2024-11-30 08:28 ص

الحرب في ليبيا: ما الذي يحدث في طرابلس؟

2019-11-11
بقلم: الدكتور خيام الزعبي*
إرهاصات السقوط، بدأت تظهر في العاصمة طرابلس، على وقع التقدّم الذي يحرزه الجيش الوطني الليبي على مختلف محاور القتال، وفي ضوء هذه الوقائع والمعطيات يبدو أن الوقت قد حان لحسم المعركة هناك، ودحر المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية من هذه المحافظة إلى الأبد، فعلى مدار الأيام القليلة الماضية تسارعت وتيرة الأخبار المؤكدة على اتجاه تعزيزات عسكرية إلى طرابلس هذا ما يشكل ضربة قوية لهذه التنظيمات التي قد تجد نفسها مضطرة للانسحاب بشكل كامل من كل الأرض الليبية. ينظر الجميع بترقّب شديد وحذر إلى مآل تلك التطوّرات التي باتت تُهدّد وحدة هذا البلد ودول الجوار والمنطقة ككل، فليس من شك في أن هناك خلافات وصراعات كبيرة بين الميليشيات المسلحة بمصراتة والميليشيات المسلحة بطرابلس التابعة لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، بالتالي أن هذه الملاحقات المتسارعة للميليشيات المسلحة وخسائرهم الكبيرة سيسرع من حسم المعركة ويمهد الطريق لاستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد، على الرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها. في هذا السياق انسحبت خلال الفترة السابقة ميليشيات مصراتة من محاور طرابلس ، التي كانت تحتضن العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة المدعومة من تركيا، جاء هذا الانسحاب بناء على التطورات العسكرية الميدانية، خصوصاً بعد السيطرة التي استطاع الجيش الليبي تحقيقه ميدانياً في الجو والأرض، بذلك أصبحت الميليشيات المسلحة غير قادرة على الصمود وانهيار معنوياتهم بشكل كامل. وفي الاتجاه الأخر تأتي هذه العملية العسكرية الجديدة بعدما تمكن الجيش الليبي مؤخرا من نصب كمين للميليشيات في محور صلاح الدين أسفر عن سحق الميليشيات بالكامل بعد إيهامهم بانسحاب الجيش وتراجعه. كما تمكن من السيطرة على "مشروع الهضبة" جنوبي وسط طرابلس، بعد السيطرة على معسكر اليرموك، و سيطر بالكامل على منطقة العزيزية، وتدور المعارك الميدانية مؤخرا في منطقة صلاح الدين وهي آخر ما تبقى للميليشيات التي تخوض آخر محاولاتها لوقف زحف قوات الجيش الليبي على مناطق الأربعة شوارع (السويحلي) وطريق النهر الصناعي وفي الوقت نفسه يقوم الجيش بعمليات تتبع ومراقبة شديدة واستهداف دقيق بالطيران الحربي لكل قوافل الإمداد للمليشيات المسلحة وحلفائها. ولا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً إقليمية ودول جوار لا يسرها وصول ليبيا إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية والازدهار، ولهذا تعمل على إشاعة الفوضى في ربوع الشقيقة ليبيا، وهي تعلم جيداً أنه إذا وقعت ليبيا ضحية للعنف والفوضى فإن بقية حبات مسبحة العالم العربي حتما ستكر واحدة تلوه الأخرى. لذا يجب على الليبيين إيجاد حل سريع للتوتر المتصاعد في أنحاء المناطق الليبية لتفادي إنزلاق البلد نحو حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق. لقد خسر الشعب الليبي أشياء كثيرة جدا ما بين الخراب والدمار وآلاف الضحايا ولكن مازالت الأطماع تتجه إلى التراب الليبي... ويبقي السؤال الرئيسي هو، هل اقتربت ساعة الحسم لتحرير طرابلس؟ ، أم إن الأزمة الليبية لم يحن الوقت لإنهائها؟ ذلك ما سنعرفه قريبا.. من نتائج على أرض الواقع. وخاصة تشير الإنجازات التي حققها الجيش الوطني الليبي إلى أن المليشيات الوطنية وأخواتها على بُعد خطوات من النهاية، بعد أن أثبت الجيش صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية عالية. وأنا على يقين أن أبناء ليبيا سوف يقفون خلف كرامة وطنهم حتى يتحقق المرجو لليبيا، وهو محو كل إرهاب غاشم يستهدف ليبيا و العرب، وعرقلةً مخطط الناتو الذي دمر وأزهق وأباح كل أركان الدولة الليبية. وبالتالي ستكون ليبيا الشرارة الأولى التي ستحرق عروش عملاء أمريكا وإسرائيل وسترمي بهم إلى مزبلة التاريخ، فإذا استطاعت أمريكا وحلفاؤها أن تتحكم في مجريات الأوضاع وتحولها إلى صالحها فإنها لن تستطيع أن تهزم المقاومة لأنها لا تؤمن بعقيدة سوى الوطن. وأختم بالقول، أن سورية وليبيا، مدعوتان اليوم للوقوف صفاً واحداً أمام الإرهاب الذي يهددهما في أكثر من مكان، ومن هذه النقطة يجب على الدول العربية العمل المشترك لدحر قوى الإرهاب وهزيمة هذا التيار المتطرف ورد هجمته عن منطقتنا ومجتمعاتنا وأهلنا. 
*جامعة الفرات 
khaym1979@yahoo.com