2024-11-25 05:52 م

الدول العربية الثرية تُخير الفلسطينيين بين الجوع والركوع

2020-10-19
لم نكن نتوقع يوما ان يصل انبطاح "زعماء" بعض الدول العربية الى هذا الحد المخزي والعار امام الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عندما رضخوا دون اي نقاش لأوامره بقطع مساعداتهم للشعب الفلسطيني ومحاصرته وتجويعه حتى يرضح للارادة الاسرائيلية ويقبل بـ"صفقة القرن" التي تعتبر مخططا لتصفية القضية الفلسطينية وحذف فلسطين من الجغرافيا والتاريخ والذاكرة الى الابد.
كلنا يتذكر عندما كشف ترامب في الشهر الماضي، على هامش حضوره مراسم توقيع اتفاقيات الخيانة والعار بين الكيان الاسرائيلي والإمارات في البيت الأبيض، إنه قد طلب "من الدول العربية الثرية أن لا يدفعوا للفلسطينيين"!!.

اليوم تبين ان كلام ترامب لم يكن للتهديد او شن حرب نفسية على الفلسطينيين، فقد أظهرت بيانات الميزانية صادرة عن وزارة المالية الفلسطينية حديثا، تراجع المنح والمساعدات المالية للميزانية الفلسطينية بنسبة 81.6 بالمئة.

وجاء في تفاصيل بيانات الميزانية، أن 38.1 مليون دولار، يمثل إجمالي الدعم العربي للموازنة منذ مطلع 2020 حتى أغسطس/ آب الماضي، وخلال نفس الفترة من عام 2019 كان إجمالي المنح والمساعدات المالية العربية الموجهة لدعم الميزانية الفلسطينية، بلغ 198.33 مليون دولار.

وتراجع الدعم السعودي الموجه للميزانية الفلسطينية بنسبة 77.2 بالمئة على أساس سنوي، خلال أول ثمانية شهور من 2020، إلى 30.8 مليون دولار، نزولا من 130 مليون دولار في الفترة المناظرة من 2019..

في يوليو/ تموز الماضي، أكد وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة خلال مؤتمر صحفي، أن "دولا شقيقة علقت المنح والمساعدات الموجهة لدعم الموازنة" الفلسطينية دون تقديم مبررات لذلك. وهو ما يؤكد ان "زعماء" الدول العربية الثرية نفذوا اوامر ترامب بحذافيرها، وضيقوا الخناق على الفلسطينيين ليوقعوا لترامب بالعشرة على بيع فسطين.

من المؤكد ان القضية الفلسطينية لم تمر بظروف اصعب من الظروف التي تمر بها حاليا، فلم يكن يخطر ببال احد قبل عقد من الان، ان تتحول الكراهية بهذا الشكل الفج لدى زعماء بعض مشايخ الخليج الفارسي من المحتل الاسرئيلي الظالم، الى الشعب الفلسطيني المظلوم، حيث يتم تجنيد كل امكانيات هذه المشايخ الاعلامية للطعن بالفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية مآسي العرب وليس المحتل الاسرائيلي، حتى وصل الامر بهؤلاء "الاشقاء"!! ان يجردوا الفلسطينيين من اي حق في ارضهم، وبدلا عن ذلك يجتهدون في ايجاد جذور مزيفة للصهاينة في ارض فلسطين، نكاية بهذا الشعب المظلوم.

ان يصل الامر بملوك وامراء السعودية والامارات والبحرين الى المشاركة في جريمة تجويع اشقائهم في القومية والدين والجغرفيا، الشعب الفلسطيني المظلوم، بهذا الشكل الوقح والقبيح، انتصارا لترامب ونتنياهو وكوشنير والصهيونية العالمية، يجب ان يضع شعوب هذه الدول امام مسؤولياتها القومية والدينية والانسانية، فنصرة المظلوم واجب تحكمه المبادىء الانسانية والتعاليم الدينية والمشاعر القومية، فجميعنا سنحاسب على خذلاننا لاشقائنا في الدين والقومية عاجلا ام اجلا.
(العالم)