2024-11-25 06:23 م

ماذا وراء رسالة التهديد التي بعثتها واشنطن للرئيس الفلسطيني؟!

2020-09-17
القدس/المنـار/ تصريحات السفير الأمريكي في اسرائيل فريدمان التي نقلتها صحيفة اسرائيلية، هي رسالة امريكية تحمل طابع التهديد للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولهذه الرسالة أسبابها وأهدافها وأيضا تداعياتها ودلالاتها في هذه المرحلة التي تشهد تطورات متسارعة.
رسالة التهديد الامريكية تأتي بعد التوقيع في واشنطن على تطبيع العلاقات بين اسرائيل وكل من البحرين والامارات برعاية أمريكية.. وهذا الحدث كان بمثابة تشييع جنازة مبادرة السلام العربية، التي احتمت بها الدول العربية رغم نواقصها، ثم لفظتها لصالح المخطط الاسرائيلي الامريكي، وهو كذلك طعنة للفلسطينيين ستحلقها طعنات اخرى من عواصم عربية تتهيأ للتطبيع مع اسرائيل.
والتطبيع في المفهوم الاسرائيلي فلسطينيا هو الانتقال لمرحلة فرض حل تصفوي للقضية الفلسطينية يكسر الحرج الذي يلف الأنظمة المطبعة وغيرها، لتسلك الطريق نحو البوابة الاسرائيلية التي ترى فيها قارب النجاة والحامي الاعظم لبقائها.  والوصول الى مثل هذا الحل لا يمكن فرضه وبالقوة على الفلسطينيين، ولا بد من أن تشارك القيادة الفلسطينية حفل الاعلان عنه، لكن، هذه القيادة رفضت هذا المسار عندما انتقدت بشدة التطبيع بين المنامة وأبوظبي مع اسرائيل.
هنا، جاءت الرسالة الامريكية عبر السفير فريدمان تهديدا للرئيس محمود عباس، واضعة اياه أمام خيارين، اما الرضوخ والعودة الى طاولة التفاوض والتوقيع على الحل الجاهز، واعطائه مظلة التمرير والتسويق في الساحة الفلسطينية، ويفتح الطريق واسعة ممهدة، أمام المزيد من معاهدات التطبيع، وفي حال الرفض، فان البديل موجود، وعندها أنت ستتعرض للاقصاء والاستبدال.
لكن الرسالة تجاهات امرا مهما، وهو أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه قبول تنصيب رئيس عليه، دون اقتراع، وان عمدت واشنطن ومن معها الى فرض ذلك بالقوة، فان المواجهة حتمية وقد تشعل ساحات تتغنى بالتطبيع.
وهذا الموقف الامريكي يقودنا الى طرح احتمال تحوم حوله الشبهات وتنطلق منه اشارات تطرح الكثير من التفاسير، لكن، أقربها الى العقل، هو امكانية وجود اتصالات ولقاءات بين قيادات فلسطينية هي في مواقع المسؤولية وبين مسؤولين امريكيين تناقش ملف القيادة الفلسطينية، ومدى حجم ارتباطات هؤلاء بأنظمة عربية مشاركة في لعبة "فرض القيادات".. بمعنى أن هذه القيادات سيكون لها دور في صياغة المشهد السياسي الجديد، أو التحرك بتدبير خارجي لاقناع رأس الهرم الفلسطيني بالعودة الى طاولة المفاوضات والتمهيد لذلك بتبريرات وذرائع عديدة، في مقدمتها الوضع المعيشي الصعب والمتغيرات المتلاحقة.. واللحاق بالركب قبل الغرق وفوات الاوان.
هذه المسألة تطرح تساؤلات كبيرة وخطيرة فالعمل مع الخصوم من داخل دائرة مواقع المسؤولية هو الاشد خطورة، وهو الذي يجب الانتباه اليه؟!
وفي هذا السياق وصلت الى الرئاسة الفلسطينية رسائل تهديد اخرى من أنظمة عربية؟!