كورونا المستحدث أو وهم الموت، أو الوباء كما أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية، مالئ الدنيا رعباً وشاغل الناس، ليس مجرد فيروس وليست وفياته المعلنة من قبل الدول – بغض النظر عن دقة الإعلان- مجرد وفيات، إنها مرحلة جديدة تسبق ولادة نمط اقتصادي وسياسي جديد يقود العالم، وهو مشابه لفيروس تشرنوبل الذي تم إعادة تنشيطه في نهاية حقبة التسعينات من خلال اتهام اليابان به، وقد رافقه رواج ما أُطلق عليه آنذاك (أجهزة الحواسيب بعد عام 2000 لن تعمل لأنها تقوم بالترقيم بالنظام الثنائي) الأمر الذي نجم عنه تهديد خطير للحياة التقنية في تلك الفترة، نجم عنه هلعاً ورعباً في عالم الأجهزة والشركات التقنية يوازي ما نشهده في هذه الأيام، فكانت النتيجة أن الكمبيوترات في عام 2000 وما بعده لم تتأثر، إنما تم تنشيط أجيال جديدة من الحواسيب كما تم إحداث تضخم هائل في مخرجات اقتصاد المعرفة مما ساهم بتحقيق قفزات هائلة في اقتصاد العالم، ونجم عنه فيما بعد أيضاً أحدث 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم سيطرة أمريكا وتفردها بقيادة العالم عبر الجمهوريين.
اليوم كورونا المستحدث الذي تم اعادة تنشيطه مجدداً بتوجيه أصابع الاتهام نحو الصين، وقد رافقه تعطل اقتصاديات العالم، وعجز العديد من الدول عن تأمين متطلبات شعوبها التي أُجبرت على التعطل وسقطت في براثن العوذ، وقد بدأت الأن بعض الأحداث المرافقة له للظهور كما في الأحداث التي تشهدها اليوم الولايات المتحدة الأمريكية في فترة حكم الجمهوريين أيضاً.
ليبرز التساؤلات الأهم الآن، والمتمثلة بـ:
هل هذه هي الأحداث التي سوف تشكل القفزة الجديدة نحو الاقتصاد الرقمي، أم لا يزال هناك المزيد.
هل كورونا هو مجرد فيروس يصيب العالم بالهلع والموت، أم أنه فيروس يولد فقراً.
هل العرب هم الذين سوف يدفعون الضريبة مجدداً، أم سوف تشاركهم في ذلك أمم أخرى.
بين تشرنوبل وكورونا: اقتصاد الماضي والمستقبل
2020-06-05
بقلم: د. يحيى محمد ركاج