قال حسن إسميك رئيس مجلس أمناء مركز إستراتيجكس للدراسات والأبحاث، إن حقيقة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ستكشف لاحقا خلال الأشهر أو السنوات القادمة، مشيرا إلى أن سواء أكان حقيقيا أو مُصنِّعا فإنه أشاع الذعر على مستوى الكرة الأرضية؛ وعلى المواطنين أن يدركوا أن ساسة العالم الكبار في تخبط كبير؛ لأنهم ساهموا في تحويل أزمة انتشار الوباء إلى لعبة جيوسياسية خطرة قد تهدد العالم أجمع وتزج به في أتون صراعات تهدد الوجود البشري برمته.
وأوضح أسميك، أنه تم التهاون منذ البداية في أمر الفيروس، وترك لمدة شهرين منذ إعلان وكالات الأنباء العالمية في ديسمبر 2019، عن أن فيروس غامض قادم من الصين، يطلق عليه "الفيروس التاجي" قد نشأ في واحد من أشهر أسواق الحيوانات الحية في الصين.
وأشار إلى أن الجميع ظن بأننا نشهد تكرارا لتفشي السارس الذي ضرب العالم في عام 2003، والذي أصاب 8,000 شخصا وتم تسجيل 800 حالة وفاة في جميع أنحاء آسيا، ولكن العالم استيقظ في 22 يناير بأن كل من ووهان وهوبي وبكين والغالبية العظمى من الصين في الحجر الصحي، وعلى إثر ذلك تم إيقاف جميع الأنشطة الاقتصادية، وتوقف الإنتاج وإغلاق أسواق الأسهم.
تابع: حتى ذلك الحين، لا أعتقد أن أحدا أدرك المدى الحقيقي لما سيأتى، كان الأوان قد فات وانتشر الفيروس الذي ترك بحرية لأكثر من شهرين ليصل إلى جميع أركان المعمورة، ففي غضون ذلك بدأت الحالات بالظهور بمعدلات طردية في جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا، وسرعان ما حذت الدول الأخرى حذو الصين، حيث أُغلقت دول مثل: إيطاليا وفرنسا وإسبانيا بالكامل مع فرض عقوبات قانونية ومالية صارمة على أولئك الذين يخالفون القانون.
ولفت أسميك، إلى أن الاستجابة لم تكن واحدة في كل مكان فقد اختارت دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة اتباع نهج مختلف للغاية، واختيار تأخير إجراءات الإغلاق لأطول فترة ممكنة، على الرغم من أنه يرى الآن أنه لا مفر منها، وانتشر في خضم حالات الفوضى والهلع والقلق مرض واحد أسرع من انتشار الفيروس نفسه، وسواء اعترفنا بذلك أم لا، هذا المرض أصابنا جميعنا إنه الخوف؛الخوف مما سيحدث للمرء إذا مرض والخوف من العجز والعزلة ومن المجهول.
ونوه بأن كل هذا يتضاءل بالمقارنة مع ما رأيناه في الولايات المتحدة، فقد أصبحت الولايات المتحدة المركز العالمي لـ كوفيد -19، مع تحذيرات من المسؤولين بتوقع أكثر من 240,000 حالة وفاة، مبينا أن تعامل الرئيس ترامب مع الأزمة أدى إلى نقاش حاد؛ حيث اغتنم الديمقراطيون ووسائل الإعلام اليسارية الليبرالية الفرصة لانتقاد خطة عمل البيت الأبيض.
وأشاد بجهود الصين وطاقمها المتنوع في محاولة تغيير الوضع الراهن؛ فالصين التي تتهم أمريكا باختراع فيروس الكورونا ونشره في مدينة ووهان، نجحت في إحتواء الفيروس من خلال إجراءات صارمة فاقت ما هو معمول به في بعض دول العالم التي أصيبت بنفس الوباء؛ حيث أعجب العالم بسياسية الإغلاق الكامل –في الصين- واتضح أن لها فوائد ايجابية قللت من نسبة انتشار الفيروس بنسبة كبيرة، وبدأت الدول تطبق نفس سياسة الإغلاق والحظر التي اتبعت في الصين رغم كل ما قيل عنها من اتهامات، تتمثل في أن الصين من نشرت الفايروس في العالم؛ لكي تثبت بأنها قادرة على رد أي عدوان مستقبلي، أو أنها قوة لايستهان بها في العالم وزمنها قادم لامحالة.
أضاف أن الفيروس التاجي خلق عاصفة مثالية من الأحداث لإقامة تحالف فوضوي بين أوروبا والصين وإيران والديمقراطيين بهدف إسقاط عدوهم المشترك، الرئيس ترامب، وتمكنوا من خلال تنسيق استجاباتهم السياسية القاسية على انتشار الفيروس، من خلال نشر معلومات غير دقيقة حول المدى الحقيقي لتفشي المرض، متناسين أن فيروس الأنفلونزا الشتوية يقتل عددًا أكبر من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، بل أن معدل الوفيات ليس أعلى مما هو طبيعي في مثل هذا الوقت من السنة، وسنلاحظ ذلك عندما نرى انخفاضًا مفاجئًا في عدد الإصابات والوفيات كلما اقتربنا من أشهر الصيف.
وتوقع أن يشهد العالم، على مدى السنوات الأربع المقبلة معارك سياسية واقتصادية وربما عسكرية تكنلوجية طاحنة بعد أن يكتشف العالم الدوافع وراء كوفيد - 19 ؛ وبالذات إذا نجح ترامب بالوصول إلى البيت الأبيض من جديد؛ وسوف تؤدي التداعيات الاقتصادية والسياسية للفيروس إلى انكماش الاقتصاد الصيني والأمريكي، بينما تبحث الشركات عن مكان آخر، وستهتز منطقة اليورو؛ مما قد يؤدي لاحقًا إلى تفكك الاتحاد الأوروبي بسبب الخلافات التي تفجرت على أثر تفشّي الفايروس في القارة العجوز .