2024-11-25 09:41 م

أنظمة الردة وعواصم الخيانة تعلن الحرب على فلسطين وشعبها

2020-09-09
القدس/المنـار/ في مقر الجامعة العربية بالقاهرة عقدت الدورة 154 على مستوى وزراء الخارجية، دورة أكدت خيانة العديد من الأنظمة العربية وخضوعها للدول الخليجية، في هذه الدورة أسقطت الأنظمة مشروع القرار الفلسطيني ضد التطبيع الاماراتي مع اسرائيل، ورفضت حتى وصف الجريمة الاماراتية بانها خروج على مبادرة السلام العربية، وهذا يعني أيضا أن الأنظمة تراجعت عن الالتزام بهذه المبادرة، وبصورة أوضح وأدق تخلت عن أي التزام اتجاه القضايا العربية، وبالتحديد القضية الفلسطينية، وأشهرت سيوفها في وجه الشعب الفلسطيني، وأكدت في الوقت ذاته دعمها للتطبيع الاماراتي.
صحيح أن مشروع القرار الفلسطيني أسقطته أنظمة الردة وليس مفاجئا لكنه أسقط الأقنعة عن المدعين والخونة، وتهاوى دور الكبار، وتوجه الصغار انفسهم أوصياء على هذه الأنظمة، ومنحتهم فرمان التآمر والتجسس وتصفية قضايا الأمة وسقوط مشروع القرار يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها، والمطالبة بأن ترتقي الى مستوى هذه المسؤولية.. وعليها أن تتعظ وتستخلص العبر، وتتحلى بالجرأة والوضوح وضرورة مصارحة الشعب، لا أن تبقى مغروسة في دائرة الانتظار تتلقى الطعنات والهزائم، تفتقر الى استراتيجية شاملة مدروسة بدقة، لا تعبث بها الأيدي غير النظيفة، وقصيري النظر ووكلاء الأنظمة.. انها الحرب بدأت.. لتصفية القضية الفلسطينية.
أمام هذا التطور في "جامعة" مهانة مختطفة، باتت وكرا للخونة، القيادة الفلسطينية مدعوة الى مراجعة سياساتها ومواقفها، وأن لا تبقى متربعة مكتوفة الأيدي، في حالة استجداء.. أليست هي نفس القيادة التي انجرفت وراء الأنظمة الخليجية، ودعمت قراراتها المعادية شعوب سوريا واليمن وليبيا، أليست هذه القيادة هي التي حاربت ايران، وتطاولت على المقاومة، ووثقت بادعاءات الحرص التي كانت تصدر عن أبوظبي والرياض والدوحة، وحتى مصر صاحبة الدور المتراجع المرتهن للصغار في الخليج.
الشعب الفلسطيني، ما يزال يمتلك العديد من الأوراق، لكن، استخدامها يستدعي قيادة قوية متفانية، تخرج الى ساحات المواجهة، وتفك التصاقها بهذا النظام وذاك، وان تعيد تقييم علاقاتها، وفق اسس جديدة، وقواعد متينة وحقيقية، مدعوة الى أن تتجه فورا الى اعادة ترتيب البيت الداخلي، فالتذمر يتصاعد، ومطالبة بمصالحة حقيقية وتصارح شعبها في كل مراحل الحوارات بشأن تحقيقها.
في الساحة الفلسطينية عبث خطير من جانب أنظمة الخليج، وفي دوائر صنع القرار من له ارتباطات وخيوط مع أنظمة الردة، وفيها أشخاص منبوذون من شعبهم، ارتكبوا وما زالوا التجاوزات، فلماذا لا يتم الاستغناء عنهم واستبدالهم، ألم يحن الوقت لتغيير الأدوات وهي التي لم تحقق نجاحات تذكر، في القيادة ومواقع المسؤولية عرابون للانظمة، ينتظرون سقوط القيادة واقصائها للحاق بثرواتهم المكتنزة في عواصم الشرق والغرب، فلماذا تتحمل القيادة ومن على رأسها مسؤولية التذمر الذي قد ينفجر في أية لحظة.
ان قيادة قوية جريئة تدير الحكم بعدالة واقتدار وبأدوات قادرة نزيهة، وساحة موحدة خالية من الانقسام قادرة على مواجهة كل التحديات، وتملك فرص نجاح كبيرة للجم الصغار الذين يتطاولون على شعب يملك أقدس وأعدل قضية.
ما كان لأنظمة الردة أن تشهر سيوفها في وجه شعب فلسطين لو أن للقيادة استراتيجية مدروسة، وتمتلك القوة بقواعد الوحدة والشفافية، والتضحية والجرأة.. لكن، الضعف تسرب الى مفاصلها وأوصالها، وظلت سنوات طويلة أسيرة الوشوشة، ورسائل التطنيش الكاذبة وعدم أمانة القنوات وما اكثرها، والسكوت على المخترقين والمرتبطين، وتجاوزت الكثيرين.
وبوضوح، ان الجامعة العربية التي ترفض عودة سوريا الى مقعدها، واستقدمت الجيوش الى ليبيا، ودعمت السعودية والامارات في حربها الهجمية على شعب اليمن، وها هي اليوم تتخلى عن شعب فلسطين، من الأجدر أن تنسحب القيادة من بيت الشر هذا، ووكر الخيانة، بعد أن تحولت "جامعة العرب" الى دائرة خليجية وامناؤها العامون الى سماسرة مرتشين مهانين، ومجرد أبواق لأنظمة الجاسوسية والردة.
الآن.. اما استراتيجية المواجهة.. والا أنتم جزء من المؤامرة؟!