2024-11-25 08:32 م

اللقاءات الفلسطينية رهينة أمزجة الأنظمة.. ولا جدية في الحوارات

2020-10-05
القدس/المنـار/ حتى الان لم تتشكل القيادة الموحدة للانتفاضة الشعبية، ولم تصدر المراسيم الرئاسية معلنة مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتأخر اجتماع الأمناء العامين الثاني.. والقيادة الفلسطينية بعيدة عن سياسة مصارحة الشعب.. ولم تعد قادرة على الخروج من دائرة الانتظار والترقب والتمسك بالاوهام والتمنيات ذات العلاقة بساحات أخرى.
وما نراه من حوارات داخلية، لم تلمس بعد المسألة الأهم، وهي المصالحة وانهاء الانقسام، والتوجه لدى هذه القيادة هو تأجيل نقاشها، مع أنها اللغم الأكبر الذي قد ينفجر في أية لحظة، والادهى والأمر استمرار تعلقها بنصائح الأنظمة التي تحسب عليها وسياسة "المجاكرة" في العلاقة مع الدول، وبات الهدف الأساس مرهونا بأمزجة الأنظمة ومحاورها، وجميعها لا تريد خيرا لهذا الشعب، ولا مصالحة حقيقية في ساحته، ليس للقيادة سياسة مدروسة ثابتة وغير معنية بوضع استراتيجية سليمة واضحة، لذلك هي تائهة، تتلاعب بها مواقف الدول الاخرى الباحثة عن الورقة الفلسطينية لاستخدامها في تحقيق المصالح والتقرب من هذه القوة وتلك.
حوارات في مشيخة قطر، ولقاءات في تركيا، وشرح مواقف تفاديا للغضب في مصر، وتقديم تقارير ربما تكون ناقصة في الاردن، وتعمية كاملة وتغييب للشعب واستخفاف بوعيه، وهذه سياسة أفقدت قضية الشعب الفلسطيني زخمها وعدالتها وأهميتها.
لا ندري، لماذا لا تتجاوز القيادة الفلسطينية العقبات التي تلقيها الانظمة على اختلاف محاورها وتوجهاتها في طريق الحوارات الداخلية ولماذا هذه القيادة مرتهنة لعواصم الردة وأدواتها، انه موقف بالغ الخطورة وحافز للمزيد من التطبيع والخيانات، والى متى ستبقى القيادة الفلسطينية تتلذذ بالارتماء في هذا الحضن وذاك، والى متى تستمر في رفضها لتغيير الادوات وقد أعطبها الصدأ، وأصبحت تشكل عبث على شعب يدرك تماما ماذا يدور في دوائر صنع القرار، على اختلاف أهميتها، وقربها من رأس الحكم!!
لقد أصبحت تحركات القيادة مجرد تأجيل وتدوير وتشيكل لجان وتخبط، وتراجع وتحت رغبات وأمزجة هذا النظام وذاك، ان كل العواصم التي زارها موفدو الرئيس الفلسطيني لا تريد انتخابات حرة نزيهة وحقيقية، ولا تريد مصالحة جادة ثابتة، فلماذا ضياع الوقت، وطرح التقديرات التي صدعت الرؤوس والمثيرة للسخرية.
كل محور في الساحة العربية يريد مصالحة وانتخابات على مقاساته، وأن تؤدي جميعها الى تمرير صفقة القرن، فهل هذا ما تريده أيضا القيادة الفلسطينية وحركة حماس؟ 
ان مواقف الجانبين، وتلكؤهما في البت في الامور والقضايا الاساسية يدفعنا الى الشك في كل المواقف والتحركات والحركات والتصريحات بأن الجانبين متفقان منذ سنوات على أمور هي ليست في صالح الشعب وأن الخصومة مجرد تلاعب وتغطية لا أكثر.
لا قرار مستقل لدى القيادة الفلسطينية، وحماس تفتقر الى ذلك أيضا، وما تزال الأنظمة تلعب بالجانبين توجه لهما الصفعة تلو الأخرى، هذه الدولة لا تريد لحوارات في تركيا وقطر، وأنقرة والدوحة لا تريد حوارات يجريها الفلسطينيون في القاهرة، والاردن له طريقته في اظهار رفضه وغضبه تعبيرا لما يريده ويسعى اليه، والقيادة الفلسطينية تتجاذبها هذه الأمزجة والأهواء، بعيدة عن تحقيق رغبات ومصالح هذا الشعب، انه التردد والخوف وعدم الحسم، وهذا الخطر الأكبر على شعب محاصر يتعذب في كل لحظة من الاحتلال وغيره، والأشد ألما عدم مصارحة قيادته له.
لو أن النوايا السليمة، لتحققت المصالحة، بعد جلسة حوار واحدة في غزة أو رام الله، لا التنقل بملف انهاء الانقسام بين العواصم وجميعها غير راغبة في انجاز المصالحة.. ويبدو أن عدم الجدية تصب في صالح القيادتين في الضفة وغزة، بعيدا عن مصلحة الشعب.
والتساؤلات عديدة، اين مراسيم اجراء الانتخابات ولماذا تأجيل وتأجيل تحقيق المصالحة، وأين خطوات بناء الثقة، وأين السماح بالمقاومة الشعبية في الضفة ووقف التمييز بين جناحي الوطن، وماذا وراء تأجيل الاجتماع الثاني للامناء العامين.
ان الشعب الفلسطيني ينتظر باهمام كبير اجراء الانتخابات فهي الطريقة الأسلم بعيدا عن أية أعمال عنف لمحاسبة الكثيرين، واختيار قيادة تمثله وتسهر على مصالحه.. فالى متى الانتظار!!