بقلم: منيب السائح
من المؤكد ان المتابع لتداعيات الجريمة النكراء التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني عندما استهدف قياديين كبيريين في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، الشهيد بهاء ابو العطا في غزة، واكرم العجروي في العاصمة السورية دمشق، سيصاب بصدمة من تماهي الاعلام العربي الرجعي مع السياسة الصهيونية، وكذلك الصمت المطبق الذي يهيمن على الشارع العربي.
الاعلام العربي الرجعي وبدلا من تناول الموضوع بما يستحق من تغطية لسقوط شهداء كبار قاوموا مغتصبي الاراضي العربية والمقدسات الاسلامية وقاتلي الاطفال الفلسطينيين، نيابة عن الامة جمعاء، نرى هذا الاعلام مازال غارقا في مستنقع الطائفية الآسن، حيث أسهب وبشكل لافت في تناول الجريمة من منظار طائفي لا يخدم الخطاب الصهيوني فحسب بل يتماهى معه بشكل كامل حيث ما انفك هذا الاعلام يؤكد على أن "أبو العطا يعد من أكثر الشخصيات العسكرية المقربة من إيران وأكثر المؤيدين لها"، اما العجوري، فحسب الاعلام الطائفي المتصهين فلديه "علاقات مميزة وقوية بالنظام الإيراني، وخاصة بقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وهو ما جعل أعين إسرائيل لا تتوقف عن متابعته"!!.
وهل وجود علاقة بين رجال المقاومة الفلسطينية وايران "تهمة"؟!!، فهل هناك غير ايران وسوريا من يمدّ المقاومة الفلسطينية باسباب القوة التي تمكّنها من الرد على جرائم الصهاينة؟، وهل يجب ان تكون للمقاومة علاقة مع الانظمة في السعودية والامارات والبحرين وقطر مثلا؟!، أليست هذه الدول متواطئة مع الصهاينة في سلب الفلسطينيين كل اسباب قوتهم ومحاصرتهم؟، ألم تكن هذه الانظمة هي السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الطائفية المقيتة، والتي كانت السلاح الفتاك الذي استخدم ضد الثورة الاسلامية في ايران بعد ان جعلت من تحرير القدس في سلم اولوياتها ودفعت اثمانا باهظة من اجل موقفها هذا؟ اليست الطائفية المسمومة التي حقنتها هذه الانظمة المتخلفة في جسد الامة هي التي شلته وجعلت الشارع العربي لا يشعر بما يجري من حوله، وبات الفلسطينيون يواجهون الاحتلال الصهيوني لوحدهم دون نصير؟، ترى اذا لم يكن لرجال المقاومة في فلسطين علاقة مع ايران فمع من يجب ان تكون علاقتهم؟!!.
لقد اصاب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان كبد الحقيقة عندما اعتبر في البيان الذي اصدره حول جريمة اغتيال الشهيد ابو العطا، تعميق الوحدة العربية والاسلامية والانخراط في جبهة مقاومة المشروع الصهيوني والتصدي لفتنه ومؤامراته، بانه أفضل رد على العدوان الصهيوني.
الشيخ قبلان رأى في بث الفتن والاضطرابات، الوسيلة التي يسعى من خلالها الكيان الصهيوني الى تخريب المنطقة واغراقها في اتون الحروب خدمة لمخططاته الشيطانية، الامر الذي يستلزم عدم السماح باستفراد الشعب الفلسطيني، فدعم قضية فلسطين ودعم محور المقاومة وتحصين بيئته بوجه الاختراقات الصهيونية هو واجب اخلاقي وانساني.
عندما تنشر صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية تقريرا تحت عنوان اخطر ثلاث شخصيات على أمن الكيان الصهيوني، وتشير بالاسم الى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وقائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، فهذا يعني ان اغلب الدول العربية تنكرت للقضية الفلسطينية، وانه لم يعد لهذه القضية من ظهير سوى الجمهورية الاسلامية في ايران، التي يأخذ الاعلام الصهيوني على الفلسطينيين علاقتهم بها، انطلاقا من شعوره بخطر هذه العلاقة، وكذلك الاعلام العربي المتصهين، انطلاقا من دوافع طائفئة.
(العالم)