سادت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة تجاه حكام الإمارات وتحديدا ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بعدما أفادت وسائل منها وكالة “رويترز” وصحف إسرائيلية بأن طائرة تابعة لشركة إماراتية ستصل اليوم إلى مطار “اللد” شرق تل أبيب.
وبحسب ما ذكرته “رويترز” فإن الطائرة ستحمل مساعدات طبية للسلطة لمكافحة كورونا، في حين قال مسؤول فلسطيني إنه لا علم للسلطة الوطنية بوصول طائرة مساعدات إماراتية لها، ونفى تنسيق أي جهة مع السلطة بشأن الرحلة.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدثة باسم شركة الاتحاد للطيران الإماراتية اليوم تأكيد خبر تسيير طائرة شحن إلى إسرائيل محملة بمساعدات للفلسطينيين في مواجهة جائحة كورونا، وأوضحت القناة الحادية عشرة الإسرائيلية أن السلطات الإماراتية نسّقت مع الخارجية الإسرائيلية لوصول الطائرة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الطائرة الإماراتية ستهبط دون إخفاء علاماتها واسمها، بخلاف ما حدث مع الطائرة الإماراتية السابقة التي وصلت تل أبيب يوم 19 مايو الماضي في أول رحلة شحن جوية علنية بين إسرائيل والإمارات، اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية رسمية، وأكدت شركة الاتحاد للطيران أن الطائرة تابعة لها.
من جانبها نفت مصادر حكومية في قطاع غزة، علمها بوصول طائرة إماراتية محملة بمساعدات طبية، كما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولم يتم إبلاغهم بهذا الشأن من أي جهة كانت.
يشار إلى أن السلطة الفلسطينية سبق أن رفضت تسلم المساعدات المحملة في الطائرة الإماراتية الأولى بسبب عدم التنسيق معها، وشدد مصدر في السلطة على رفض الأخيرة أن تكون جسرا للتطبيع بين أطراف عربية وإسرائيل بدعوى المساعدات.
والنظام الحاكم في دولة الإمارات لم يكتف في الدعم الخفي والتعهد بتمويل صفقة القرن، بل ذهب حد المشاركة في مراسم إعلان الصفقة في واشنطن لتأكيد على دوره المعادي لقضية العرب والمسلمين الأولى.
ومنذ سنوات تحشد إسرائيل لتقوية نفوذ ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الإمارات وحلفائه عبد الفتاح السيسي في مصر، ومحمد بن سلمان في السعودية للاستفادة من دعمهم في النيل من القضية الفلسطينية.
وحولت إسرائيل نفسها إلى طرف في النزاعات بين العرب وأنفسهم، إذ أصبح كيد العربي للعربي يتطلب تحسين العلاقة مع تل أبيب، حتى وصلنا إلى مرحلةٍ باتت معها أطرافٌ توقن بأنها انتصارها على عدوها الشقيق مرهونٌ بصداقتها مع العدو التاريخي والتقليدي.
ويتم ترجمة ذلك في أن عواصم العرب وفي مقدمتها أبو ظبي صارت مفتوحةً أمام الإسرائيلي سائحًا وزائرًا رسميًا ومشاركًا رياضيًا وعلميًا، كما لم يكن من قبل.
كانت واشنطن وتل أبيب تدركان جيدًا أن حاجة الحاكم العربي إليهما تفوق حاجته إلى شعبه، أو احتياجه إلى أشقائه، بل بلغ الأمر حدود التحريض العلني من الدول العربية ضد بعضها عند الإدارة الأميركية، وفي ذلك تفوّق وأبدع بن زايد وعبد الفتاح السيسي وبن سلمان.
وظلت الانتهازية غالبةً على تفكير متصدّري المشهد منهم إلى الحدّ الذي لم يكونوا يمانعون معه في التطبيع المستتر، أو التغاضي عن التطبيع الصريح، إعلاميًا وصحافيًا.
في ظل هذا المناخ الرائع، كيف لا تمضي واشنطن وتل أبيب في رسم الخريطة الجديدة، من دون أن يفتح حاكمٌ عربي فمه، معترضًا أو حتى مستفهمًا، ومن دون أن يصدر عن جامعة الدول العربية ما يثبت أن فيها بقايا حياة، أو حياء، ولم تفُح رائحتها جثتها المتحلّلة بعد.
وبفعل سياسات بن زايد والسيسي وبن سلمان يتضح حاليا أنه الدول العربية أصبحت خواتم في أصابع إسرائيل تقلبها كيف تشاء، ويتنافسون في “تثمين” جهود ترامب.
(وطن)