2024-11-27 01:54 م

كاتب إسرائيلي يحذر من "كارثة" بحال تنفيذ خطة الضم بالضفة

2020-06-01
حذر كاتب إسرائيلي، من "الكارثة" التي ستقع على "إسرائيل" على مراحل، في حال تنفيذ خطة الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن.


وأوضح الكاتب ناحوم برنياع في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "الهدية التي تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن يقدمها لناخبي اليمين هي الضم، وحكومته ستضم لإسرائيل 30 بالمئة من أراضي الضفة، والإدارة الأمريكية ستدعم، وهي ستعترف بسيادة إسرائيل على الأرض المضمومة، وسيقع الحدث المفرح في غضون شهر من اليوم، حتى الأول من تموز".


وتابع: "يزعم نتنياهو أن الضم سيكون الإنجاز السياسي الأكبر لإسرائيل منذ 1948، وهو لا يتأثر بردود الفعل الغاضبة من الملك الأردني ومن تهديدات السلطة الفلسطينية؛ أما إمكانية أن تدان إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي فتثير خاطره، ولكن لا تغير رأيه؛ وهو يتجاهل احتجاجات رؤساء دول في الاتحاد الأوروبي ورؤساء الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وربما أيضا احتجاجات موظفي وزارة الخارجية الأمريكية".

 

كارثة على مراحل


ورأى أنه "لا حاجة للمبالغة بأهمية الاحتجاجات في الغرب، فأحد من رؤساء الاتحاد الأوروبي لن يستلقي على الجدار، لا من أجل الفلسطينيين ولا من أجلنا، وترامب سيدعم كل ما يمليه عليه الناخبون الإنجيليون، وحتى لو انتخب جو بايدن رئيسا؛ فهو لن يجتهد على نحو خاص لإلغاء قرار سلفه".


وأكد برنياع أن "الضم الذي يلوح في الأفق هو كارثة على مراحل"، موضحا أنه تحدث مع العقيد احتياط شاؤول ارئيلي، وهو "الخبير رقم 1 في ترسيم الخرائط في المناطق، وأوضح أن غور الأردن يشكل 20.5 بالمئة من مساحة الضفة، ونتنياهو لا يعتزم ضم أريحا؛ لأنه جرى ضمها في اتفاقية أسلو للسلطة الفلسطينية، إلى جانب القرية المجاورة، العوجا، اللتان ستكونان جيبا في الخريطة الجديدة".

وأما في "الغور، سيكون هناك 12 جيبا فلسطينيا آخر؛ نتنياهو وعد ناخبي اليمين بأنه لن يحصل أي فلسطيني لديه على الحقوق، لا صندوق مرضى، لا تأمين وطني، لا إقامة ولا مواطنة، وهم سيعيشون في بانتوستان، مثلما في جنوب أفريقيا القديمة، أو الأدق القول في بانتوستان، ولن يكون لهم مجال للنمو فيها"، وفق قول الكاتب الإسرائيلي.


ومعنى الخطوة بحسب الكاتب أن "200 كيلو متر آخر من الحدود بين الغور والجبل، 60 كيلو متر آخر حول جيب أريحا و100 كيلو متر آخر حول الجيوب، ولم نقل بعد كم من مئات الكيلومترات من الحدود ستتطلب نسب الضم الأخرى، في "غوش عصيون"، في "معاليه أدوميم" وفي كتل المستوطنات".

 

رؤيتان تتصارعان


وأما من الناحية الأمنية، "فلا توجد لهذه الخلطة جدوى، والجيش الإسرائيلي سيتحول لحرس حدود، وبدلا من التصدي لإيران وبناتها سيتصدى لمتظاهرين وماكثين غير قانونيين على طول الحدود التي لا نهاية لها".


وذكر أنه "يفترض بنتنياهو أن ينفذ الضم على مرحلتين؛ الأولى؛ لن يحصل على الأرض شيء، ونتنياهو سيلتقي خطابات النصر، وربما أيضا بيني غانتس (رئيس الوزراء البديل ووزير الأمن)، والحكومة ستمول الاحتفالات، وفي المرحلة الثانية، سيدخل إلى العمل بطمع في العقارات، وبضغط من المستوطنين ستصادر أراض وأملاك الناس الذين جعلهم الضم غائبين".


ونوه إلى أن هناك "رؤيتان تتصارعان على روح الإسرائيليين منذ 1967؛ واحدة، تقول دولتان بين النهر والبحر؛ والثانية، تقول دولة واحدة، أما الواقع الذي يسعى نتنياهو لأن يخلقه فستقتل الرؤيتين".


وبين أن الشخص الأول الذي ينبغي له أن يحذر ضد هذه الخطوة هو وزير الجيش بيني غانتس، فـ"المنظومة التي يقف على رأسها تنظر بقلق كبير لردود الافعال في أجهزة الامن الفلسطينية وفي الأردن"، منوها إلى أن "غانتس تحول في غضون أسبوع إلى هواء".


 ولفت إلى أن "هذا هو الوقت كي يسمع صوت رئيس الأركان أفيف كوخافي، رئيس الشاباك نداف أرغمان ورؤساء أذرع الأمن الأخرى"، معتبرا أن "هذا هو الوقت لرفع مسألة الضم إلى جدول الأعمال، ولشدة المفارقة، والقلقون في إسرائيل هم رؤساء المستوطنين، لأن الـ30 في المئة لا تكفيهم ويريدون المزيد".