القدس/المنـار/ بين القاهرة ورام الله توتر في العلاقات ولا اتصالات أو تحركات لتبديد هذا التوتر، ولا تعود أسباب هذا التوتر الى انشغال القيادة المصرية بالمسألتين الليبية، وسد النهضة على نهر النيل، أو تداعيات جائحة كورونا وتعثر التطور الاقتصادي، فالاتصالات على سبيل المثال بين القاهرة وكل من أبوظبي والرياض لا تنقطع، والمشاورات بين هذا الاطراف مستمرة، وتكاد تكون مواقفها من ملفات المنطقة متطابقة، وهناك دعم مصري غير محدود للسياسات الخليجية حتى في عدوانها الاجرامي على الشعب اليمني.
التوتر في العلاقات المصرية الفلسطينية لم يسارع أي من الجانبين العمل على انهائه، خاصة وأن المرحلة الراهنة تفرض منهما انهاء اسباب التوتر أو الجمود، ويبدو أن كلا من رام الله والقاهرة تدرك أن الوقت قد فات والمواقف ازاء بعض التطورات والقضايا قد اتخذ ولا مجال للتعديل أو التغيير خاصة فيما يتعلق بالمخططات العدائية الأمريكية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ولأن القاهرة قد تساوقت مع الموقف الاماراتي السعودي، ادانة خجولة لا أكثر.
دوائر متابعة كشفت لـ (المنـار) أن القيادة الفلسطينية عاتبة على مصر، وفوجئت من مواقف القاهرة ازاء ما تطرحه واشنطن بخصوص ضم اسرائيل لأراض في الضفة الغربية، مواقف لا تليق بالموقف المصري المعروف تاريخيا دعمه للشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته، بحيث تتكامل هذه المواقف مع دول خليجية وبالتالي تشجع هذه الدول على مواصلة هذه السياسات، وفي مقدمتها، التعهد بتمرير مخططات وبنود صفقة القرن في الساحة الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، من الحصار الى الابتزاز وحتى التهديد.
وليس هناك في الافق ما يشير الى اتصالات بين الجانبين الفلسطيني والمصري لرأب الصدع في العلاقات، وتبديد التوتر الذي يخيم عليها، ولا تحاول القيادة الفلسطينية الوقوف عند هذا الجمود، وكأنها أدركت بأن ذريعة الانشغال المصري تخفي في طياتها موقف مصري غير رافض لصفقة القرن، وانما يرى فيها منطلقا لعودة المفاوضات بين اسرائيل والجانب الفلسطيني، وأساسا صالحا لاستئنافها، بمعنى أوضح، فان القاهرة وحلفاءها من العواصم الخارجية، تنتظر أن تعلن القيادة الفلسطينية، عدم رفضها لدعوات استئناف المفاوضات التي تطلقها جهات عربية ودولية وبدون اشتراطات.
الدوائر المتابعة تفيد بأن "الابتعاد المصري" عن اتخاذ موقف واضح وصريح من التحركات الامريكية الاسرائيلية فيما يتعلق بمخططات الضم، يفتح شهية الامارات والسعودية مستقبلا لحصار متعدد الاشكال للفلسطينيين، من وقف للدعم المالي السعودي اليسير والتهديد بترحيل العاملين الفلسطينيين في البلدين، وهو نفس التهديد الذي تتعرض له الاردن منذ أن طرحت صفقة القرن.