2024-11-24 06:24 م

بين الدين والآثار.. حكاية أبوالهول ونبي الله إدريس

2020-04-28
سادت حالة من الجدال بين الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق، حول نسب بناء الأهرامات بنبي الله إدريس عليه السلام.

بداية الواقعة، حين صرح الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية السابق، لبرنامج «مصر أرض الأنبياء»، على فضائية CBC، أن سيدنا إدريس هو من علم المصريين بناء الأهرامات، وأن «هناك قرائن تساعد على هذا التصور، من ضمنها أن بناء أبوالهول سابق على بناء الأهرامات»، لافتا إلى أن أبو الهول يختلف عن ما قدسه القدماء المصريين، حيث كان المصريون القدماء يُصورون مقدساتهم على شكل طائر أو حيوان، أما أبوالهول فقد صُمم برأس إنسان وجسد أسد، المعروف عنه القوة والنزاهة، ما يدل على معرفة القدماء بالحيوان قبل تصويره، لافتا إلى أن رأس الإنسان يشير إلى أنه عاقل، مفكر، لديه منطق وترتيب، عنده علم وتراكم معرفي، «عمرنا ما شفنا حيوان عمَّر الأرض».

وتابع، أنه إذا قلنا أنه يرمز إلى إدريس ببناء الأهرامات إذًا هذا اعتراف منهم بالجميل لمن علمهم هذا البناء، وهذا موجود كقراءة للأحداث التي تمت في أزمنة بعيدة جدًا، وما نقوله ليس فيه انتقاصا لأحد ولا تأويل لشيء باطل، ويجوز أن نفكر بهذه الطريقة.

رد حواس:
خرج الدكتور زاهي حواس للرد على جمعة، مع عمرو أديب، ببرنامج «الحكاية»، على شاشة «أم بي سي مصر»: «الشيخ على جمعة رجل عظيم وأنا بحبه بشكل كبير، ولكن مينفعش يطلع يقول كده»، أما حول قوله بوجود علاقة بين الملك أوزيس وسيدنا إدريس: «لا طبعاً مفيش أي علاقة، فضيلة المفتي بيتكلم من غير أدلة ولكن أنا بتكلم بأدلة لغوية وآثرية، معلش أنا كنت عنيف في ردي على فضيلة المفتي مع احترامي الكبير له».

وأكد حواس أن التحنيط، لم يتم اكتشافه مرة واحدة بل تطور من الأسرة الأولى التي كانت تحنط الجزء السفلي من الجسم وتضع قناعا على الجزء العلوي حتى الأسرة الـ18 التي وصلت للتحنيط الكامل.

وختم تعليقه «فضيلة المفتي بيتكلم من غير أدلة وأنا بحترمه جداً وبحبه وبقوله انا اضرب ليك تعظيم سلام لما تفتي في الدين لكن تفتي في الآثار مينفعش».

رد جمعة:

مساء الاثنين، أصدر جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بيانا للرد على الدكتور زاهي حواس، وقال: «اطلعت على البيان الصادر من الدكتور زاهي حواس الصديق القديم الذي لم يُعَنّي نفسه بالاتصال ولم يُعَنّي نفسه بالاطلاع على البرنامج واعتمد على ما تناقلته وسائل الإعلام».

وأضاف: «ثم أراد الظهور بعد غيابه عن الساحة مدة طويلة لم نستمع فيها إلى صوته ولم نر محياه على ما قد كان عودنا- عفاه الله عنه- ولو أنه اطلع على البرنامج لعلِم أننا قد فرقنا بين الروايات العلمية وبين الروايات الشعبية، ولعلِم كذلك أنه برنامج يبيَّن مدى انتماء المصريين لبلادهم ومدى حبهم لها، كما أنه يبين موقع مصر التاريخي الذي قد لا يلتفت إليه كثير من الناس».

واستطرد قائلا: «ولكنه لم يلتفت لكل هذا وأراد أن يلقي علينا محاضرة في الآثار وهو أمر لم نقاربه بل ولا نريده في برنامجنا».

وتابع جمعة: «هذه السقطة التي سقطها الدكتور حواس ترك فيها أولى خطوات النقاش الجاد، ولذلك أردنا أن ننبهه بأن يستمع إلى البرنامج أولا وأن يرى كيف أننا من أول لحظة ونحن نفرق بين الروايات العلمية- والتي تركنا له الجانب الحسي منها- وبين الروايات الشعبية التي سبَّ أصحابها بكلمات غير لائقة مدعيا أنه وحده مصدر المعرفة».
وأكد: «كما أننا نأمل من الإعلام الوطني أن يراعي الأغراض والأهداف وراء البرنامج من جهة ووراء من أثار هذه الزوبعة في محطة الـBBC وغيرها ممن لبسوا الحق بالباطل وممن خلط الصحيح بالباطل لأننا في زمن نحتاج فيه إلى الوعي».

واختتم د.جمعة بيانه قائلا: «تحياتي للدكتور زاهي حواس.. ليس الكلام في روايات شعبية من الفتوى في شيء.. أحببت أن أخبرك بما لا تعلم من أن الفتوى بيان للحكم الشرعي وليست تحليلا لأخبار الرحالة العرب.. تحياتي مستر زاهي».

مقدم البرنامج يتدخل:

من جانبه، علق عمرو خليل، مقدم برنامج «من مصر»، على الجدال الذي وقع بين حواس وجمعة، وقال عبر حسابه على موقع «فيس بوك»: «قامتان كبيرتان وإثنان من رموز مصر وقوتها الناعمة كل في علمه ومجاله، تواصلت مع د. زاهي حواس- الذي نكن له كل إحترام وتقدير- بشكل شخصي مني كمقدم البرنامج لتعريفه بالفكره القائمة على عرض الرواية الشعبية إلى جانب الجزء العلمي للقصة».

وتابع: «ولعل الخلاف في الرأي الذي حدث سيفتح باباً لنا كي ننهل من معرفة العالمين الجليلين فرجاءاً عدم استغلال الخلاف البسيط بينهما لمآرب شخصية أو للشو».