2024-11-25 11:54 م

فيروس كورونا: كيف تغير وجه القاهرة في زمن الوباء؟

2020-04-13
طائرات ورقية ملونة تسبح في سماء القاهرة الصافية قرب الغروب ... مشهد آسر كاد أن ينمحي من ذاكرتي .. ها هو يرسم نفسه من جديد أمام نافذتي مثل شريط سينمائي.

كانت الطائرات الورقية رفيقة ساعات لهو طفولتنا على سطح منزل جدي في حي العباسية العريق، أهز رأسي غير مصدقة وابتسامة ساخرة تطفو على وجهي. لم يجد سجناء البيوت في زمن حظر التجول من سلوى لقتل الملل سوى الوقوف على أسطح المنازل لإطلاق سراح الطائرات الورقية.

هكذا انتصرت الطائرات الورقية على منصات السوشيال ميديا والهواتف الذكية وجنون أخبار فيروس كورونا اللعين .. ولو إلى حين.

في بلد يفاخر بالألف مئذنة، يصدح صوت المؤذن بعد ذوبان خيوط الشمس في الأفق بلحظات .

طقس ساحر يضفي رونقًا بديعًا على رحاب القاهرة .. إنها ليلة النصف من شعبان والقمر يطل في سماء عاد اليها صفاء غير عادي بعد توقف هدير محركات السيارات والمركبات عن ضخ العوادم طوال ساعات الليل وحتى السادسة من صباح اليوم التالي.
لكن الآذان الذي طالما دعا المصلين "حي على الصلاة حي على الفلاح" دعاهم كي يــ "صلوا في رحابكم صلوا في بيوتكم".

بدا لي الأمر غريبا تماما على مسامعي لدرجة أنني أخرجت هاتفي كي أسجل هذا الآذان ربما لتوثيق اللحظة وربما لأقنع نفسي ذات يوم بأن ما يحدث حقيقة وليس من بنات خيالي..

أسابيع ثلاثة عاشتها القاهرة في هدوء يكاد يكون مريبا ... خوف من فيروس كورونا القاتل الخفي سلبها جنونها وصخبها والباعة الجائلين والسيارات الرابضة عشوائيا في طرقاتها وعابري السبيل وحتى الشحاذين.
لم يقتنع كثيرون بجدية الأمر في البداية فكم من حظر عاشه المصريون في الذاكرة القريبة ولم يغير من عاداتهم في الخروج وزيارات الأقارب والأصدقاء شيئا.

لكن جدية السلطات في التعامل مع الأمر جعلت كثيرين يمتثلون خاصة بعد توالي أخبار من بلاد في شتى أنحاء المعمورة عن الوباء القاتل دون هوادة.

قبل ساعة من دخول حظر التجوال حيز التنفيذ أذهب للرياضة.
بي.بي.سي