مصادر مقربة من حركة حماس ذكرت لـ (المنـار) أن الحركة تشترط تنفيذ اسرائيل لبعض مطالب الحركة تمهيدا لانجاز صفقة التبادل، وفي مقدمتها اطلاق سراح الذين أعيد اعتقالهم بعد الافراج عنهم في صفقة شليط، وأن يطلق سراح الاسرى المرضى وكبار السن والأطفال، وهي اشتراطات تراها حماس أساسية تمهد لعقد صفقة التبادل الشاملة، وهذه الاشتراطات يقابلها تعهد من الحركة بتقديم معلومات وفيديوهات مثبتة حول الاسرى الاربعة لديها، ومن ثم يصار الى صياغة اتفاق التبادل بموجبها يطلق سراح الاسرى الاسرائيليين والافراج عن قائمة الاسرى الفلسطينيين وقد قدمت لاسرائيل عبر الوسيط المصري، ومن بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات كأحد الشروط التي تقدمت بها الحركة لانجاز الصفقة.
وعلمت (المنــار) أن اسرائيل تريد صفقة شاملة بمرحلة واحدة في حين ترى حركة حماس أن تكون على مرحلتين ولكل مرحلة ثمنها، وتجري حاليا اتصالات غير مباشرة بين اسرائيل والحركة في محاولة، لأن تكون هناك صفقة بمرحلة واحدة، غير أن المصادر تفيد بأن حماس مصرة أن تكون على مرحلتين، حتى لا تعطى اسرائيل فرصة للتملص من بعض الاشتراطات.
مراقبون يرون أن الظروف والأجواء مهيأة لانجاز صفقة تبادل للاسرى، فالائتلاف الذي سيتسلم الحكم في اسرائيل يمتلك قاعدة واسعة في الكنيست تتيح له ابرام الصفقة دون اعتراف مؤثر يعرقل هذه الصفقة، وبالنسبة لحركة حماس فهي معنية بصفقة التبادل خاصة في هذه المرحلة، حيث تمنحها الكثير من المكاسب وفي مقدمتها تعزيز قدرتها على التأثير في اتجاهات عدة، وكذلك تشكل الصفقة دعما لها في الشارع الفلسطيني، كانجاز ينتظره الكثيرون ويرفع من أسهمها، هذا من جهة ومن جهة ثانية، الجانبان منشغلان في التصدي لفيروس كورونا وتداعياته السلبية الخطيرة، وهذا عامل يدفع الجانبين الى جسر الهوة وصولا الى تحقيق الصفقة.
وترى دوائر سياسية، أن الجانبين حماس واسرائيل غير معنيين في هذه المرحلة بمواجهات عسكرية واسعة، فالانشغال بأمور مفروضة أكثر الحاحاً وتحديداً الحرب ضد كورونا، لكن، قد تحمل المرحلة القادمة نذر حرب بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل، مما يشكل عاملا آخر يفرض على الجانبين الاسراع في انجاز صفقة تبادل الاسرى، فالفرصة سانحة لتحقيق التقدم والنجاح، وحسب مسؤولين اسرائيليين، هناك قبول في اسرائيل للمضي قدما باتجاه توقيع صفقة التبادل حتى لا تغلق هذه الفرصة.