2024-11-25 04:27 م

أسرار جديدة في جريمة مقتل خاشقجي

2020-07-06
ذكرت صحيفة تركية، تحت عنوان "أسرار جديدة في جريمة مقتل خاشقجي"، أن تهديدات وصلت إليه مباشرة قبل مقتله بستة أشهر، من سعود القحطاني المستشار الإعلامي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

تهديد قبل 6 أشهر من اغتياله.. ما علاقة صلاح؟

وقالت صحيفة "صباح" في تقرير مطول ترجمته "عربي21": "ارتبك خاشقجي الذي سيكون الهدف في جريمة القتل الأكثر وحشية في التاريخ، والأولى من نوعها، بعد أن رأى مرسل الرسالة التي وصلته على الواتسأب قبل ستة أشهر من مقتله، أن المرسل هو سعود القحطاني الذي عمل كوزير البروبوغندا الإعلامية لنظام محمد بن سلمان".

وأشارت إلى أن رسالة القحطاني كانت كالآتي: "إذا وصلت الكتابة والحديث بهذا الشكل، فسيفقد نجلك صلاح عمله في دبي".

وأضافت الصحيفة: "كان ذلك في نيسان/ أبريل، وقام خاشجقي الذي كان من المفترض أن يبلغ سن الـ60 في تشرين الأول/ أكتوبر، وقتل في الشهر ذاته، بالتقليل من انتقاده للنظام السعودي بعد التهديد الذي تلقاه بنجله صلاح".

وأشارت إلى أن خاشقجي الذي استشاط غضبا، قال لأحد أصدقائه المقربين: "كم هؤلاء الناس سيئون.. هل يمكن أن يصبحوا أسوأ من ذلك؟".

ولفتت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من ذلك، فقد قامت إدارة الإمارات الشريك السياسي لمحمد بن سلمان، بطرد صلاح خاشقجي من عمله.
هذا ما قاله ابن سلمان لصحفيي واشنطن بوست

وكشفت الصحيفة، أنه قبل شهر من تهديد القحطاني للصحفي جمال خاشقجي، حدث أمر مهم في الولايات المتحدة، فقد زار ابن سلمان صحيفة "واشنطن بوست" في زيارته للعاصمة الأمريكية في 19 آذار/ مارس 2018، والتقى بالصحفيين.

وأوضحت أن خاشقجي في ذلك اليوم لم يكن بالصحيفة، ولكن الصحفيين سألوا ابن سلمان بعض الأسئلة المهمة حول حرب اليمن التي تدخلت فيها السعودية عبر الوكلاء.

ولفتت إلى أن ابن سلمان الذي أجاب عن الأسئلة وكأنه غير ملم بالأمر، عند خروجه، قال إن هذه الأسئلة المحددة والخاصة لا يمكن أن توجه إلا من خلال معلومات قدمها شخص من الداخل، ويقصد هنا خاشقجي.

وأضافت، أن هذه الحادثة هي أسرار جريمة قتل خاشقجي، موضحة أنه في ذلك اليوم تقرر كسر قلم الضحية.

وأشارت الصحيفة إلى أن لائحة الاتهام بحق 20 متهما بجريمة مقتل خاشقجي، والتي تتكون من 117 صفحة، تم إعدادها من قبل وكلاء النيابة العامة بإسطنبول، والانتهاء منها في 24 آذار/ مارس 2020.

 

تفاصيل مهام المجموعات


وهي تؤكد أن جريمة قتل خاشقجي والتخلص من جثته، تما بشكل متعمد وبإصرار وبشكل وحشي.

وأضافت أنه وفقا للائحة الاتهام المقدمة لمحكمة العقوبات المشددة 11 بإسطنبول، أن العميد منصور عثمان أبو حسين هو العقل المدبر لفريق اغتيال خاشقجي، وقام بتقسيمه لثلاث مجموعات، الأولى استخباراتية والثانية للدعم اللوجستي والثالثة للتفاوض، ومفهوم "الاستخبارات" هنا، هو جمع المعلومات اللازمة للعملية الوحشية، أما المقصود بفريق "اللوجستيات" هنا فهو المعنيب إدخال الأدوات اللازمة بما فيها منشار تقطيع الجثة والتخلص منها.

وأشارت إلى أن فريق التفاوض، مهمته فقط محاولة إقناع خاشقجي بالعودة إلى الرياض من القنصلية العامة في إسطنبول، وقتله على الفور إذا لم يتمكنوا من ذلك.
محكمة السعودية شبه مسرحية

وأكدت الصحيفة، أهمية محاكمة جميع المشتبه بهم غيابيا في إسطنبول، لأن المحاكمة التي كانت في السعودية وانتهت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم تكن سوى شبه مسرحية، لم يقتنع بها العالم، وخاصة بعد تبرئة العسيري والقحطاني، والذين يعملون تحت إمرة محمد بن سلمان، ويطبقون كافة تعليماته، بزعم عدم وجود أدلة كافية لإدانتهم بالجريمة.

 

من استمع للتسجيلات؟

ولفتت إلى أن رئيس هيئة الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، استقبل وفدا من استخبارات دولة أخرى في أنقرة، وقام بوضع كافة تسجيلات الجريمة أمامهم.

وأضافت أن هاكان فيدان قال للوفد الأجنبي: "استمعوا للتسجيلات، لقد استمعت إليها كثيرا، عندما تنتهون سيتم إبلاغي وآتي إليكم"، مشيرة إلى أن رئيس الاستخبارات التركي، أراد إيصال رسالة عن وحشية وحجم الجريمة.

وذكرت الصحيفة، أن أول من استمع للتسجيلات الصوتية هو رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، جينا هاسبل، والوفد المرافق معها، وبعدها رؤساء أجهزة المخابرات السعودية الداخلية والخارجية، ومن ثم رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني، والإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي، ورئيس ومدراء مصلحة الاستخبارات الأمنية الكندية، ورئيس مدارس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية.
ونوهت إلى أن هاكان فيدان، كان حريصا وبناء على تعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن يطلع كافة وكالة الاستخبارات الأجنبية على التسجيلات الصوتية دولة تلو الأخرى.

 

الوفد الأمريكي تأثر بعد سماعه للتسجيلات

ولفتت الصحيفة، إلى أن رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل، استمعت بشكل مطول للتسجيلات الصوتية، وخاصة لحديث مدير الطب الشرعي صلاح الطبيقي، الذي قال: "أعرف كيف أقطع الجثث وعملت كثيرا على ذلك، ولكن لم يسبق لي مع جسد دافئ ولكن يمكنني التعامل معه بسهولة".

وفي التسجيلات التي استمعت إليها هاسبل، تابع الطبيقي: "عندما أقطع الجثث، أضع سماعاتي وأستمع للموسيقا، وأشرب القهوة والسجائر (..)، جمال خاشقجي طويل القامة، حوالي 1.80 متر، أستطيع فصل مفاصله بسهولة ولكن أحتاج لوقت".

وأضاف: "عادة يتم قطع الحيوان المذبوح إلى قطع وهو معلق على حبل المشنقة، ولم أفعلها بحياتي على الأرض، عندما أنتهي من التقطيع ضعوا القطع في أكياس وأخرجوها".

ولفتت الصحيفة، إلى أن الوفد الأمريكي تأثر كثيرا بالتسجيلات الصوتية، وأيقن تماما أن جريمة القتل كان مخطط لها مسبقا من الرياض.

وأكدت هاسبل لهاكان فيدان، أن "الحصول على أدلة الجريمة بهذا الشكل، كيفما كانت الطريقة يعد نجاحا استخباراتيا هاما، ونادرا في التاريخ".
وأشارت الصحيفة، إلى إفادة ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، والتي لفت فيها إلى ما دار بينه وبين خاشقجي، بشأن ملاحقة النظام السعودي للمعارضين حتى الصامتين منهم، بدول عدة.

وشددت الصحيفة، على أن السلطات التركية، أعطت درسا لنظام محمد بن سلمان، بسبب الجريمة التي حصلت بإسطنبول، بما فيه الكفاية، مؤكدة أن جلسات المحاكمة التي بدأت قبل أيام سيتواصل عقدها.
(عربي21)