في مؤتمر صحفي في الدوحة شدد "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أهمية وحدة الشعب الفلسطيني والمصالحة بين حركتي فتح وحماس، معلناً عن الخطوات التي اتخذت لمصلحة فلسطين من خلال خطة الحوار الوطني.
کما تحدث هنية في المؤتمر الصحفي عن أولوية حل المشاكل الداخلية وإعادة بناء المشروع الفلسطيني على أساس التطلعات الفلسطينية.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة في فلسطين، يبدو أن الفصائل الفلسطينية أصبحت مهتمةً أكثر من أي وقت مضى بالحوار مع بعضها البعض، من أجل حل الخلافات وبهدف اتخاذ موقف موحد بشأن خطط الکيان الصهيوني، وهو الأمر الذي تتم متابعته من خلال الحوار الوطني الفلسطيني.
هذا الحوار وبالرغم من أهميته البالغة وکونه خطوةً إيجابيةً نحو تحقيق التطلعات الفلسطينية، إلا أنه يواجه أيضًا تحديات في التوصل إلى اتفاق مناسب.
أهمية الحوار الوطني الفلسطيني
لخطة الحوار الوطني الفلسطيني ثلاثة محاور رئيسة هي: 1. الأساس الوطني 2. إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية 3. تحديد استراتيجية النضال.
وبناءً على ذلك، وبالنظر إلى الطبيعة المهمة للمحاور الثلاثة، فإن التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية في كل من هذه المحاور الثلاثة له أهمية كبيرة.
التطورات الأخيرة، التي وضعت القضية الفلسطينية في ظروف خطيرة بسبب الخطط الاحتلالية واسعة النطاق للکيان الصهيوني، والتي عرضت القضية الفلسطينية للخطر، تجعل الحاجة إلى اتفاق على المحاور الثلاثة أكثر إلحاحاً، وهذا الأمر يزيد من أهمية الحوار الوطني الفلسطيني.
في هذه الأثناء، فإن تحقيق استراتيجية موحدة للنضال بين الفصائل الفلسطينية له أهمية مضاعفة، لأن عدم وجود استراتيجية موحدة ومنسقة للنضال بين الفصائل الفلسطينية، جعلها تخفق في تحقيق النتائج المرجوة، وبالإضافة إلى ذلك فقد استغل الکيان الصهيوني بشکل كامل عدم وجود تنسيق نضالي بين الفصائل الفلسطينية.
تحديات خطة الحوار الوطني
يبدو أن المحاور الرئيسة لخطة الحوار الوطني، هي المحوران الثاني والثالث، اللذان يؤثران بشكل واضح على بعضهما البعض. وفي الواقع، إن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والتي يتعلق جزء منها بحسب إسماعيل هنية بموقف المنظمة تجاه اتفاقات أوسلو، لها تأثير خاص على الاستراتيجية النضالية.
لقد طالب هنية بأن تتجنب منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بالکيان الصهيوني والتعاون معه، الأمر الذي سيؤثر بشكل واضح على تبني الفصائل الفلسطينية لاستراتيجية موحدة، لأنه إذا نجحت حماس في إقناع منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بعدم قبول اتفاق أوسلو، فمن الممكن الوصول إلى استراتيجية عسكرية مشتركة بين الفصائل الفلسطينية ضد الکيان الصهيوني، وإلا سيكون من المستحيل تقريبًا تحقيق استراتيجية قتالية موحدة، سواء في الميدان العسكري أم الدبلوماسي.
من ناحية أخرى، فإن أي اتفاقٍ بين الفصائل الفلسطينية يؤدي إلى بُعد عسكري أقوى للنضال الفلسطيني ضد الکيان الصهيوني، سيقوّض في حد ذاته التزام منظمة التحرير الفلسطينية باتفاقيات أوسلو. ولذلك، يبدو أن قلب خطة الحوار الوطني الفلسطيني هو المحور الثاني والثالث، اللذان يتضمنان اتفاقات أوسلو ورؤية الفصائل الفلسطينية تجاهها.
من بعد آخر، فإن استراتيجية إقامة العلاقات مع الجميع والتي طرحها هنية، تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق، والأهم من ذلك اتخاذ خطوات في هذا الصدد، وذلك بسبب الانخراط المباشر للجهات الفاعلة المعنية بالقضية الفلسطينية في بعض الملفات الإقليمية.
الآفاق الواضحة للحوار الوطني الفلسطيني
هذا الجزء من تصريحات هنية التي أکد فيها "أننا نجحنا بموقفنا الموحد ضد خطة الضم"، يظهر أن مشروع الحوار الوطني الفلسطيني، وبالرغم من مواجهة تحديات كبيرة في طريقه، وبالنظر إلى الوضع الحالي في فلسطين ونجاعة الموقف الموحد للفصائل الفلسطينية تجاه خطة الضم، يظهر أيضاً نافذة أمل للتوصل إلى اتفاق.
إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية، تزداد عندما نر