2024-11-25 03:21 م

الارتداد على العمل العربي الموحد بفتح القنوات السرية الخلفية

2020-07-08
القدس/المنـار/ لا بد من الاعتراف أن القيادة الفلسطينية فشلت في صيانة الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، فمنذ أوسلو اتجه الفلسطيني للتفاوض، وأخفى عن الجانب العربي الكثير، وهو الذي فقد قوة التأثير التي تصل حد التخويف في التعاطي مع أنظمة لم تجرؤ يوما على التعاطي مع اسرائيل.
قوة التأثير فقدها الجانب الفلسطيني منذ بداية طرح التسويات معتقدا أن الموقف العربي الداعم والحريص، هو مؤكد لا يتزحزح و "طابو"، هذا دفع اسرائيل الى استغلال وسائل عديدة ومنها التواصل الاجتماعي لاستعداء الأنظمة على ايران وتخويفها من طهران ونسجت معها الخيوط والتفاهمات وأدخلت العديد من الأنظمة في حظيرة التطبيع.
الجانب الفلسطيني أهمل العلاقة والتنسيق مع العديد من الدول العربية، ولجأ الى اوروبا صفحة بيضاء وأوكل اليها تزعم جانب الدعم والاسناد، فغابت القضية الفلسطينية عن الوعي العربي، وهي اليوم قد تلاشت تماما عن الاجندة العربية.
الفلسطينيون تمسكوا على امتداد سنوات طويلة بما يطرح من مبادرات سياسية وصولا الى حل الدولتين، و "تمسمرت" حوله.. وأصبح في خبر كان، ومنذ سنوات وهناك من نصح وطالب القيادة الفلسطينية بالاعلان عن فشل حل الدولتين والتمسك بحل الدولة الواحدة، لكن القيادة كعادتها أبقت نفسها في "دائرة الانتظار"، آملة أن يأتي الفرج على يد أمريكا.
ويقول متابعون، أن أول من ارتد على العمل العربي الموحد هو الفلسطيني نفسه، عندما اعتمد القنوات السرية الخلفية، وتاه في دهاليزها، وهو الذي كسر وحدة المسارات ومضى في مسار وحيدا، فكان الاستفراد به سهلا.
والفلسطيني، ونقصد هنا القيادة، خسر دعم العديد من الدول وتحديدا في أوروبا الشرقية، وداخل امريكا الجنوبية وفي القارة الافريقية، وتراجعت القيادة أمام الاختراق الاسرائيلي لهذه الساحات، دون أن يجري أي تقييم، أو أن تتم مساءلة.
حتى على صعيد الوضع الداخلي كان الفشل ذريعا، رغم كل الادعاءات، فشل في الاداء وبناء كيان خال من التجاوزات السلبية والاحتكار والتفرد والاقصاء، كيان يؤسس لدولة حقيقية، وكان واضحا تفضيل مسار جمع المال على تحرير الأرض، والدلائل والشواهد على ذلك كثيرة.
لقد فشل ملف التسوية الذي اعتمدناه وتشبثنا به وبالتالي، وبكل جرأة بعيدا عن المراوغة، هناك ضرورة توجب اعلان موت حل الدولتين، والبحث عن خيارات اخرى.