2024-11-30 06:43 م

اميركا تحكمنا!!

2020-07-11
بقلم: نبيه البرجي
كلنا عالقون في الهواء. نحن الذين تحت وهم الذين فوق. في أي لحظة قد نسقط ونتحول الى حطام. لندع أولياء أمرنا يحكمون الحطام...

حين سقط النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا، قال فاكلاف هافل «لقد استفقنا لنرى الفيلة وقد تحولت الى أرانب». كل ما تناهى الينا في الأشهر الأخيرة، في الأسابيع الأخيرة، في الأيام الأخيرة، يثبت أن نجوم الطبقة السياسية مصابون بالقصور في الرؤية، وفي الخيال، وفي المسؤولية. لا يمتلكون أي تصور للحل.

ضحالتهم أثارت لدينا الذهول، وهم يحاولون خداعنا بالسيناريوات المبرمجة. لا يعلمون أن نهايتنا تعني نهايتهم. كيف لهم ان يمتطوا ظهورنا، أو أرواحنا، اذا ما كنا جثثاً مبعثرة على الأرصفة أو بين القبور ؟

استعدنا كلام دومينيك دو فيلبان، في مقابلة أجريناها معه، حول «التوتاليتاريات العمياء في الشرق الأوسط». رئيس الوزراء الفرنسي السابق والذي أبعده الأميركيون عن الاليزيه، لاحظ أن الأوثان التي تصنع من الصخور لا تبقى مكانها أذا ما هب الاعصار. عندنا تبقى الأوثان مكانها...

لا أحد من الذين أوغلوا في الفساد قال «أنا أخطأت، وأنا استقيل، وأضع نفسي أمام القضاء». كل هؤلاء الذين ترونهم في الأعالي مثواهم وراء القضبان.

حتماً ليسوا برجال دولة. اسكتشات، خزعبلات، تركيبات، سياسية، وطائفية، للتضليل، وللضحك على اللحى. لا أحد منهم قدم للبلاد مشروعاً استراتيجياً يليق بدولة في زمننا الراهن. شيوخ قبائل (ام غربان؟) بالمواكب الملكية. الدولة كما بوسطات أيام زمان «سيري فعين الله ترعاك» !

كل العالم ينظر الينا بازدراء (ناهيك عن اللااكتراث). ادارة دوناد ترامب لم تجد وصياً علينا أكثر تفاهة، وأكثر ضحالة، وأكثر يهودية، من ديفيد شينكر لكي يمسك بالملف اللبناني. بالرغم من كل هذا لديه مخبرون من رتبة رئيس جمهورية، ورئيس حكومة، ووزراء ونواب ورؤساء أحزاب.

كل هؤلاء في خدمة ديفيد شينكر مثلما كانوا في خدمة غازي كنعان ورستم غزالي. ربما مثلما كانوا في خدمة الجنرال غورو والجنرال كاترو. عندنا سادة التبعية، والزبائنية، والانتهازية.

شخصية عراقية (شيعية) بارزة، وقد بقيت خارج جاذبية السلطة، وخارج موبقات السلطة، اتصلت بنا «أحوالنا من أحوالكم، وأحوالكم من أحوالنا. كل مفاتيح المنطقة بيد أميركا. وكلنا يلعب، بشكل أو بآخر، لحساب أميركا. خذ اليمن مثالاً. كل شيء هناك تحت المظلة الأميركية، وكل الأطراف تراقص الركام، وتستنزف على نحو مريع».

هكذا يلعب الأميركيون بالمصريين والأتراك فوق الأرض الليبية. وهكذا يتبادلون القهقهات وهم يلاحظون ما تفعله قناة الجزيرة بقصر اليمامة، وهكذا يبرمجون رجب طيب اردوغان ليرقص التانغو مع الأكراد، ومع الاسرائيليين، في سوريا.

الشخصية العراقية قالت «الأميركيون لا الايرانيون هم من يحكمون العراق. الايرانيون الذي لا نشك في دورهم الحيلولة دون بغداد والسقوط بين يدي أبي بكر البغدادي لا يقيمون علاقات الا مع الأحزاب الدينية.

لاحـظت «أن هـذه الأحزاب، بالقـيادات البائسة، شاركت في الخراب العام. شعارات، وطقوس. كل ما جناه الشيعة بعد صدام حسين المواكب الحسينية، والسمعة السيئة».

صدمتنا بالقول ان العراق الآن «فردوس الموساد. الاستخبارات الاسرائيلية في كل الأرجاء، وصولاً الى المنطقة الخضراء، وحتى الى القصر الجمهوري. لا ندري لماذا هذا الانتـشار المريع. لنـسأل أميركا التي تسيطر علينا مثلما تسـيطر على بقـية العـالم. أنـظر الى الـشبكة العنكبوتية التي باتت، مثل الهواء، ضرورة حياة، وانظر الى العملة الخضراء التي لولاها لما نجد رغيف الخبز»

ماذا عن لبنان؟ «يا صاحبي، أيضاً أميركا تحكم لبنان. كل ما يقال غير ذلك كلام بكلام. ما لنا ولكم سوى أن ندعو الله عز وجل لكي يزيل أميركا و... يزيلنا» !!

الديـــــار اللبنانية