي مأساة العراق 1990-2015 التي سببها وعنوانها وجزء من أسبابها دعم حكومتي "فرنسوا ميتران "و"جال شيراك "لهذه الحرب الاستعمارية على العراق ،والتي راح ضحيتها أكثر من 8مليون عراقي بين قتيل وجريح ومهجر ومشرد ؟؟. هل محيت ايضاً من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي ،مجازرالاستعمار الفرنسي 1936-1937 في لبنان ، هل نسي مجزرة طرابس التي قام بها الفرنسيين بحق العشرات من الشهداء والجرحى من تلاميذ المدارس الاسلامية في طرابلس المنددين حينها باعتقال عبد الحميد كرامي !؟...هل نسي ماكرون مجزرة صيدا التي قام بها الفرنسيين بحق بعض نساء لبنان الحرائر اللواتي كنا يهتفن "نريد عادل عسيران، نريد بشارة الخوري، نريد رياض الصلح"الذين كانو محتجزين لدى سلطات الاستعمارالفرنسي ،لتوقع هذه المجزرة العشرات من نساء وشباب صيدا الحرائر بين شهيد وجريح ،وبالأضافة إلى مجازر عدة وقعت في بيروت وغيرها. وهل محيت ايضاً من ذاكرة ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي حجم الحرب الفرنسية التي تقودها للآن حكومات متعاقبة من ماكرون إلى أولاند ومن قبلها حكومة ساركوزي على الدولة السورية وبالتعاون مع أمريكا ،والتي أنتجت جيش إرهابي "عابر للقارات" تم تسليحه وتدريبه وتمويله على يد الاستخبارات الغربية ،وبذات الاطار هل سينسى ماكرون "الجاهل بالتاريخ " وهو يتحدث عن الإرهاب الاسلامي ،طائرات "الرافال و"الميراج2000"الفرنسية التي كانت تذبح الشعب الليبي ليل نهار بحجج واهية ومن هذه الحجج تحرير الشعب الليبي من حكم الراحل القذافي لتترك للشعب الليبي كارثة بشرية ودموية كبرى مازلنا نعيش تفاصيلها للآن. وهنا لا أعرف ولا يمكن أن أتصور انه كيف يمكن لذاكرة ماكرون ان تنسى كل هذا الإرهاب الفرنسي بحق شعوب المنطقة العربية والاسلامية ،ويتحدث اليوم وبكل وقاحة عن "الإرهاب الاسلامي "... وهنا وبالتحديد فنحن مايؤلمنا اكثر هنا هو تمادي ماكرون ،وعدم الرد عليه رسمياً ،مايدل للأسف على ضعف كبير تعيشه الأمة،وعلى حالة هوان وضعف رسمية وشعبية عربية واسلامية ،تضع الأمة بمجموعها اليوم بين فكي كماشة الغرب الاستعماري ،الساعي لتشويه وضرب صورة الاسلام والعودة لاستعمار شعوب المنطقة ونهب ثرواتها . ختاماً ،وبالتزامن مع تمدد وتمادي المشروع الغربي ،والساعي لضرب صورة الاسلام وتحطيم وتشويه صورته ومبادئه وقيمه ،بات لزاماً علينا كــعرب مسلميين ومسيحيين شرقيين التصدي لهذه الحملة الغربية المسعورة ،وتوضيح الحقائق ،وان نتصدى لهذا المشروع ،وان نوضح الحقائق ونكتبها ،وننشرها ونتحدث وبصوت مرتفع لتذكير الغرب بجرائمه التاريخيه بحق العرب وشعوب المنطقة ،ونذكرهم بإن الإرهاب ولد من رحم الغرب ،ومجازر الغرب بحق الشعوب المنطقة ،لن تنساها شعوب المنطقة ولن ينساها التاريخ ،وهي دليل على إرهاب الغرب الذي يلصقونه بنا اليوم .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن 
hesham.habeshan@yahoo.com