مر عامان على تنصيب مايك بومبيو وزيرًا للخارجية الأمريكية بعد ترشيحه من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لشغل المنصب، محل ريكس تيلرسون. لينتقل الرجل صاحب الخلفية الأكاديمية، من جهاز الاستخبارات الأمريكية الذي أعاد هيكلته وخطط تحديثه، إلى مهندس لسياسة بلاده الخارجية.
خلال العامين تجاوزت مهام بومبيو تنفيذ سياسات ترامب الخارجية، لما هو أكبر داخليًا وخارجيًا عقب توطد صلاتهما، وذلك بعدما سد فجوة الخلافات التي كانت قائمة بين من سبقوه مع ترامب. وكفلت هذه العلاقة الخاصة احتفاظ الرجل بمنصبه خلافًا لعشرات غيره ممن أزاحهم ترامب من مناصبه، وأطاحهم خارج دوائر صنع القرار.
في التقرير التالي، نحاول تتبع سيرة الرجل وخلفياته السياسية والمهنية التي صعدت به في الأعوام الأربعة الماضية إلى أهم المناصب في دائرة صناعة القرار بواشنطن.
مايك بومبيو.. سيرة رسمية وأخرى بين السطور
مُهندس بخلفية عسكرية، درس في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت، وتخرج فيها على رأس دفعته الدراسية في العام 1986. وهو أيضًا أكاديمي، حائز على درجة الدكتوراة في القانون من جامعة هارفارد، كُبرى جامعات بلاده.
لكن المحطة المهنية الأبرز لبومبيو، عقب مغادرته الأكاديمية العسكرية، كانت انخراطه في الأعمال التجارية عبر تأسيسه لشركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية في ويتشيتا في ولاية كنساس.
أما سيرته السياسية، فتميزت برحلة صعود سريعة داخل الحزب الجمهوري، المنتمي له تنظيميًا وفكريًا، ليصبح عضوًا بمجلس الشيوخ، ثم مراقبًا بلجنة الاستخبارات، التي منحته امتياز الاطلاع على أدق أسرار البلاد. المحطة الأبرز لمايك بومبيو والتي سلطت الأضواء عليه، كانت عندما اختارته اللجنة الخاصة التي شكلها الجمهوريون للتحقيق في الهجوم الذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية عام 2012. إلى أن أتت النقطة الفاصلة في رحلة صعوده خلال عهد ترامب، إذ جرى تعيينه مديرًا لجهاز الاستخبارات الأمريكي، ثم وزيرًا لخارجية بلاده.
ترسم السيرة الأكاديمية والسياسية السابقة صورة عامة لسياسي أمريكي، مثل عشرات الآخرين الذين تشابهت خلفياتهم معه؛ لكن لم يتهيأ لأي منهم صعود سريع كهذا، أو حتى فرصة الحفاظ على مناصبهم بعيدًا عن الإقالة والفصل غير المسبب، وهو ما انتهى به حال الكثيرين من أعوان ترامب.
رحلة تتبع خلفيات كُل محطة تنقل خلالها بومبيو، قد تضع تفسيرًا لصعوده السريع وتكشف أوجه غائبة لمهندس سياسات واشنطن الخارجية الحائز على تأييد ترامب، وأحد القلائل الباقين معه بعدما غادر العشرات قبله البيت الأبيض.
تردد بومبيو – الشاب الذي ينتمي لأسرة إيطالية هاجرت لأمريكا في بداية القرن العشرين – على الكنيسة الإنجيلية بولاية كنساس، والتي أصبحت حصن هذه الأسرة أمام أي سوء أو ضرر يلحق بها في البلد الجديد، ثم لم يلبث أن أصبح خادم الكنيسة المشيخية (شمّاس) في إيستمنستر، بين عامي 2007 و2009، أي قبل عامين من انتخابه عضوًا بالكونجرس.
ظلت الكنيسة محورًا رئيسًا في حياة بومبيو، تتابع أخباره، ويتصل بها الأخير طلبًا للدعم والصلاة من أجله، كما فعلت زوجته سوزان، العضوة هي الأخرى في الكنيسة نفسها، عند ترشيحه وزيرًا للخارجية الأمريكية، فراسلت قس الكنيسة، تطلب منه «الصلاة من أجل زوجها في هذا الوقت المهم للغاية والمرهق».
أثر ارتباط بومبيو بالكنيسة امتد لافكار الرجل العدائية تجاه الإسلام والمُسلمين وقضايا أخرى، مثل زواج المثليين الذي عارضها من وازع ديني. فهذه القضايا كانت محل نقاش موسع في جلسة ترشحه 12 أبريل (نيسان) عام 2018، لمنصب وزير الخارجية بالكونجرس، وواجه بسبب معتقداته تجاه المسلمين، وقضية زواج المثليين، وبرنامج الاستجواب بوكالة المخابرات المركزية، معارضة واسعة.
دافع بومبيو في هذه الجلسة عن توجهاته، متحايلًا على الانتقادات، قائلًا: «لقد سمعت هذه الانتقادات؛ بينما الحقيقة أنني عملت عن كثب مع القادة المسلمين والدول الإسلامية. لقد أنقذت وكالة المخابرات المركزية آلافًا لا تحصى من أرواح المسلمين خلال الأشهر الخمسة عشر التي أمضيتها». وعما إذا كان كان يعتقد أن ممارسة الجنس المثلي هو انحراف، أجاب بعد تأكيده أنه لا يعتقد أنه من المناسب أن يتزوج المثليون، قائلًا: «احترامي لكل فرد بغض النظر عن ميولهم الجنسية».
غير أن دعم ترامب والبيت الأبيض والجمهوريين أنقذ بومبيو من هذه الاعتراضات من جانب الديمقراطيين، ونال الموافقة على ترشيحه وزيرًا للخارجية الأمريكية.
لكن «كيف بجح بومبيو في كسب ثقة ترامب لاختياره لهذا المنصب؟» يمكن القول إن نجاح بومبيو بوصفه عضوًا بلجنة الاستخبارات في الكونجرس في صناعة اسم لنفسه باعتباره داعِيًا للأيديولوجية المحافظة المتشددة ومؤيدًا لنظريات المؤامرة، إلى جانب هجومه اللاذع على وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في سياق تحقيق الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، كانت سببًا في ميل ترامب له، ورفعت شأنه لدى الأخير، بينما أثار هذا الاختيار شكوكًا كبيرًا في ظل قدرات وخلفية الرجل التي خالفت أسس اختيار هذا المنصب في العقود الماضية.
وجدير بالذكر أن نتائج هذا التحقيق المكون من 800 صفحة حول مقتل ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين في بنغازي؛ برأ كلينتون ولم يجد «دليلًا جديدًا يستنتج أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في ذلك الوقت، كانت مذنبة في الوفيات».
ظلّ ترامب.. هكذا شق مايك بومبيو طريقه!
كانت المحطة الأبرز في مسيرة بومبيو داخل دوائر السلطة هي اختياره من جانب ترامب لمنصب مدير جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية، وترقيته من عضو في لجنة الاستخبارات بالكونجرس لمدير أهم جهاز استخباراتي في العالم، آملًا بهذا الاختيار أن ينهي الخلافات داخل الجهاز، ويحد من الاعتراضات على سياسته في الحكم، ويحجم التسريبات حول أداء الرئيس وكواليس البيت الأبيض.
أيقن بومبيو أن حيازة ثقة ترامب ستمضي به إلى ما هو أبعد من طموحاته، وتسابق على إثبات الولاء له عبر تقديم الموجزات الأمنية اليومية للرئيس، الذي ينفر منه كُل رجال البيت الأبيض ممن تسابقوا على تقديم الاستقالات.
في هذه التقارير اليومية، التي كان ينقلها بنفسه للبيت الأبيض الذي كان يقضي فيه ساعات طويلة، تكيف بومبيو مع نفور الرئيس من قراءة التقارير الطويلة عبر تحضير المعلومات الاستخباراتية في رسوم بيانية مبسطة حول المخاطر والتهديدات الدولية، والأهم أنه طابق لهجة تصريحات السياسة الخارجية لترامب. فكما يقول بومبيو «كي تكون وكالة الاستخبارات المركزية ناجحة، يجب أن تكون هجومية وقاسية وأن تعمل بدون رحمة وبلا هوادة».
أعاد بومبيو هيكلة جهاز الاستخبارات على خلاف أسلافه، بهيئة «تتوافق مع صورته وأفكاره» هو ورئيسه، متخليًا عن فكرة التنوع التي اتسم بها محللو الاستخبارات؛ ليصير «رجلًا مكروهًا» داخل «سي إي إيه»، يحاول العاملون الإطاحة به أو نقله لمنصب آخر خلافًا لهذا المنصب. لكن هذا الجانب ليس الوحيد الذي سلكه بومبيو لكسب ثقة ترامب، إذ شكل تشابه رؤية كلا الرجلين للدين عاملًا أساسيًا في التقريب بينهما وتوطيد الصلات التي انعكست على سياستهما الداخلية والخارجية.
فكما يرفع ترامب الإنجيل أمام متظاهري البيت الأبيض، ويدعو لفتح الكنائس لمواجهة أزماته؛ يسير بومبيو هو الآخر، على الخط ذاته، مستدعيًا الله في كُل نقاش سياسي. ويتذكر – بحسب تعبيره – وهو داخل غرف الاجتماعات وجلسات الاستخبارات بالكونجرس أن الله يراه وجالس معه في الغرفة، ويستدعي اللاهوت الإنجيلي كقوة محفزة. فالمسيحي الإنجيلي الذي يحتفظ بكتاب مُقدس مفتوح على مكتبه، ليذكّره كما يقول «بالله وكلمته، وبالحقيقة»، ينطلق في رسم خطوط سياسة بلاده الخارجية من هذا المنطلق.
مايك بومبيو الذي شرح خلال خطبته في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي تحولت لعظة، أنه جاء إلى المنطقة «مسيحي إنجيلي»، مطالبًا أن نعود إلى «الحقيقة»؛ التي يُخبرنا أنّها «حقيقة لا يتم الحديث عنها كثيرًا في هذا الجزء من العالم»، مذكرًا بأن «أمريكا هي قوة للخير في الشرق الأوسط»، وبأن عدم الاعتراف بهذه الحقيقة يعَد «خيارًا سيئًا». ويترتّب على هذه الخيارات (السيئة) «نتائج بالنسبة إلى الدول والملايين من البشر». فـ«من أجل سلامتنا ورخائنا الاقتصادي» علينا الاعتراف بـ«الخير الفطري» لأمريكا.
و«معركة الخير ضد الشر» التي يرفعها بومبيو هدفًا لكافة مهامه الداخلية والخارجية هي بالنسبة له «صراع لا نهاية له، حتى القيامة. وينبغي على الجميع أن يكون جزءًا من هذه المعركة»، التي يستدعي أولًا لحسمها تجمع يهود العالم في «إسرائيل الكبرى».
بحسب ستان فان دِن بيرج، من رعاة كنيسة ويتشيتا التي يتبعها مايك بومبيو، فالأخير «يعرف جيدًا كيف يطابق إيمانه مع معتقداته السياسية، وواجباته التي يضطلع بها كوزيرٍ للخارجية»، موضحًا أنه «يكفي القول إنه رجل مخلص، نزيه، لديه قلب عطوف، متواضع وحكيم».
ومن هذا المنطلق يستطيع المُتابع فهم أسباب تحول سياسة واشنطن خلال ولاية بومبيو، عبر إيلاء قضيتين هما الصراع العربي – الإسرائيلي والحرب ضد إيران، وغض النظر عن قضايا حقوق الإنسان أو الصراعات القائمة في الشرق الأوسط.
في القضية الأولى، شرع بومبيو في الدفع بتغييرات كان أبرزها اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، والإعلان عن خطة صفقة القرن. فخطوة نقل السفارة عززت من صورة ترامب وبومبيو لدى الإنجليين، كما لو كان ملك فارس الذي ساهم – بحسب اعتقادهم – في إنقاذ اليهود من السَبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد.
ولهذا السبب كان أول من سار على شاكلة الإدارة الأمريكية في التعهد بنقل مقار سفاراتهم للقدس، هما رئيس جواتيمالا جيمي موراليس، والرئيس البرازيلي جايير بولسُنارو، الزعماء الإنجليين أيضًا، والذي لعب بومبيو دورًا في تعزيز الروابط معهما.
أما القضية الثانية وهي المواجهة مع إيران، ونَقض المقاربة التي أنتهجتها إدارة أوباما تجاه المنطقة وطهران، فلا تنفصل عن خلفية بومبيو وترامب الإنجيلية، فكلاهما يعتبر أن إيران «دولة غير طبيعية»، رفع الله من مناصبه هو وترامب لزوالها.
وكشف مايك بومبيو هذه الدوافع في مقابلة مع شبكة الإذاعة المسيحية خلال زيارة رفيعة المستوى إلى إسرائيل، قائلًا: إن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون هدية من الرب لإنقاذ اليهود من إيران»، مضيفًا أن «إيمانه يجعله يصدق ذلك». وذهب أبعد من ذلك حين قال في هذا الصدد «أعتقد أن الرب يعمل هنا».
ولهذه الأسباب نجد قضية إيران مركزية وأولوية في سياسة واشنطن الخارجية، وذلك بعد تخلي الأخيرة عن إستراتيجية أوباما أو حتى من سبقوه في الشرق الأوسط. إذ إن رؤية واشنطن ووساطتها لأي صراع في الشرق الأوسط تنطلق من أهمية الخلاف مع إيران، وأن توحيد طاقة كافة الدول مُقدم على أي خلافات سياسية كما هو الحال في المقاطعة الخليجية.
وحين خلت واشنطن على خط الوساطة؛ كان المُحرك الرئيس لها هو ضرورة تكتل جميع الدول لمُجابهة إيران، بعدما دعتهم لتشكيل «ناتو عربي»، وتأجيل أي خلاف عن هذه المواجهة كأولوية، وتغاضت عن أهداف الإستراتيجية الأمريكية في أهمية وحدة الخليج للأمن القومي الأمريكي، وأن الخلاف يخصم من النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
«أفشل» وزير خارجية.. «ناجح» بمقاييس ترامب
على مدار عامين من شغله منصب وزير الخارجية، اتبع مايك بومبيو إستراتيجية جديدة لبلاده في الشرق الأوسط، جعلته مثار للجدل، وانقسم كثيرون حولها. فالبعض اعتبره «أفشل وزير خارجية» في تاريخ الولايات المتحدة، بينما رآه آخرون – خاصة مؤيديه – الوحيد الذي حقق تقدمًا ملموسًا في القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهم.
الفريق الذي عارض هذه السياسة ورأها انتهت بالبلاد لفشل خارجي، أيد وجهة نظره بسلسلة إخفاقات كما رأها، كان أبرزها الإطاحة بكبار مسؤولي الخارجية الأمريكية لأسباب سياسية، بعيدًا عن التقييم المهني لأدائهم، مثل سفيرة أمريكا في أوكرانيا، والمفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية ستيف لينيك.
كان من بين الإخفاقات التي يعددها الفريق السابق أيضًا، قضية تورط ضابط سعودي ثبتت صلاته بتنظيم القاعدة، في مقتل ثلاثة ضباط أمريكيين في قاعدة عسكرية أمريكية. الأمر الذي رآه هذا الفريق فشلًا استخباراتيًا لبومبيو – الذي كان مديرًا للاستخبارات آنذاك – في كشف الحادثة التي تُعد أول هجوم إرهابي مميت على الأراضي الأمريكية منذ 11 سبتمبر (أيلول)، كان مخططًا له في الخارج.
وكشفت بيانات هاتف الضابط السعودي محمد سعيد الشمراني، أن الأخير «كان له صلات مهمة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية، ليس فقط قبل الهجوم، ولكن قبل وصوله إلى الولايات المتحدة في أغسطس (آب) 2017، للقيام بعملية خاصة».
قائمة الإخفاقات ضمت أيضًا إقامة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، نحو 20 مأدبة عشاء فاخرة في مقر وزارته منذ توليه المنصب على حساب دافعي الضرائب بالولايات المتحدة. ثلث المدعوين كانوا من رجال الأعمال، وثلث من الساسة وأعضاء في الحكومة، و14% من الدبلوماسيين والمسؤولين من الدول الأخرى، والباقي من قطاعي الإعلام والترفيه.
كذلك كشفت المصادر أن هذه الدعوات كانت تهدف لتوسيع قاعدة المتبرعين والداعمين للطموحات السياسية لبومبيو، وتعزيز اتصالاته مع قيادة الحزب الجمهوري استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2024.
يؤيد هذا الفريق تقييمه لبومبيو بأن الأخير أول وزير خارجية يتبني نظريات المؤامرة، التي انكشف فشلها لاحقًا، كحال اتهامه للصين باختلاق فيروس كورونا، قبل أن ترد عليه الاستخبارات الأمريكية بالنفي، ويتراجع لاحقًا عن اتهامه، كما فعل في قضايا عدة.
قضية أخرى تنضم لهذه القائمة، هي إفساح المجال أمام بيع معدات عسكرية بقيمة 8 مليار دولار معظمها للسعودية بعيدًا عن مراجعة الكونجرس للمبيعات. وللأسباب السابقة، يرى الصحافي الأمريكي توماس فريدمان، أنه «أفشل وزير خارجية في تاريخ بلاده»، ويقول أنه «لم يعرف الكثير عن وقت بومبيو كرئيس لوكالة المخابرات المركزية، سوى كونه رجلًا سيئ السمعة، يقضي ساعات طويلة في البيت الأبيض لكسب ثقة ترامب» مؤكدًا: «أعلم أنه كان أسوأ وزير خارجية في التاريخ الأمريكي، دون إنجاز دبلوماسي واحد».
على جانب آخر، يدافع فريق من بعض الجمهوريين عن مايك بومبيو، باعتباره مُنفذًا لسياسة ترامب التي حدت كثيرًا من قدرات إيران الدفاعية وسياساتها الخارجية خصوصًا في العراق، والتي توجها باغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق، فضلًا عن نجاحه في رفع مبيعات بلاده من صفقات السلاح بمليارات الدولارات، والتي تجاوزت حجم المبيعات خلال الإدارات الأمريكية السابقة، كما عمل على تطوير خطة تحديث «سي آي إيه»، ثم صار رئيسه ونفّذ أجزاء من الخطة.
ويدعم هذا الفريق حججه بقضايا أخرى شهدت تطورًا، مثل عقد صفقة سلام مع طالبان انتهت بانسحاب قوات من أفغانستان والعراق، تنفيذًا لأهم وعود ترامب بـ«الخروج من الحروب اللامتناهية في الشرق الأوسط»، إلى جانب استهدافهم لقيادات (داعش)، وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي، ثم الشخص المتوقع لخلافته، إلى جانب تمريره صفقة القرن.
(ساسة بوست)