2024-11-24 09:37 م

قصة المخبر الذي زرعته الاستخبارات الأمريكية داخل مخبأ البغدادي

2019-11-01
قال مسؤولون أمريكيون وإقليميون لصحيفة واشنطن بوست، إن العملية الناجحة لاغتيال البغدادي لم تكن لتتم لولا الاعتماد على مخبر تعاملت معه الاستخبارات الأمريكية لمراقبة حركة زعيم تنظيم داعش، والتي تضمنت تحركاته ضمن مخبأه السري بما في ذلك تنقلاته بين الغرف الداخلية التي كان يسكنها.

وكان المخبر حاضراً أثناء الغارة التي شنتها القوات الأمريكية على مخبأ زعيم التنظيم والتي انتهت بمقتل الإرهابيين الأكثر شهرة في العالم.

ومن المتوقع أن يتسلم المخبر جائزة تقدر بـ 25 مليون دولار لتسليم رأس البغدادي، حيث لم يكشف اسمه أو هويته. وبحسب المسؤولين الأمريكيين لم ينسحب مع القوات الأمريكية بعد الغارة؛ بل تم تهريبه مع أسرته من إدلب بعد يومين من مقتل البغدادي.

وقال مسؤول عربي، إن المخبر مسلم سني أنقلب على التنظيم الذي أعدم أحد أقاربه، حيث أنشق فيما بعد لتتواصل معه الاستخبارات الأمريكية بعد أن تم استجوابه لمدة أسابيع للتأكد من المعلومات التي يمتلكها.

ثقة البغدادي وأسرته
استمرت جهود مراقبة البغدادي لأشهر، خلال الصيف تم من خلالها جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة، وخلال الشهر الماضي بدأت معالم العملية تتضح بناء على نصائح المخبر ومعرفته.

وقال أحد المسؤولين المطلعين على العملية: "تم تقييمه لفترة طويلة للتأكد بأن هذا الشخص يمتلك مفتاح القفل.. بدأ الأمر يتضح بشكل جدي خلال الأسبوعين الأخيرين".


وكانت صحيفة واشنطن بوست قد تمكنت من الحصول على معلومات تخص المخبر بعد الحديث مع مسؤولين أمريكيين أثنين ومسؤول في الشرق الأوسط، حيث أطلع المسؤولين الثلاثة على العملية وتفاصيلها وتحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، بسبب حساسية المهمة استخباراتياً وعسكرياً.

وقال أحد المسؤولين، إن المخبر كان موثوقاً ومقرباً جداً من البغدادي الذي كان يعتمد عليه لتسهيل العمليات اللوجستية حتى أنه ساعده في التنقل داخل إدلب والتجول بين منازلها قبل أن يأمن له مجمع سكني ليقتل فيه.

وأشار المسؤول إلى أن المخبر كان متحمساً للعملية وشارك بها في التزام وزود الاستخبارات الامريكية بأدق التفاصيل عن البغدادي بما في ذلك أنه كان على الدوام يرتدي حزاماً ناسفاً لتفجير نفسه، فيما إذا تم حشره في الزاوية.

ولم يمكن البغدادي فقط هو من يثق بالمخبر، بل تضمنت الثقة أفراداً من أسرته، حيث كان يسافر معهم للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

رأسه بقي سليماً
وقال المسؤولون الأمريكيون، إن المخبر تم فحصه بعناية، حيث سعت الاستخبارات الأمريكية إلى تجنب الكارثة التي مرت بها في 2009، حيث فجر مخبر أردني نفسه في أفغانستان كان لديه معلومات واعدة عن تنظيم القاعدة. أدى التفجير الذي حصل اثناء اجتماع مع مسؤولين أمريكيين، إلى مقتل المخبر، وسبعة عملاء من الاستخبارات وسائق أردني وأفغاني.

وقال أحد المسؤولين إن المخبر أنقلب على التنظيم "وفقد الثقة" في الدولة الإسلامية، وحتى مع كل المعلومات التي قدمها؛ إلا أن مخططات الإغارة والاشتباك تغيرت عدة مرات وأحبطت نتيجة لتغير الأوضاع على الأرض.

وقال: "لا تسعفني الذاكرة في استرجاع عدد المرات التي شعرنا بأننا حسناً لقد أصبح بحوزتنا.. في الشهور الأخيرة، شعرنا بأن اللحظة قد حانت، ولم نتأكد من الأمر إلا في آخر شهر حينها قلنا لأنفسنا: حسناً، هذه المرة تبدو جدية".

كان البغدادي على وشك التحرك من مجمعه، حينها تم أخذ القرار بالتحرك. وقال المسؤول: "هذا ما كنا نخشاه.. إن نُجبر على الأمر".

وقال المسؤول من الشرق الأوسط، إن البحث انتقل إلى إدلب خلال الصيف، حيث قام المسؤولون الأمريكيون والفرنسيون بالعمل للتحقق من وجوده عبر استخدام معدات مراقبة عالية المستوى تجوب المنطقة.
وقال المسؤول الأمريكي: "لا أحد يستطيع الوصول هناك.. الروس يمتلكون المجال الجوي"، ولكن بمساعدة المخبر تم التركيز على بلدة باريشا حيث أختار البغدادي المكان مفترضاً أنه آمن ومزود بأنفاق.

وأشار المسؤول إلى أن رأس البغدادي كان سليماً بعد الانفجار، وأن المسؤولين كانوا مقتنعين بأن الجثة للبغدادي حتى قبل إجراء الفحص النووي للتأكد من هويته.

على جهاز الراديو قال أحد عناصر القوات الخاصة الامريكية "أنظر إليه إنه البغدادي" رد قائد العمليات "لقد ربحنا الجائزة الكبرى".
اورينت نت/جمال خياط