2024-11-29 01:47 ص

إجتماعات الفصائل الفلسطينية في بيروت

2020-09-04
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني 
بالرغم من الاسى والضيق الذي يعانيه شعبنا الفلسطيني من الخيانة العلنية والفاضحة والمدانة بأشد العبارات لأبو ظبي وأصر هنا على القول أبو ظبي لاننا لم نسمع كلمة واحدة من بقية الامارات بعد ولان محمد بن زايد مهندس هذه الخيانة الكبرى لا هو رئيس الامارات ولا هو حتى نائب رئيس الامارات بالرغم من انه يتصرف وكأنه رئيس للامارات منذ ما يقرب من ستة سنوات بعد المرض الذي ألم باخيه رئيس دولة الامارات. ومنذ ذلك الحين وهو يمارس قمعا سياسيا داخليا من خلال أجهزة مخابرات وتجسس قوية قلما تجدها في اية دولة في العالم, وبالرغم من كل مع عاناه ايضا شعبنا الفلسطيني من أوسلو وتوابعه من إتفاقيات و "مفاوضات" عبثية التي سارت بها زمرة متنفذة بمنظمة التحرير الفلسطينية وسلطة فلسطينية التي همشت دور منظمة التحريرالفلسطينية واستبدلتها بسلطة وزمرة منتفعة وضعت مصالحها الذاتية فوق مصلحة الوطن والشعب والقضية بالرغم من كل هذا نتطلع اليوم الى الإجتماعات المنعقدة في بيروت للفصائل الفلسطينية بعين الامل لانها الفرصة ربما تكون الاخيرة للعمل على لم الشمل الفلسطيني لوضع استراتيجية موحدة وبرنامج عمل واليات موحدة لجميع الفصائل والقوى الفلسطينية داخل وخارج منظمة التحرير للتصدي للمخاطر الاستراتيجية التي عصفت في المنطقة والتي تشتد الان أكثر من أي وقت مضى بهدف تصفية القضية الفلسطينية. اليوم المطلوب طي صفحة الانقسام وإنضواء الجميع تحت مظلة واحدة فلسطينية جامعة وتكوين قيادة جماعية من كل الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية لقيادة المرحلة الجديدة للتخلص من مرحلة الهيمنة والاستئثار ومصادرة القرار الفلسطيني من زمرة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة وهي المسؤولة بالدرجة الاولى والاكبر فيما آلت اليه الاوضاع والحالة التي يعيشها شعبنا في الداخل والشتات وقضيتنا, وكذلك سحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ورفض الدخول في جولة جديدة من المفاوضات العبثية. المطلوب تأسيس مرحلة جديدة لا تمت بصلة الى مرحلة التراخي والاستسلام و "الواقعية السياسية" التي اوصلتنا الى الحضيض. يجب إعادة التاكيد اننا ما زلنا حركة تحرير هذا الشعار الذي اسقط من قبل جهابذة السلطة الذين يحاولون إقناعنا بان "الثورة" الفلسطينية قد انتقلت من مرحة التحرير الى مرحلة بناء مؤسسات الدولة المستقلة أما كيف يمكن بناء مؤسسات الدولة المستقلة تحت بساطير الاحتلال وعلى ارض محتلة فلا احد يستطيع ان يفهم ذلك او يتقبل مثل هذه المفاهيم والفلسفة السياسية الا الاغبياء والمنبطحين أصحاب المفاوضات الى الابد وقضاء حياتهم بأكملها في مفاوضات عبثية. الخوف الذي ينتاب الكثيريين منا ربما هو خوف مشروع هو من محاولة البعض وخاصة من زمرة السلطة هو القيام بتجيير مثل هذه الاجتماعات الجامعة الى مصلحتها لرفع سقف ما يمكن ان تحققه من مكاسب لها ضمن صفقة القرن وضمن المفاوضات التي يسعى البعض الى إعادتها لانهم ما زالوا يركضون وراء السراب منذ اكثر من ربع قرن. ومن الممكن ايضا ان يستخدموا مثل هذه الاجتماعات لرفع المسؤولية عنهم بالقول بأننا مجتمعين بمعنى الكل لم نتمكن من وقف الهرولة والتطبيع وتحمل الضغوطات التي تمارس علينا وبالتالي هذا سيؤخذ كتبرير لعودتهم للمفاوضات حتى يتم تعين البعض منهم رؤوساء بلديات ربما بعدما أن يعلن الكيان الصهيوني رسميا على مصادرة كل الضفة الغربية وإعلانها جزء من هذا الكيان الغاصب. يحق لنا هذا التخوف بناء على العديد من الممارسات السابقة وهذا ما يجب على المجتمعين اخذ القرارات الجماعية والاليات الملزمة بقطع الطريق على هذا الفريق. 
كاتب وباحث فلسطيني