2024-11-30 12:53 م

هل باع العرب فلسطين؟

2020-04-28
بقلم: عاطف مغاوري
فى الوقت الذى تتسارع فيه الاحداث،وتتوارد الاخبار  ألينا عبر كافة وسائل الاعلام عن تفشى فيروس(كوفيد19)المستجد فى ارجاء المعمورة،وتصاعد الارقام مابين المصابين،والمتعافين،والوفيات،والاجراءات المتخذة على المستوى الوطنى والدولى لمواجهة الجائحة،وفى خضم تلك الاحداث والاخبار تتوارد بل تهاجمنا الاخبار عن تجبر الولايات المتحدة ،والسعى من قبلها لإذكاء روح الاحتراب والاقتتال والانقسام بين ابناء الامة العربية،وفى ظل تصاعد التهديدات،والتحركات للقوى الاقليمية والدولية ،وتسابقها لمزيد من الهيمنة والسيطرة على مفاصل وخيرات وارادة الامة،وفى القلب من ذلك تمادى اسرائيل فى ارتكابها المزيد من الجرائم العنصرية بحق الشعب الفلسطينى،ورسالة السكرتير العام لمنظمة الامم المتحدة الى الامين العام لجامعة الدول العربيةبرفض الاجراءات الاسرائيلية بضم المزيد من الاراضى الفلسطينية،وطلب المندوبية الدائمة لدولة فلسطين بعقد اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزارى لبحث تلك الاجراءات وفى ضوء التحالف الحكومى الاسرائيلى الذى اتفق على اغتصاب المزيد من الحقوق والاراضى الفلسطينية ،وبدعم ومساندة صريحة من قبل الادارة الامريكية.

وفى محاولة للتخفف من الضغوط جلست لمشاهدة اعادة لمسلسل زيزينيا للرائع والمبدع الراحل اسامة انورعكاشة،وفى مشهد يتضمن عودة بعض المتطوعين من ابناء منطقة الزنانيرى بالاسكندرية(الشيخ عبد الفتاح ورفيقه عزوز ابو شامة)واثناء زيارة الشيخ عبد الفتاح لمنزل الست نعيمة للأطمئنان على اطفاله اللذين استودعها لدى الست نعيمة والدة الدكتور فتحى مرسال قبل سفره الى فلسطين متطوعا لقتال العصابات الصهيونية التى اعلنت عن قيام دولة اسرائيل منتصف شهر مايو1948بدعوى اعلان الاستقلال وانهاء حكم الانتداب البريطانى على فلسطين،ويكون الثمن القضاء على دولة فلسطين ،وتشريد شعبها بعد ان تعرض للارهاب الصهيونى ،وسياسات التهجير القسرى بفعل المذابح  الصهيونية برعاية وحماية سلطات الانتداب البريطانية،وقد سبق للدكتور فتحى (ابن احد الوطنيين من ابناء منطقة الزنانيرى والذى استشهد من قبل)  ذهابه متطوعا لقتال العصابات الصهيونية والحيلولة دون ضياع فلسطين وقد عاد قبل ان ينتهى القتال،واثناء زيارة الشيخ عبد الفتاح لمنزل عائلة مرسال دار الحديث التالى بين الدكتور فتحى والشيخ عبد الفتاح بسؤال من الدكتور فتحى للشيخ عبد الفتاح ماهى اخبار فلسطين؟للأطمئنان على مجريات الامور،والمهمة المقدسة التى سبق لفتحى الذهاب من اجلها مع غيره من المتطوعين،وكانت اجابة الشيخ عبدالفتاح  صادمة لفتحى وطموحه القومى(بعنا فلسطين بعد مابعنا الاندلس…!)والرواية تدور احداثها فى عام 1948،ولكن ماأشبه الليلة بالبارحة،ومن واقع الاحداث والتصرفات والافعال ،وردود الافعال حيث اصبح القديم الجديد لجريمة عمرها(72)عاما ،وبخلاف ماسبقها من تقسيمات ومؤمرات تعرض لها العرب وعلموا مابها من مخاطر على مستقبل الامة عامة،وشعب فلسطين خاصة،ولكنهم كالعادة لم يعملوا بقدر ماعلموا؟!وتكمل الست نعيمة صاحبة البصيرة الوطنية(لقد عملها الصهاينة)ويأتى الرد من ابنها فتحى مرسال  (لكن إحنا كملنا الخيبة).

وكان لوقع هذاالحوار على عقلى وتقديرى للامور وفى ظل ماتتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات الشطب ،والتصفيةمن خلال الاعتداء على ثوابتها القدس،وحق العودة،وزوال الاحتلال،وتضيق الحصار على الشعب الفلسطينى ومؤسساته،ومن خلال سياسات القتل والهدم،والتهويد، والاعتقال،ومصادرة الاراضى،وتقطيع الاوصال لتكريس سياسة الكنتونات،والحصار المالى بفعل القرصنة من سلطات الاحتلال لمستحقات الشعب الفلسطينى،ومطاردة الولايات المتحدة بأدارتها المختلفة للشعب الفلسطينى وحقوقه مع الانحياز الكامل للعدو الصهيونى.

وفى المواجهة طرح العرب خلال قمتهم ببيروت2002ماسمى بالمبادرة العربية التى لم يلتفت لها العدو الصهيونى،وراعيته الولايات المتحدة الامريكية،ناهيك عن انتشار ،وتفشى بعض الدعوات للتصالح ،واقامة العلاقات المعلنة ،والسرية بين الدول العربية و الكيان الصهيونى ،واسقاط مبدأالارض مقابل السلام،بالاضافة الى الى سياسات التضيق والحصار فى المعاش ،والاقامة،والتنقل فى بعض البلدان العربية،ودفع ابناء الشعب الفلسطينى الى مزيد من الهجرة واللجؤ ومن لجؤ الى لجؤومعهم حلم العودةالى الوطن الذى لابديل عنه ارض الجذور والاباء والاجداد الذى لم يتخلوا عنه جيل ورا جيل ورغم الم اللجؤ والشتات.ففى العراق أجبر ابناء الشعب الفلسطينى الذين لجؤ الى العراق فى اعقاب 1948،و1967 للعيش والعمل بالعراق وذلك بفعل من جاءوا من طهران على الدبابة الامريكية التى تحاصر ايران وتطبق بشأنها اقسى انواع العقوبات!!ومن ليبيا التى دمرته قوات النيتو لتحريرها من القذافى بأعتبارها ارضا اوربية لاعربية!!وفى سورية التى تخوض حربا ضروس منذ اكثر من تسع اعوام ضد العصابات الارهابية التى تم جلبها،وصناعتها من قبل قوى اقليمية ودولية وبدعم عربى وللأسف لم يعد خافيا على احد لم يبذل مثله لأجل فلسطين وفى مواجهة الكيان الصهيونى،والهدف تدمير سورية ،وتشريد شعبها مابين النزوح واللجؤ وفى القلب منه شعب فلسطين الذى كتب عليه اللجؤ القسرى بفعل الجريمة الصهيونية المخطط لها والمنفذة من قبل القوى الاستعمارية القديمة الحديثة.
وبالطبع لم يغيب العدو الصهيونى بأعتداءته وتدخلاته المتكررة المعلنة وغير المعلنة على مسرح الاحداث العربية وبالاخص مسر ح العمليات السورى،وتتم كل هذة الاجراءات والمؤمرات ويكثر الحديث عن النزوح والتوطين المدفوع الثمن ضمن مايطرحه كوشينر صهر ترامب ورئيس الفريق الامريكى الصهيونى لرعاية اسرائيل واكمال مشروعها،والقضاء على كل ماهو فلسطينى،من صفقة القرن التى اعلنت عنها الادارة الامريكية وبحضور بعض العرب،والتى سبقها التمهيد النيرانى وضمن حلقات المؤامرة ماسمى بورشة المنامة،وبمشاركة عربية للترويج للوهم الامريكى،ولكن الصمود والرفض الفلسطينى كان بمثابة الصخرة التى تتحطم عليها كل المؤمرات والمخططات التى استهدفت حقوقه التاريخية ،وهو مااثبتته العقود السبع للصراع.ونستعيد العبارات التى صاغها المبدع اسامة انور عكاشة

(بعنافلسطين بعدمابعنا الاندلس..!!)مع انعقاد ماوصف(بمنتدى غاز شرق المتوسط) الذى يفتح افاق التعاون بين دول المنطقة فى مجال الطاقة والغاز وبمشاركة الكيان الصهيونى الغاصب للوطن الفلسطينى،والذى يقف حائلا بأطماعه بين لبنان واستغلاله لموارده الطبيعية فى شرق المتوسط.

وبعد ان طال الصبر على الاعتداءات والتهديدات الصهيونية على المؤسسات والقيادات وابناء الشعب الفلسطينى،والحجر والبشر اعلنت القيادة الفلسطينية والممثلة فى الرئيس محمود عباس(ابومازن) وتنفيذا لقرارات الهيئات القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى  وقف العمل والغاء الاتفاقيات الموقعة من الجانب الصهيونى،وفى ظل الصمت العربى،ولم نسمع من الدول العربية التى وقعت اتفاقيات مع  العدو الصهيونى تلوح بأن اصل الصراع هى حقوق الشعب الفلسطينى والمغتصبة منذ(72) عاما وان استمرار وتمادى دولة الاحتلال فى الاعتداء على  حقوق الشعب الفلسطينى،مع عدم الوفاء بما اقرته القرارات والمواثيق الدولية يعد انتقاصا ونقضا للأتفاقيات الموقعة بينها وبين دولة الاحتلال.وهل يستقيم ان فلسطين المحتلة تقاطع السيد الامريكى،وترفض كل ماينتقص من حقوق شعبها سواء ورشة المنامة،وما أعلنه ترامب فى البيت الابيض عن الخطة والرؤية الصهيونية  بما أطلق عليها صفقة القرن واستحقت بأقتدارمأطلق عليها بنصبة القرن،فى الوقت الذى تتحدث فيه الاطراف العربية عن التحالف الاسترتيجى مع السيد الامريكى،والبعض يروج لمايسمى بتحالف الاعتدال العربى مع العدو الصهيونى فى مواجهة الخطر الايرانى المزعوم والمختلق.لقد استمعنا لضجيجا عربيا واسلاميا فى اعقاب كل اعتداء صهيوامريكى ولكن لم نرى طحينا اوفعلا يبدد الهواجس والهلاوس والتى تهمس هل باع العرب فلسطين؟#وباء الصهيونية اخطر من كل وباء       .

"الاهالي"