2024-11-25 08:05 م

إتصالات أمريكية اسرائيلية بعواصم عربية لاعادة الفلسطينيين الى المفاوضات

2020-06-26
القدس/المنـار/ تصريحات علنية واتصالات ولقاءات سرية تشهدها المنطقة لدفع القيادة الفلسطينية الى استئناف المفاوضات مع اسرائيل على قاعدة بنود صفقة القرن، بعد الاتفاق على ضم تدريجي لأراض فلسطينية حسب ما تضمنته الصفقة.
من هذه التصريحات ما صدر عن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي بيني غانتس من استعداده للقاء الرئيس محمود عباس فورا، وغانتس يرى أن فرض السيادة على أراض فلسطينية مرة واحدة أو تدريجيا يكسر الجمود السياسي، في ذات الوقت أعلن مسؤولون أمريكيون بأن صفقة القرن ستؤدي في النهاية الى اقامة دولة فلسطينية، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعث برسالة الى الرئيس الفلسطيني "ينصحه" باستئناف المفاوضات مع اسرائيل، حيث هناك كما يرى بنود ايجابية في صفقة القرن.
وفي الساعات الأخيرة التقى رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين بالملك الاردني عبدالله الثاني في عمان، وسلمه رسالة من رئيس الوزراء الاسرائيلي يبدو أنها ستفتح باب عقد لقاء بين الملك الاردني ونتنياهو، وتغلق باب امكانية قيام غانتس بزيارة الى عمان.
المشيختان القطرية والاماراتية والمملكة الوهابية السعودية أوفدت موفدين وبعثت برسائل الى رئيس الوزراء الاسرائيلي تؤكد دعمها لاستئناف التفاوض بين اسرائيل والقيادة الفلسطينية، واستعدادها لتنفيذ الأدوار والتي تضطلع بها في عملية تمرير مخطط الضم وباقي بنود صفة القرن، وتوسلت هذه الدول حرصا على عدم حدوث ردود فعل في ساحاتها بأن يتم الضم تدريجيا، وليس مرة واحدة.
وفي واشنطن، يناقش الرئيس الأمريكي مع مستشاريه سيناريو اخراج عملية الضم الى حيز التنفيذ، واغراء القيادة الفلسطينية بعبارات خداع وتصريحات تطمين ووعود فارغة، لدفعها الى الصمت والعودة الى طاولة التفاوض.
وفي السياق ذاته، تتلقى القيادة الفلسطينية المزيد من رسائل النصح والتهديد، ومطالبتها بالتوقف عن أية ردود فعل، قد تلهب شوارع المنطقة بما يعرقل تنفيذ سياساتها في الاقليم واشغالها عن تحقيق مصالحها، وهناك البعض في الساحة الفلسطينية وبشكل خاص داخل دوائر صنع القرار، الملتزمون بتمرير أجندات خارجية يدفع القيادة الى مواصلة الانتظار ودراسة ما يطلب منها، والتعاطي مع "الجانب الايجابي" في تصريحات قيادات أمريكية واسرائيلية، وما احتوته رسائل "النصح الملغومة" الى درجة أن هناك داخل دوائر صنع القرار من يرفع شعار البقاء في دائرة الانتظار الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعل منافس دونالد ترامب الديمقراطي جو بايدن يتصدر النتائج والفوز بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، تماما كالرهان الذي سقط على فوز بيني غانتس الذي روجت له القائمة العربية المشتركة، ورموزها لم يتوقفوا عن الحجيج الى رام الله لنشر نصائحهم، وترويج توقعاتهم.. فكانت خديعة غانتس لهذه القائمة التي أوصلته الى دفة الحكم رئيس وزراء مناوب.
ما تقوم به جهات وأطراف عديدة، هي رمي الكرة صوب الملعب الفلسطيني، وابعاد القيادة عن مواجهة مخطط الضم بجدية وحسم، وتنزلق نحو قاعة المفاوضات، واذا حصل ذلك، ونجحت تلك الجهات في لعبتها، ستكون الطامة الكبرى، حيث يكون الجانب الفلسطيني قد فتح الباب على مصراعيه لتصفية القضية الفلسطينية، وهذات ما تريده وتسعى اليه دول المنطقة في مقدمتها دول الخليج واولئك المرتبطون بخيوط غريبة ومن امتهنوا "المقاولة" لدى الأنظمة والحريصون على تمرير أجنداتها المشبوهة.