2024-11-27 01:25 ص

تعرف على آخر مكان على الأرض سيصله فيروس كورونا

جزيرة ناورو

2020-04-04
لم تسجل 18 دولة ظهور حالات فيروس كورونا فيها حتى 2 أبريل الجاري، بحسب جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، من بينها الدول العشر الأقل زيارة في العالم حسب بيانات الأمم المتحدة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الدول جزر معزولة ذاتيًّا، فما هو آخر مكان في كوكب الأرض سيصله المرض.

أكثر من مليون إصابة بالفيروس
وحسب تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية، في 12 يناير الماضي، أي منذ أقل من 3 أشهر كان فيروس كورونا محصورًا في الصين؛ حيث لم تكن قد ظهرت بعد أية حالة خارج ذلك البلد، ولكن خلال يوم واحد فقط وفي 13 يناير الماضي أصبح فيروس كورونا مشكلة عالمية. فقد سُجل ظهور حالة في تايلاند لتتبعها حالات أخرى في اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ثم ظهر العديد من الحالات في مختلف أنحاء العالم.

وثمة حاليًّا أكثر من مليون إصابة بفيروس كوفيد 19 في مساحات شاسعة تمتدّ من نيبال إلى نيكاراغوا.

دول تخلو من كورونا
ومع تزايد حالات الإصابة والوفيات واكتظاظ المستشفيات، هل ما زالت هناك أماكن تخلو من كورونا؟ والإجابة عن هذا السؤال قد تكون مفاجئة وهي نعم.

ثمة 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة. وحتى 2 أبريل الجاري لم تسجل 18 دولة ظهور حالات فيروس كورونا فيها، بحسب جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

ويُرجح الخبراء أن بعض هذه الدول لم تبلغ عن ظهور حالات فيها من أمثال: كوريا الشمالية التي لم يعلن فيها رسميًّا عن وجود فيروس كورونا، وكذلك اليمن الذي تمزقه الحرب.

ولكن هناك دول لم يصلها الفيروس وأغلبها جزر صغيرة وزوارها في الواقع قليلون؛ فسبع من بين الدول العشر الأقل زيارة في العالم بحسب بيانات الأمم المتحدة تخلو من فيروس كورونا.

فبُعْد موقع هذه الدول يعني شيئًا واحدًا، هو أن هذه الدول جزر معزولة ذاتيًّا من الأساس عند تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي عليها.

جزيرة ناورو في المحيط الهادي
بَيْدَ أن رئيس إحدى هذه الدول لا يشعر بالرضا، وقد قال لـ"بي بي سي": إن فيروس كوفيد 19 يمثل لبلده حالة طوارئ قومية.

تقع جزيرة ناورو في المحيط الهادي، على بعد نحو 200 ميل من أقرب أرض إليها، وهي أراضي جزيرة بانابا، وجزء من كيريباتي. وأقرب مدينة كبيرة تربطها بها رحلات طيران هي بريسبان التي تقع على بعد 2500 ميل إلى الجنوب الغربي منها.

وهي ثاني أصغر دولة عضو في الأمم المتحدة من حيث المساحة بعد موناكو، والثانية أيضًا من حيث عدد السكان بعد توفالو؛ حيث يزيد عدد سكانها قليلًا على 10 آلاف نسمة.

وتعد واحدة من أقل البلدان زيارة في العالم، وعلى الرغم من أنها لا تظهر في أي بيانات خاصة بالأمم المتحدة، إلا أن أحد مُنظمي الجولات السياحية يقول إن نحو 160 سائحًا يزورون ناورو سنويًّا.

إجراءات احترازية
وربما تظن أن هذا البلد البعيد ليس بحاجة لعزل نفسه أكثر. ولكن لا يجب ترك شيء للصدف في دولة تضم مستشفى واحدًا، ولا توجد فيها أجهزة المساعدة في التنفس، وتعاني نقصًا في أطقم التمريض.

في 2 مارس الجاري حُظر استقبال المسافرين من الصين وكوريا الشمالية وإيطاليا، وبعد 5 أيام أضيفت إيران إلى القائمة.

وفي منتصف مارس عُلقت رحلات خطوط ناورو الجوية إلى فيجي وكيريباتي وجزر مارشال، وقُلصت الرحلات إلى بريسبان من 3 رحلات في الأسبوع إلى رحلة واحدة كل أسبوعين.

وبعد كل ذلك بات على القادمين من أستراليا (وهم غالبًا من سكان الجزيرة) الدخول في عزل ذاتي في الفنادق المحلية لمدة 14 يومًا.

كما تقرّر فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين على الأقل في مركز لطالبي اللجوء تابع لأستراليا في الجزيرة، رغم خلوه تمامًا في الفترة الأخيرة.

ويقول ليونيل إينغميا رئيس ناورو: إن هذه السياسة تستهدف "إحكام السيطرة والاحتواء".

ويضيف قائلًا: "نبقي الأشياء عند حدودنا، والحدود بالنسبة لنا هو المطار، وتسهيلات الترانزيت الخاصة بنا جزء من هذه الحدود".

أما أولئك الذين هم قيد الحجر الصحي فيخضعون يوميًّا للفحص لرصد الأعراض، وإذا أصيب أحدهم بالحمى يُعزل بطريقة أكثر تشددًا، ويُجرى له اختبار تشخيص الفيروس، وترسل التحاليل إلى أستراليا. وقد جاءت نتائج جميع العينات التي أرسلت سلبية.

دولة محظوظة
ويقول الرئيس إنه على الرغم من الأزمة فإن الناس العاديين في البلاد ما زالوا يعيشون في هدوء، وهو يشعر بالعرفان تجاه الدول الأخرى لمساعدتها بلده، وخاصة أستراليا وتايوان اللتين تقيم ناورو معهما علاقات كاملة.

وفي الوقت الذي يعمل الرئيس إينغيما على إبقاء بلاده خالية من فيروس كورونا، يعلم جيدًا أن بقية أنحاء العالم ليس لها مثل هذا الحظ في البقاء خالية من المرض.

ويقول: "كلما ننظر إلى خريطة تفشي فيروس كوفيد 19 يبدو العالم وكأن الحصبة قد تفشت فيه، فهناك نقاط حمراء في كل مكان، ونحن نؤمن أن صلواتنا ستساعد الدول الأخرى على اجتياز هذه الأوقات الصعبة".

جزر أخرى
وليست جزيرة ناورو التي أعلنت حالة الطوارئ القومية في المحيط الهادي فقط، بل أقدم على تطبيق هذا الإجراء كلٌّ من: كيريباتي وتونغا وفانوتو وغيرها من الجزر.

ويقول الدكتور كولين توكويتونغا الخبير في الصحة العامة، من نيو في جنوب المحيط الهادي: إنه واثق أن هذه هي السياسة السليمة.

وأضاف قائلًا من نيوزيلاندا: "أفضل شيء هو إبقاء هذا الفيروس خارج هذه المنطقة التي تتّسم بالهشاشة، وتفتقد إلى أنظمة الرعاية الصحية".

ويقول: "إن تلك الدول صغيرة وهشة ولا يوجد في أغلبها أجهزة مساعدة على التنفس، ولو تفشى الوباء فيها فسيفني سكانها".