2024-11-26 06:33 م

كيف السبل لمواجهة مخطط استهداف الساحة الاردنية؟

2019-12-25
القدس/المنـار/ تتوالى في ظل العجز العربي وحالة الانقسام في الساحة الفلسطينية عملية تهيئة المناخ والاجواء والارضية لتمرير كامل حلقات مخطط تصفية القضية الفلسطينية وما يتطلبه ذلك من خطوات وترتيبات وتغيير قيادات واثارة فتن واشعال فوضى، ليس في الساحة الفلسطينية فقط، وانما في ساحات عربية وبشكل خاص القريبة منها، التي تربطها بفلسطين وشعبها علاقات متميزة.
هذا المخطط تقوده امريكا واسرائيل وانظمة عربية تصهينت وتحولت الى ادوات تستخدمها قوى الشر ضد فلسطين خاصة وشعوب الامة بشكل عام.
اسرائيل معنية بأرض دون شعب، وممارساتها على امتداد عقود طويلة يؤكد هذا الهدف الصهيوني الخبيث، وانتقلت مؤخرا الى تحريك احد مسارات تحقيق هذا الهدف وهو المس بسيادة الاردن لصالح تمرير مشروع الوطن البديل وترحيل الفلسطينيين باستخدام اكثر من وسيلة شيطانية، والملاحظ أن الساحة الاردنية مستهدفة بشكل واضح منذ بدء المؤامرة المسماة بـ (الربيع العربي) حيث دفعت القيادة هناك الى اتخاذ مواقف وخطوات تحت التهديد والضغط الامريكي والابتزاز الخليجي، وعندما عادت عمان وتحفظت على هذا الدور واتجهت مبتعدة عن الخط التآمري، زادت دول الخليج وامريكا من ضغوطها لمواصلة العبث في ساحتها، والمس بسيادتها وقرارها، وجاءت صفقة القرن واستشعر الحكم الاردني أخطارها، ورفضها، وبفعل الاجراءات الضاغطة اقتصاديا تحركت الاحتجاجات في الساحة المحاصرة.
الاعلام الاسرائيلي الموجه من جانب القيادات في تل أبيب على مختلف مستوياتها ودرجاتا ومواقعها، كشف عن اقنعة كثيرة وحجم التآمر الذي تتعرض له الاردن، ووصل الى درجة خطيرة، عندما كشف عن أن اسرائيل ومن أجل ترجمة حلقات مخططها تخطط لأردن على مقاسها بدون رأس النظام الملكي، وهذا يعني، دفع الاردن الى الفوضى، والاشغال والالهاء بعد التعرض الى صمام الامن وهو الملك.
اتضحت الصورة تماما بكامل عناصرها وما يخطط ضد الاردن لخلق الاوراق، ومن ثم ترحيل الفلسطينيين وهذا الوضوح جاء في خضم الدعوات الاسرائيلية لترجمة حل الوطن البديل وضم الاغوار، دون اكتراث باتفاقية سلام موقعة منذ سنوات بين تل أبيب وعمان، مع اعتماد مطلق على الدعم الامريكي والانظمة العربية المرتدة في الخليج تحديدا.
وهنا، أمام هذا التغول الاسرائيلي واستهداف الساحات العربية وما يحاك ضد الاردن، ساحة جديدة للتدمير وتمرير مشاريع تصفية قضايا الامة، والمركزية منها، فان الاردنيين مدعوون للحذر وتفويت الفرصة على المخطط الاسرائيلي والالتحام وتعزيز ساحتهم بالوعي والوحدة الوطنية، والحفاظ على رأس النظام صمام الامان، وادراك أن القيادات الاسرائيلية لا تحترم المواثيق والمعاهدات، مع عدم الالتفات الى التسريبات والتشويهات التي تطال احيانا دفة الحكم، الاردن مدعو الى اعادة تقييم علاقاته مع دول الخليج، ووقف التماهي والتساوق مع طروحاتها، وهي التي تمارس الضغوط والابتزاز، وضرورة الخروج نهائيا من دائرة العداء للدولة السورية، ووقف كل التحركات المريبة لها في الساحة الاردنية، التي تهدف الى دعم العصابات الارهابية.
وفي مقدمة الاهتمامات، هناك ضرورة ملحة لتعزيز العلاقة مع الجانب الفلسطيني، والتنسيق المشترك في مواجهة هذا المخطط الذي يستهدف شعبي الاردن وفلسطين، واعتماد الصراحة في رسم الاستراتيجيات وصياغة المواقف والحذر من محاولات الاستفراد.