القدس/المنــار/ كشفت (المنـار) أكثر من مرة عن لقاءات سرية بين مسؤولين اسرائيليين وسعوديين، وتزاور متواصل بين الجانبين، واتصالات بين محمد بن سلمان ولي العهد الوهابي وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وكيف أن رؤساء الأجهزة الامنية الاسرائيلية ضيوف دائمون على النظام السعودي والاماراتي أما مواضيع البحث والنقاش، فهي تتمحور على تعزيز التنسيق في ملفات عديدة وصل حد التحالف، يتناول ميادين مختلفة استخبارية وعسكرية وتنفيذ مخططات تآمرية والتعاون معا لتصفية القضية الفلسطينية ومساهمة الرئيس في تمويل مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين وتمرير صفقة القرن.
وشهد مؤخرا أحد المنتجعات السعودية على البحر الأحمر لقاء بين نتنياهو ومحمد بن سلمان، وزيارة قام بها ولي العهد السعودي الى ايلات التي شهدت ايضا لقاء بين نتنياهو وحاكم مشيخة الامارات محمد بن زايد.
وهناك عدة طواقم مشتركة بين الرياض وتل أبيب في ميادين مختلفة استخبارية واقتصادية وتعاون مشترك في ادارة الارهاب في ساحات عربية وابتياع اسلحة لضخها الى ليبيا واليمن لاستخدام العصابات الارهابية.
وتبين مؤخرا وجود طاقم مشترك على مستوى عال يضم سياسيين وأمنيين يتعلق بتنفيذ بنود صفقة القرن، وبشكل خاص مسألة القدس برعاية امريكية، وكانت (المنـار) اشارت الى لقاءات سعودية اسرائيلية لمنح السعودية اشرافا على الاماكن المقدسة في المدينة، وتحجيم دور الاردن، أو ابعادها عن الوصاية التي تحتفظ بها منذ سنوات طويلة، وذلك عبر التسلل الى ادارة الاوقاف الاسلامية، مشكلا أحد الحلول التي قد تصطدم بها صفقة ترامب ـ نتنياهو.
ومنذ فترة تسلل النظام السعودي الى القدس بحثا عن استزلام وكلاء لها بمباركة اسرائيل وعرض على اشخاص اسناده في هذه المهمة، لكنه لم يجد تجاوبا أو قبولا من مواطني المدينة الفلسطينيين، ورصدت الرياض ميزانية ضخمة لذلك، بالتنسيق مع مشيخة الامارات التي أوجدت لها مكتبا في المدينة، وبدأت ضغوط اسرائيلية سعودية على الاردن، للتنازل عن وصايتها والسكوت عن التحرك السعودي لمشاركتها هذا الدور، وفي اطار هذا التوجه ولمزيد من الضغط على الاردن الذي يعاني وضعا اقتصاديا صعبا كشفت الصحف الاسرائيلية عن لقاءات سعودية اسرائيلية لتغيير هيكلية ادارة الاوقاف الاسلامية ليتسنى للنظام السعودي الوصول الى هدفه بالتسلل الى هذه الادارة واقصاء الاردن أو مشاركته الوصاية، ويبدو حسب الدوائر متابعة أن الكشف عن هذه اللقاءات جاء بعد أن اتخذ الاردن موقفا رافضا لعملية ضم الاغوار التي يتحدث عنها نتنياهو بالاتفاق مع واشنطن، وها هو قد استقطب السعودية وقبلها الامارات والبحرين لتقف الى جانبه في تمرير صفقة القرن على حساب الفلسطينيين وهناك استعداد سعودي اماراتي لتمويل هذه الصفقة.
مصادر عليمة رفيعة المستوى كشفت لـ (المنـار) عن لقاء سعودي اسرائيلي عقد قبل أيام قليلة امتدادا للقاءات سابقة بين أعضاء الطاقم المشترك بخصوص ادارة الاماكن المقدسة في القدس، وحسب هذه المصادر فان هذا الطاقم يضم سياسيين وأمنيين من الجانبين وعلى مستويات رفيعة، بدأ اجتماعاته منذ أشهر، والاجتماع الاخير حضره عن الجانب السعودي خالد الحميدان مدير الاستخبارات السعودية ومساعد العيبان أحد المستشارين القمربين من ولي العهد السعودي اضافة الى اثنين من مكتب ابن سلمان وحضره من الجانب الاسرائيلي مستشار مقرب لرئيس وزراء اسرائيل ومستشار آخر يدير أحد مراكز الابحاث في القدس الغربية ورئيس جهاز أمني، لتنفيذ خطط متفق عليها بشأن ايجاد موطىء قدم للسعودية في ادارة الأوقاف الاسلامية في القدس، يمهد لايجاد تسوية لاحدة القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهي القدس.
هذه الاتصالات الاسرائيلية السعودية هي من الخطوات التمهيدية لتمرير صفقة القرن تحت غطاء التصدي للسياسة التركية وتحركات أنقرة في القدس، ولأهمية تلك الاتصالات فهي مستمرة بسرية تامة منذ خمسة شهور برعاية أمريكية، وتؤكد مشاركة الرياض واشنطن وتل أبيب في تصفية القضية الفلسطينية.