مع اعلان النتائج النهائية للانتخابات الاسرائيلية المُقررة غداً وفتح باب التحليلات امام قراءة أبعادها داخلياً واقليمياً ودولياً، تّّتجه الانظار الى الاستحقاق الاهم مع رفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب النقاب عن الشق السياسي" من مشروع السلام الخاص بالمنطقة او ما يُعرف بـ "صفقة القرن" التي صاغها مستشار البيت الأبيض صهره جاريد كوشنر وسوّقها خلال جولته في اب الفائت التي شملت الأردن ومصر والسعودية والمغرب، والتي تنص على ضخ مبالغ تقدر بـ50 مليار دولار للضفة الغربية المحتلة والأردن ومصر ولبنان.
وعلى رغم الموقف الفلسطيني الموحّد الرافض للصفقة ولتفاصيلها المُنحازة بوضوح لمصلحة تل ابيب، بحيث تقوم على اساس "بيع" القضية التي ناضلوا لاجلها سنوات مقابل "حفنة" من المال، يبدو ان سيّد البيت الابيض ماضٍ في مشروعه لانهاء الصراع في الاراضي المحتلة إنسجاماً مع ما كان اعلنه قبيل توجهه الى نيوجيرزي الشهر الفائت، "يبدو ان السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو اكثر الأمور تعقيداً، لأن الحديث هنا يتعلق بكراهية دامت عشرات السنين بين الجانبين. من الصعب اعداد صفقة كهذه بوجود كل هذه الكراهية".
وبإنتظار إقفال باب انتخابات الكنيست الاسرائيلي، تتساءل اوساط دبلوماسية عبر "المركزية" "عمّا اذا كان الاعلان عن الصفقة سيأخذ مزيداً من الوقت بسبب استقالة مستشار الامن القومي جون بولتون الاسبوع الفائت بعد ان سبقه منذ قرابة الاسبوعين المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جيمس غرينبلات.
والى الاستقالات من إدارته التي قد تؤثّر على اعلان مشروع السلام، تأتي الاعتراضات العربية-الفلسطينية على الصفقة التي تعتبرها "ظالمة" بحق القضية العربية الام، لاسيما، ان الدول العربية ترفض المشروع انطلاقاً من الرفض الفلسطيني الموحّد له.
وفي السياق، اشارت الاوساط الدبلوماسية الى "ان هناك محاولة يبذلها الرئيس ترامب مع بعض المسؤولين العرب لترتيب العلاقة بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل اعلان "صفقة القرن" من اجل تثبيت ارضيتها فلسطينياً كي لا تُدفن في مهدها".
ولا يبدو ان الفلسطينيين والعرب وحدهم يرفضون "صفقة القرن"، اذ تكشف الاوساط الدبلوماسية "ان اوروبا، تحديداً فرنسا (التي دخلت سابقاً على خط القضية الفلسطينية بإستضافة مؤتمرات خاصة على اراضيها لحلّ الازمة) يفضّلون عدم طرح اي مبادرة للسلام حالياً، لان الظروف الاقليمية والدولية غير مؤاتية".
وفي اعتقاد الاوروبيين، كما تقول الاوساط، "ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يُصعّد مواقفه في هذا الشأن من خلال الاستمرار بقصف غزة والاعلان عن ضمّ اراضٍ اردنية لاسرائيل، مستنداً بذلك الى الدعم "اللامحدود" الذي يحظى به من الرئيس ترامب وادارته".
لذلك تعتبر الاوساط "انه يجب على نتنياهو ان يبدل من تصرفاته ويتّخذ مواقف اكثر اعتدالا من اجل المساعدة في تهيّئة الاجواء تمهيداً لبدء التواصل والتحضير لطرح "صفقة القرن".
"المركزية"