2024-11-30 12:47 ص

دلالات الهجوم الايراني على “عين الأسد” وكلمة وفاء لسليماني

2020-01-17
بقلم: صفاء الجعبري
في عنقي أمانة للمقاوم المرحوم قاسم سليماني نقلا عن والدتي الفلسطينية الغزاوية سمية أبو حميد فبعد تحرير جنوب لبنان وخلال زيارة الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي لمنزل جدي في مدينة رفح قبل هجرتهم من غزة قبل سنوات قليلة، تطرق الحديث حول فيلق القدس الايراني وقاسم سليماني، فما كان من الشهيد الكبير الرنتيسي الا ان اثنى على سليماني ووصفه بالأخ المقاوم والعاشق لتراب فلسطين، وأنه آنذاك سيقدم للمقاومة الفلسطينية كل الخبرات التي تمكنها من تحقيق توازن الرعب مع الصهاينة كما حدث في جنوب لبنان وتحريره عام 2000 .

وتروي امي وهي ما زالت حية ترزق وناشطة ضد التطبيع مع اسرائيل في الدول الاسكندنافية ان الشهيد  الرنتيسي كان يتحدث بحماسة عن مآثر سليماني، وانه لا يقاس بغيره من أبناء طائفته وهو رفيق مخلص للمقاومين ضد “اسرائيل” في كل مكان يتواصل هاتفيا معهم باستمرار وبالذات في أخطر أوقات المواجهة، يقدم نصحه وخبرته لهم، وكثيرا ما كان يفعل كضابط ارتباط دون أي كشف عن هويته.

لقد ذهلت من حجم الهجمة على الاستاذ المجاهد اسماعيل هنية بعد وصفه لسليماني بأنه شهيد القدس، ومشاركته في مراسم دفنه في العاصمة الايرانية، بحجة أنه صاحب جرائم ضد الشعب السوري، مع أن هذه الدعوى اذا اردنا الانصاف فليس من السهولة اثباتها، وقد التقيت بأشخاص في المعارضة السورية تحدثوا لي ان دخول سليماني على الخط جاء متأخرا وكان نشاطه العسكري يتركز ضد تنظيمي (داعش وجبهة النصرة) ولم يكن صاحب قرار فيما يتعلق بسلاح الطيران بل كل معاركه كانت مواجهات برية مع التنظيمين، ما يعني انه كان يقاتل بمهنية ضد تنظيمات مصنفة بالارهاب على مستوى العالم، وقامت حتى المقاومة الاسلامية الفلسطينية ممثلة بحركة حماس بمواجهتها داخل قطاع غزة، فسليماني لم يرسل أيا من أنصاره للتفجير، في المدنيين  وحتى في أوج اختلاف حماس مع النظام السوري بقي ثابت الموقف لجهة دعم الحركة في كل ما من شأنه مواجهة “اسرائيل” كما أكد لي أكثر من مسؤول في الحركة، واعتقد أن سليماني على عكس الدعاية المشوشة التي يجب على اعلامنا التوقف عنها ضد أصدقاء المقاومة فهو من القلائل الذين يمتلكون وعيا يتجاوزون به الكمائن المذهبية، اذ كانت جهوده هي الرائدة في تحجيم الصهاينة خلف الجدر.

وبصراحة ذهلت لمشاهد تشييع سليماني  فقد أراد الأمريكي قتل الروح المقاومة، فوجدنا الطاولة تنقلب عليهم حتى في العراق المنساق مع الامريكيين، ثم جاء الرد الايراني وواضح أنه شكل رادعاً للأمريكيين، وأعطى رسالة طمأنة للمقاومة الفلسطينية، عندما ردت ايران من داخل ايران  واختاروا ابعد قاعدة عسكرية- عين الاسد-عن الأراضي الايرانية وأكبر قاعدة، التي قام ترامب بزيارتها ليلاً بعد إطفاء انوار الطائرة لئلا تكتشف زيارته، وهي نفس القاعدة التي انطلق منها استهداف سليماني، اخرج الإيرانيون بالضربة  اكبر قاعدة عسكرية أميركية  بالعراق عن العمل ودمروا مراكز القيادة والسيطرة والتخطيط وإدارة العمليات والطائرات والمهابط التي لطالما قتلت العراقيين والعرب، ما يؤشر على خرقهم للامن العسكري الاميركي وامتلاكهم معلومات بالغة الدقة بينما في المقابل لم يستطع الباتريوت الامريكي ولا أنظمة الدفاع الامريكية من فك الشيفرة الايرانية او مواجهة الصواريخ  واسقاطها وشاهدنا مؤخرا بعضا من آثار الدمار الهائل في القاعدة بعد أن سمح جزئيا للاعلام الامريكي حصرا بدخول القاعدة بعد ضغوط هائلة كما، كما شاهدت بالامس أحد آباء الجنود الامريكيين في اتصال مع قناة C-SPAN الأمريكية  يبكي ابنه الوحيد  بسبب عدم تلقي اجابة منه وهو جندي عامل في قاعدة عين الأسد، ما يعني أنه مفقود لسبب أو لآخر، وقبل قليل لمسنا الآثار السياسية من خلال الكونغرس الأمريكي حول ايران فقط القوة الصاعدة بالموافقة على قانون يمنع  ترامب أو أي رئيس أمريكي قادم  من ضرب إيران، وفي كل ذلك رسائل ودلالات ومن أهمها تسديد ضربة لصناعة الاسلحة الاميركية واجهزة الامن والاستخبارات، وقد رصدت محللين عسكريين يدعون المملكة العربية السعودية لوقف شراء الباتريوت الامريكي الذي لم ينفع امريكا ذاتها في الدفاع عن قواعدها، ويبقى السؤال: لماذا أحجم ترامب عن تنفيذ وعيده بالرد وانه سيستهدف