2024-11-30 06:20 م

هل ننتظر حتى تموز؟!

2020-04-27
بقلم: اسلام الرواشدة
في برنامج الائتلاف الحكومي الاسرائيلي المتفق عليه بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس أن عملية ضم الأغوار والمستوطنات ستنفذ على الارض في بداية شهر تموز القادم، وامعانا في التحدي وتجاهل كل الخطوط الحمر وقرارات الشرعية الدولية، أكد نتنياهو في كلمة وجهها للانجيليين في مؤتمر لهم بامريكا انه لن يخيب رغبة الرئيس دونالد ترامب وما ورد في صفقته.
اذا، القرار متخذ، والتنفيذ محدد الوقت، والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، اين يقف الجانب الفلسطيني، من هذا القرار وماذا هو فاعل؟! وهل ستغادر القيادة الفلسطينية دائرة الانتظار بحثا عن أدوات وأوراق وخيارات مواجهة لافشال هذا التحدي الاسرائيلي الأمريكي؟! واسئلة اخرى كثيرة؟!
منذ فترة ونحن نسمع عن اتصالات ومناشدات ودعوات لدول العالم للتحرك، لوقف عملية الضم ، والتحذير الفلسطيني من مغبة ذلك التهور طرق أبواب العديد من العواصم، لكن، الردود ليست شافية، ولن تكون قادرة على حمل ائتلاف الرأسين على التراجع، وكلاهما يريدان رد الجميل للرئيس الامريكي المقبل على معركة انتخابية صعبة، زاد من حدتها وخطورتها جائحة كورونا التي تضرب الولايات المتحدة بشدة دون رحمة.
ان الدول التي يستغيث بها الجانب الفلسطيني، وهو على ما يبدو الخيار الوحيد الذي تتمسك به القيادة، لم يجد نفعا في العديد من المسائل والانتهاكات والتطورات، وعجزت عن تمرير حل الدولتين، فكيف سيكون عليه الحال، والثنائي الامريكي الاسرائيلي اتخذ قرار الضم وبسط السيطرة، والدول ذات التأثير غير المؤثرة في استعادة الحق الفلسطيني، منهمكة ومشغولة في مواجهة تحديات وتداعيات الفيروس القاتل.
المسؤولية الان ـ ودوما ـ تقع على عاتق القيادة الفلسطينية، ماذا هي فاعلة .. والانتظار غير مجدي، وما يخطط له اسرائيليا وأمريكيا يستدعي خطوات مواجهة عملية، قادرة على افشال مخطط الضم.. وتذكيرا للقيادة وتمهيدا لمسار جديد قد تتخذه وتغادر دائرة الانتظار، نسأل: ماذا عن تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية، وماذا عن الصراعات داخل دوائر صنع القرار، التي عاجلا ام اجلا ستخرج الى السطح، وهي العائق الثاني، في طريق اتخاذ موقف جدي، لمواجهة ما هو قادم.. وماذا عن الاختراقات وشريحة المقاولين "الوكلاء" وعبث الانظمة، والخيوط الغريبة الممتدة في العمق.. والسؤال الاهم والأكبر، وبحجم الساحة المحاصرة، هل ستطلق القيادة والفصائل وما أكثرها عددا وكلاما العنان للشعب لكسر المعادلات التي يئن تحتها للقيام برد يستبق تنفيذ قرار الضم وفرض السيادة؟!
ان البقاء في دائرة الانتظار والاكتفاء بالتصريحات والتحذيرات الكلامية والدبلوماسية والغرق في "لعبة التلقي" ورد الفعل الهش الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.. كل هذا من شأنه ان يشكل حافزا للعدو لتطبيق ما يعلن عنه، وربما يقدم موعد التنفيذ؟!