2024-11-22 11:15 م

"الخفافيش أم الانسان".. كيف انتقل كورونا إلى البشر؟

2020-03-20
"تصرفات الانسان قد تكون السبب"، هذا ما توصل إليه خبراء في علم الحيوان حول انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي أسفر عن وفاة وإصابة الآلاف في العالم.

في التفاصيل، نقلت قناة "سي إن إن" الأميركية عن علماء قولهم إن تدمير الإنسان للأماكن التي تعيش فيها الحيوانات، مثل الغابات مثلا، وكذلك العدد الهائل من البشر الذين يتحركون يومياً قد أتاح الفرصة للأمراض التي كانت منحصرة في الطبيعة للانتقال إلى الإنسان.

وأوضحت الشبكة الأميركية أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من مصدر الفيروس، واصفة عملية تحديد مصدر "كورونا" بـ"المهمة الصعبة"، لأن العلماء لن يتمكنوا من ذلك إلا إذا قاموا بعزل الفيروس حياً في الكائنات المشتبه بها، ولكن بعض الفيروسات المشابهة لكورونا وجدت بالفعل في خفافيش صينية، وهو ما دفع العلماء لطرح أسئلة عاجلة حول كيفية انتقال المرض وانتشاره في العالم من الخفافيش التي عادة لا يختلط بها البشر، وتشير الإجابات إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية تعاملنا مع الكوكب، بحسب القناة.

وأضاف العلماء أن الخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي يمكنها الطيران، مما يسمح لها بالانتشار بأعداد كبيرة على مساحة واسعة، ما يعني أنها يمكن أن تأوي عدداً كبيراً من الأمراض أو مسبباتها، موضحين أن الطيران يتطلب من الخفافيش قدراً هائلاً من النشاط، ما يجعل أجهزتهم المناعية قوية للغاية

بدوره، كشف أندرو كانينغهام، أستاذ علم الأوبئة في الحياة البرية بجمعية علم الحيوان في لندن، أنه عندما تطير الخفافيش، تحاكي درجة حرارة جسمهم الحمى، وبهذا تطورت مسببات الأمراض التي تطورت في الخفافيش، محذرا من أن الفيروس لن يتأثر على الأرجح بارتفاع درجة حرارة الجسم التي عادة ما تقتل الفيروسات.

"مزيج مرعب"

وأضاف أن الأسباب وراء انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ من الخفافيش أو غيره ثبت أنها ترجع للسلوك البشري، الذي يضغط على تلك الكائنات عن طريق الصيد، أو إتلاف الأماكن التي تعيش بها عبر إزالة الغابات، ما يجعل أجهزة المناعة الخاصة بها تواجه تحدياً، وتجد صعوبة أكبر في التعامل مع مسببات الأمراض التي تحملها.

أيضا أوضح أنه عندما يعاني بعض البشر من الإجهاد ولديهم فيروس فسيصابون بالمرض الذي يسببه هذا الفيروس، ويمكن أن يحدث هذا للخفافيش كذلك، ولفت إلى أن السوق التي تباع فيها الحيوانات بمدينة ووهان الصينية، والتي خرج منها كورونا، تُحتجز فيها الحيوانات البرية معاً للبيع كطعام أو حيوانات أليفة، وهنا يمكن أن يحدث مزيج مرعب من الفيروسات، بحسب كانينغهام.

بدوره، أشار كونينغهام إلى أن الحالات النادرة من انتشار الفيروسات من الحيوانات للبشر يمكن أن تتحول إلى مشاكل عالمية في غضون أسابيع، وهو سهولة التنقل عبر المواصلات، قائلا: "في هذه الأيام باستخدام وسائل النقل والطائرات، يمكنك أن تكون في غابة في وسط أفريقيا في يوم من الأيام، وفي مدينة مثل لندن في اليوم التالي".


فيروسات منتظرة

وتابع: "هناك عشرات الآلاف من الفيروسات يُنتظر اكتشافها، وما نحتاج إليه حقاً هو أن نفهم أين توجد نقاط التحكم الحاسمة لانتشار الحيوانات من الحياة البرية ووقف حدوثها في تلك الأماكن، وستكون هذه هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لحماية البشر، بحسب تعبيره.

إلى ذلك أكدت كيت جونز، رئيسة قسم البيئة والتنوع البيولوجي في جامعة كوليدج بلندن، أن استعادة الأماكن التي كانت تعيش فيها الحيوانات هو الحل، لأن الدرس النهائي المستفاد من هذه الأزمة هو أن الأضرار التي لحقت بالكوكب يمكن أن تضر بالبشر بشكل أسرع وأكثر حدة من التحولات التدريجية لتغير المناخ، وختمت: "لا يمكنك القيام بهذه الأشياء في عزلة دون التفكير بما يفعله ذلك بالبشر".

يذكر أن عدد الوفيات حول العالم بلغ أكثر من 10 آلاف، مع تسجيل عدد جديد من الإصابات. وفي حين ارتفع عدد المصابين حول العالم إلى 244526، تعافى منهم 87407 أشخاص، لم يسجل البر الصيني لليوم الثاني على التوالي أي إصابة "محلية" جديدة.
العربية