2024-11-30 06:24 م

قطر والامارات .. الدور نفسه والمركب ذاته

2020-09-21
بقلم: اسلام الرواشدة
الموقف القطري من القضية الفلسطينية لا يختلف عن الموقف الاماراتي والموقف السعودي، هناك توزيع أدوار بين أنظمة الدول الثلاث.. والأدوار هذه رسمت لهم في واشنطن وتل أبيب منذ سنوات طويلة، وبين تل أبيب وكل من الدوحة وأبوظبي والرياض زواج سري استمر لسنوات طويلة...
والهدف المرسوم لها، هو أن يستخدم كل نظام من الانظمة الثلاث الدور المرسوم له وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية، ومن يرفض ترفع عنه الحماية، والدول الثلاث رعت الارهاب ومولته، تدميرا وتقتيلا وتجزيئا وابتزازا.
أبوظبي حاصرت الشعب الفلسطيني ماليا، والرياض تمارس دور ابتزاز وتهديد، قطر لعبتها في قطاع غزة، والامساك بحركة حماس بيد والقيادة الفلسطينية باليد الاخرى، محظور عليهما المصالحة.. والاثنتان وجدتا في ذلك مصلحة لهما، لم تقتربا جديا من انهاء الانقسام.
وتربط العواصم المرتدة باسرائيل علاقات استخبارية قوية، وتنشط في العديد من الدول، وبشكل خاص في الساحات السورية واللبنانية والفلسطينية واليمنية والليبية. أما الخلاف القطري مع كل من السعودية والامارات، فهو صراع على من يتزعم رعاية الارهاب، ومن الأكثر حظوة لدى واشنطن وتل أبيب.
وهذا الخلاف حله وربطه بيد واشنطن، وله أثمانه، ويخضع لتوقيت محدد، فعندما اقتربت قطر من بوابة التطبيع مع اسرائيل، ووافقت على اشهار علاقاتها مع تل أبيب، تحت الضغط الامريكي وتهديد واشنطن، والا سترفع الحماية عنها، ملوحة بالعصا الاماراتية السعودية، وعلى الفور وبعد الرضوخ القطري وصل أمين مجلس التعاون الخليجي الى الدوحة ايذانا بانهاء الخلاف واقامة حفل الصلحة.. لتعمل الدول الثلاث معا لتمرير الحل التصفوي للقضية الفلسطينية وتمريره على قاعدة بنود صفقة القرن، واقراره من على طاولة التفاوض.
ما يجري هو انقلاب مؤلم في الساحة العربية، دول هذه الساحة تحت الضغط الامريكي تتلاقى على هدف حصار الفلسطينيين، وفرض حل لصراعهم مع اسرائيل.
وبدلا من أن تنشغل القيادة الفلسطينية في توفير المظلة لهذه الدول واغلاق الأبواب في وجه الشارع الفلسطيني الرافض لهذه المؤامرة الخطيرة، ورفع صوته رفضا لها، لماذا لا تبادر الى وضع سياسة مدروسة لعلها تنجح في اعتراض ما هو قادم من أخطار وتحديات، فلا سند لها الا هذا الشارع، ولن ينفعها انتظار بايدن أو وعود البعض، ووشوشات الدجالين بأن غانتس يحمل لواء طمأنة هذه القيادة، ولتخرج القيادة من دائرة الانتظار والتمنيات حتى لا تشتد على عنقها.