2024-11-26 09:49 م

أين المسيرات الحاشدة ردا على صفقة ترامب؟!

2020-02-10
القدس/المنـار/ صفقة القرن هي الأخطر على القضية الفلسطينية والمتمعن في بنودها، وما سبقها من قرارات اتخذتها الادارة الامريكية تمت ترجمتها على الارض، يصل الى قناعة تامة، بأن هذه الصفقة حل أمريكي لصراع اسرائيلي فلسطيني ممتد منذ اكثر من مائة عام عبر تصفية القضية الفلسطينية، صفقة طرحتها واشنطن، فتلقفتها دول عربية تأييدا وتمويلا.
الرد على هذه المؤامرة الامريكية انحصر في بيانات ادانة وشجب ورفض بعضها صادق، والبعض الاخر مجرد نفاق و (بريان عتب) من جانب عواصم عربية، وعقدت مؤتمرات أدانت الصفقة ببيانات اعتدنا على سماعها، دون تنفيذ أو ترجمة. القيادة الفلسطينية اتخذت على ما يبدو، خوض معركة سياسية لمواجهة الصفقة، رغم عدم تأثيرها على واشنطن، ولن تكون قادرة على شطبها والغائها أو حتى تعديلها، ومع أننا لا نقلل من خوض المعركة سياسيا ودبلوماسية، الا أن الرد الشعبي الجماهيري هو القادر على التأثير والحاق الهزيمة بالتحرك الامريكي الاسرائيلي.
هذا الرد الشعبي الواسع، لم نلمسه ونشاهده بعد، الا بشكل محدود وفي بعض المناطق.. وهذا ما يثير التساؤل.
في اليوم الثاني لاطلاق الرئيس الامريكي دونالد ترامب، التقيت بصحافي بريطاني وسألني، أين الرد الشعبي على هذه الصفقة، فهو السلاح الحاسم المؤثر للمواجهة، والقادر على تحقيق النتائج الاجمالية لشعب فلسطين، أجبت باستحياء، ان الردود قادمة، وهناك ظروف تحول دون ذلك الان، ومضت الأيام وهذا لم يحدث.
الفصائل جميعها يلفها الصمت، الا من تصريحات وبيانات على ألسنة ناطقيها ـ وهم كثر ـ ربما منشغلة بأمور داخلية، تراها أهم وأكثر ضرورة، وهناك من يرى ضرورة أن تفسح المجال للتحرك السياسي!! والقيادة الفلسطيني هي الاخرى، يبدو متحفظة عن القيام بمسيرات ومظاهرات صاخبة واسعة، ولا ندري حقيقة الاسباب.. مكتفية بدعوات لـ (وقفات) آنية محددة بساعات فقط.
والشارع يبدو، ليس على وفاق مع قيادته حول الرد على الصفقة، هناك من هو محبط، وهناك من يقول، لا تعليمات.. وآخرون يرون البقاء في دائرة الانتظار.
ان العالم، كان ينتظر خرج الشعب الفلسطيني بمسيرات ضخمة في الميادين والشوارع تعم كافة المحافظات، مسيرات تنقلها كاميرات التلفزة الى جميع دول العالم، كرد حقيقي حازم وحاسم على مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية.
وهنا، يمكن القول، بصراحة ووضوح، ما دامت القيادة الفلسطينية متمسكة وتردد ذلك بالمقاومة السلمية، لماذا لا تدعو الجماهير الزحف الى الشوارع والميادين، ولماذا هي مترددة في ذلك أو ربما أسقطت الرد الجماهيري من حساباتها، لماذا لا تنطلق أو لم تنطلق حتى الان مسيرات جماهيرية حاشدة ردا على عنجهية وحقد دونالد ترامب.. فالوقفة في هذا الميدان أو ذاك ليست بديلا عن المسيرات الشعبية فالمؤامرة خطيرة ورهيبة، والرد عليها لا يكون بوقفة لساعات، والتحرك السياسي الدبلوماسي ليس كافيا.. والرد الشعبي يشكل دعما لهذا التحرك.. لا نعرف الاسباب ولا نريد التخمين واساءة الظن.. وما نراه أن جميع الفصائل في حالة استرخاء..
ويبقى السؤال المطروح بحجم الوطن بجناحيه: لماذا لا تخرج مسيرات شعبية حاشدة، تصرخ بصوت واحد وعال: "لا" لصفقة ترامب ـ نتنياهو، و "لا" لأدواتهما وأنظمة الردة الداعمة والممولة للصفقة..!!