قالت وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية أن إنهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية إعاد السعودية إلى الوراء ووضعتها في الطريق نحو أسوأ إنكماش اقتصادي تشهده منذ عقدين مع وصول عجز الموازنة العامة للمملكة إلى مستوى ما تعرضت له خلال أزمة النفط قبل أربعة أعوام.

وقالت الوكالة في تقريرها، الذي أعده كل من فيفيان نيريم وفيرتي رات كليف، إن السعودية التي يعاني اقتصادها فعليا من تأثير الإغلاق المفروض بسبب تفشي وباء كورونا وجدت نفسها أمام تأثير مزدوج بسبب إنهيار أسواق النف وخفض الانتاج غير المسبوق الذي تفاوضت عليه أوبك وحلفاؤها، وفي نفس الوقت تداول برنت بـ 20 دولارا للبرميل تقريبا، ما يعني أنه ربع المستوى الذي تحتاجه السعودية لدعم ميزانيتها، لافتة إلى أن تعويض السعودية الخسائر الناجمة عن الأزمة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الميزانية العامة.

وأكدت بلومبيرغ أن الانتكاسة الأخيرة في أسواق النفط وضعت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام خيارات صعبة، خصوصا وانه خاطر بوضع خطط للتحول الاقتصادي وخفض الميزانية حيث أن الإيرادات الحكومية تعاني من أزمة كورونا وتراجع أسعار النفط، مشيرة إلى ان المملكة تواجه تحديات متزايدة كثيرة حيث أن أزمة الوباء جعلت الاغلاق يشمل قطاعات واسعة من الاقتصاد السعودي ومعدلات البطالة على وشك الإرتفاع في الوقت الذي تكافح فيه الشركات السعودية من أجل البقاء.

وقالت الوكالة إن المحللون قالوا أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة قد ينخفض بأكثر من 3% العام الجاري الأمر الذي يجعله أول إنكماش اقتصادي تواجهه منذ عام 2017.

فيما رأى محلل نقلت عنه بلومبيرغ قوله إن العجز في ميزانية الحكومة السعودية قد يصل إلى 15% من الناتج الاقتصادي، ووفقا لصندوق النقد الدولي وصل العجز المالي في المملكة 4,5% العام الماصي بعد أن بلغ ذروته في عام 2016 بـ 17%.

كما أكدت بلومبيرغ أن مصير السعودية مرتبط بشكل وثيق مع سعر خام برنت القياسي العالمي والذي يعاني إنخفاضا أيضا بسبب إنحفاض الأسعار الأمريكية.

وفي نفس السياق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يبحث حظر إستيراد النفط من السعودية ، فيما وصف

ريكاردو هاوسمان ، الاقتصادي في جامعة هارفارد ،  الوضع الذي تواجهه  السعودية بـ "الحرب على جبهتين" ، صدمات فيروس كورونا وإنخفاض أسعار النفط، وقال إن كل صدمة في حد ذاتها تعتبر ضخمة، وكلاهما في نفس الوقت يجعل الأمور في المملكة أكثر تعقيدا.